كتبت: ميرنا محمود
طرح الصحفي محمد أجهت، في مقاله حول إسقاط الجيش العراقي اللطائرة (SİHA) المُسيَّرة التركية في كركوك الجمعة 30 أغسطس/آب، سؤالاً مثيراً للاهتمام: “هل كان الهدف من الهجوم على الطائرة المُسيَّرة التركية في كركوك هو إرسال رسالة، مفادها (لا) لمشروع طريق التنمية؟”.
كتب الكاتب الصحفي محمد أجهت في صحيفة “Haber 7″، تحليلاً حول إسقاط الطائرة (SİHA) المُسيَّرة التركية من الطراز (Aksungur)، وهي من إنتاج شركة BAYKAR، والتي أسقطتها القوات العراقية الجمعة 30 أغسطس/آب.
إسقاط الطائرة المُسيَّرة في أثناء اجتماع “مسار التنمية”

في صباح الجمعة، نحو الساعة العاشرة والنصف، أسقطت صواريخ أرض-جو طائرة مُسيَّرة تركية من طراز أكسونغور كانت تحلّق في سماء كركوك.
وبعد ساعات قليلة من الحادث، أعلن ضابط عراقي يرتدي الزي العسكري، بصوت مرتجف ومتحمس، أنهم هم من أسقطوا الطائرة المُسيَّرة.
كما هو معروف عالمياً، فإن تركيا تشن حرباً ضد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية على الأراضي العراقية، وتستخدم طائرات مُسيَّرة من طراز أكسونغور بشكل فعَّال ومستمر في هذه العمليات، حتى في مناطق بعيدة مثل السليمانية.
وبالتالي، فإن الادعاء الذي قدمه الضابط العراقي حول انتهاك المجال الجوي، والذي استخدمه كذريعة، لا يبدو مُقنِعاً.
ادعاءات صحيفة YeniŞafak التركية حول الحادث
حول الحادث كتبت صحيفة يني شفق التركية، أنه “في هذه الحالة، لا بد من طرح أسئلة أخرى وإثارة شكوك أخرى، فعندما تقع مثل هذه الأحداث، فإن النظر إلى “التوقيت” يمكن أن يكون مفيداً لفهم الخلفية، وفي الواقع، إن الاجتماع الذي عقد في إسطنبول في اليوم نفسه، يثير تساؤلات حول ما إذا كان الهجوم على الطائرة المُسيَّرة التركية مرتبطاً بهذا الاجتماع”.
يوم الاجتماع الأول بشأن “مسار التنمية”
في اليوم الذي شهدت فيه كركوك حادثاً مؤسفاً، عُقد اجتماع مهم في إسطنبول باستضافة وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، واجتمع مسؤولون من تركيا والعراق والإمارات العربية المتحدة وقطرمعاً؛ لمناقشة مشروع طريق التنمية الذي يُطلق عليه أيضاً اسم طريق الحرير الجديد.
وخلال الاجتماع، نوقِشَت الخطوات اللازمة لإكمال المشروع، وتم اتخاذ قرارات مهمة، وأدلى الوزير أورال أوغلي بتصريحات لافتة للانتباه بعد الاجتماع، فعلى سبيل المثال، أدلى بالتصريح التالي الذي يعكس أهمية المشروع:
“لم يعد أحد غنياً أو مكتفياً ذاتياً بعد الآن إذا أغلقتم أبوابكم، وأغلقتم أعينكم وآذانكم وأغفلتم عن متابعة التطورات العالمية، فلا مكان لكم في عالم اليوم، فلكل فردٍ إسهامات قيّمة يقدمها للآخرين، وحصة يستحقها، والعصر الآن هو عصر (التعاون المشترك والفائدة المتبادلة)، حيث يكسب الجميع. قطاع النقل هو الدينامو الأكثر أهمية لهذا العصر الجديد”.
ووفقاً للمعلومات التي قدمها وزير النقل أورال أوغلي، تحددت الخطوات المشتركة التي ستُتَّخَذ في المستقبل خلال الاجتماع.
إضافة إلى ذلك، تمّ بحث وتحديد آليات إدارة وتشغيل مجلس الوزراء الذي تم تشكيله ضمن نطاق مشروع “مسار التنمية”، وتمّ وضع خارطة طريق مستقبلية في هذا الصدد.
ولا شك في أن هذا اجتماع جديد ومهم، وكان لدى مشروع “مسار التنمية” أجندة تهدف إلى تطويره بإرادة قوية من قِبَل دول المنطقة الأربع، ومن الطبيعي أن يتطلب الهجوم على كركوك، الذي تزامن مع مثل هذا التوقيت، وقفة طويلة للتأمل والتحليل.