كتبت: لمياء شرف
حذرت إدارة بايدن، في الأيام الأخيرة، إيران من شن هجوم آخر على إسرائيل، وشددت على أنها لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل.
يأتي ذلك في أعقاب هجوم إسرائيل على مواقع ومنشآت نفطية وعسكرية بإيران الشهر الماضي (أكتوبر/تشرين الأول)، وكان هجوم إسرائيل ضمن سلسلة من حرب “الرد” بين إيران وإسرائيل.
وتم الهجوم الإسرائيلي بعد عدة أسابيع من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة، حيث توصل الطرفان إلى تفاهم بشأن نوع الأهداف التي سيتم استهدافها، على أن المنشآت النفطية والنووية ليست ضمن الأهداف، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
نشر موقع “أكسيوس” الأمريكي هذا التحذير وفقا لمسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي سابق تم إطلاعه على القضية، حيث أكد المسؤال الأمريكي أنهم أخبروا الإيرانيين بأن أمريكا لن تتمكن من كبح جماح إسرائيل، ولن تتمكن من ضمان أن يكون الهجوم التالي منضبطا ومحددا كالهجوم السابق.
نقلت هذه الرسالة مباشرة إلى الإيرانيين، ومن المعتاد أن مثل هذه الاتصالات المباشرة نادرا ما يتم الكشف عنها.
ولم يقدم البيت الأبيض أو البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أي تعليق على هذا التقرير، حسب “أكسيوس”.
وعلى الجانب الآخر، صرّح إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، بأن مجلس الأمن القومي الإيراني وافق على الرد، لكن لم يتم تحديد التاريخ والنطاق بعد.
وقال كوثري: “إن الهجوم سيتم بالتنسيق مع جماعات المقاومة الأخرى في المنطقة، وسيكون أقوى من هجوم إيران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، الذي تم بإطلاق 180 صاروخا باليستيا”.
وفي سياق متصل، قال المرشد الأعلى علي خامنئي، في أثناء لقائه بالطلاب يوم السبت 2 نوفمبر/تشرين الثاني، مهددا الولايات المتحدة وإسرائيل: “ستتلقون بالتأكيد ردا ساحقا”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين تأكيدهم أن خامنئي أصدر تعليماته للاستعداد لمهاجمة إسرائيل.
وقال المسؤولون إن خامنئي اتخذ القرار بعد أن تلقى تقريرا مفصلا من كبار القادة العسكريين حول مدى الضرر الذي لحِق بقدرات إنتاج الصواريخ الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي بطهران.
وتتلقى إسرائيل دعما عسكريا من الولايات المتحدة الأمريكية، فقد صرح المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، بأن الولايات المتحدة تنقل مدمرات إضافية للدفاع الصاروخي الباليستي وأسراب من الطائرات المقاتلة وطائرات النقل العسكرية، إضافة إلى عدة قاذفات بعيدة المدى من طراز B-52 التابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى الشرق الأوسط.
وأضاف رايدر أن الوزير جيمس أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ كل الإجراءات الدفاعية إذا ما استهدفت إيران أو شركاؤها في المنطقة أيا من المصالح الأمريكية.
وأشارت الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية، وربما قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حسبما أفاد “أكسيوس”.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الهجوم قد يتضمن هجوما مشتركا من الأراضي العراقية من قبل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية المتحالفة باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أنَّ مثل هذا السيناريو لا يزال مرجحا في الأيام المقبلة، وقد يكون تنفيذ الهجوم من خلال ميليشيات موالية لإيران في العراق وليس من الأراضي الإيرانية مباشرة؛ في محاولة من إيران لتجنب هجوم إسرائيلي آخر على أهداف استراتيجية داخل إيران.