كتبت: لمياء شرف
شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على إيران في وقت مبكر من صباح السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول، وسُمع دوي انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران، رغم عدم ورود أي معلومات عن وقوع أضرار أو إصابات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أكمل العملية -التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “أيام الرد”- على أهداف عسكرية في إيران، وأن جميع طائراته التي نفذت الهجوم على إيران عادت إلى قواعدها، وأن العملية حققت جميع أهدافها.
وحدد موقع أكسيوس الأمريكي المواقع التي استهدفتها إسرائيل في ضربتها على إيران، حيث نقل عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، أن إسرائيل استهدفت إيران بـ3 موجات من الضربات، وأن الموجات الأولى من تلك الضربات الإسرائيلية استهدفت نظام الدفاع الجوي لإيران.
وقال مسؤول إسرائيلي، حسب “إن بي سي”، أن تل أبيب لم تضرب منشآت نووية أو حقول النفط الإيرانية؛ بل تركز على أهداف عسكرية.
وحسب الإعلام الإيراني، فإن الضربات الإسرائيلية استهدفت ثلاث مدن مهمة عسكريا وبها منشآت نووية ونفطية مهمة، وهم طهران وخوزستان وعيلام.
طهران
تحتوي طهران على أهم المنشآت والمواقع العسكرية، حيث توجد بها عدة منشآت عسكرية حساسة، منها مقار الحرس الثوري الإيراني ومنظومات الدفاع الجوي مثل منظومة S-300 التي تعدّ جزءا من الدفاعات الجوية المتقدمة لإيران، والتي تعمل على حماية المنشآت النووية والمواقع العسكرية.
ويقع بطهران الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم وهو محطة “نطنز”، والتي تقع في مدينة أصفهان على بعد نحو 70 كيلومترا من مدينة كاشان.
تتكون المنشأة من ثلاثة مبانٍ كبيرة تحت الأرض، قادرة على تشغيل ما يصل إلى 50 ألف جهاز طرد مركزي، بينما يوجد نحو 14 ألف جهاز طرد مركزي مثبتة هناك حاليا، ونحو 11 ألفا منها قيد التشغيل، لتنقية اليورانيوم حتى نقاء 5%.
تنتج محطة “نطنز” اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يحتوي على 3-4 في المئة من تركيز U-235، وهو ما يجعله مناسبا لإنتاج وقود محطات الطاقة النووية.

كانت وما زال “نطنز” هدفا للهجمات، حيث تم الهجوم الإلكتروني عليها بفيروس “ستوكسنت”، الذي تم اكتشافه في عام 2010، ويعتقد على نطاق واسع أنه كان عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي عام 2020 تعرضت المنشأة لحريق، وقالت السلطات الإيرانية إنه نجم عن عملية تخريب سيبرانية، وفي عام 2021 أعلنت إيران أن المنشأة تعرضت لعمل إرهابي نووي.
كما يوجد بها أيضا موقع “تورقوز آباد”، وهو منشأة غير معلنة في منطقة تورقوز آباد، يُعتقد أنها كانت تُستخدم سابقا لتخزين مواد نووية. أثار هذا الموقع قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد العثور على جزيئات يورانيوم غير معلنة فيه.
ومفاعل “فوردو” الذي يقع تحت الأرض في منطقة جبلية محصنة جنوب العاصمة الإيرانية طهران، تم تصميم “فوردو” لاستيعاب نحو 3000 جهاز طرد مركزي، وهي محمية من الضربات العسكرية.
وافقت إيران على تحويل فوردو إلى مركز أبحاث ووقف تخصيب اليورانيوم هناك لمدة 15 عاما.
وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، استأنفت إيران أنشطة التخصيب، ووصلت إلى نسبة 20% بحلول عام 2021. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022 رفعت إيران تخصيبها إلى نسبة 60%.
خوزستان
تقع مدينة خوزستان في جنوب غربي إيران وتُعدّ من أهم المناطق الاستراتيجية في البلاد، وذلك لموقعها الغني بالنفط ومواردها الطبيعية الأخرى
ويعتقد أن خوزستان بها أهم قواعد عسكرية للحرس الثوري الإيراني؛ نظرا إلى حساسيتها الجغرافية وقربها من العراق ومنطقة الخليج العربي، لضمان أمن الحدود ومراقبة الأنشطة الإقليمية.
كما ينتشر بها منشآت دفاعية حدودية ومواقع عسكرية دفاعية تشمل أنظمة رادار، وصواريخ، ومنظومات دفاع جوي، وذلك لتعزيز القدرات الدفاعية لإيران على طول الحدود الجنوبية الغربية.
من غير المؤكد وجود منشآت نووية مباشرة في خوزستان، إلا أن هناك مرافق بحثية وتطويرية قد تكون مرتبطة بالطاقة النووية بشكل غير مباشر، أو لوجستية تخدم المنشآت النووية الرئيسية في إيران مثل منشآت نطنز وفوردو.
ومن المتوقع أن تكون هناك منشآت تخزين ونقل للمعدات أو الوقود النووي تخدم منشآت أخرى، خاصةً أن المنطقة غنية بالنفط وتُعدّ مركزا للطاقة.
أما عن منشآت إنتاج وتكرير النفط والغاز في خوزستان بها حقل غاز بارس الجنوبي الذي يمتد بين إيران وقطر، على الرغم من أنه ليس في خوزستان مباشرة، فإن البنية التحتية لهذا الحقل تمتد جزئيا في خوزستان.
وتحتوي خوزستان على مصافٍ نفطية ومرافق لتكرير النفط والغاز، التي تُعتبر مصدرا حيويا للاقتصاد الإيراني، وقد يُستخدم بعضها لإنتاج مواد تدخل في الأنشطة النووية.
عيلام
وفي السنوات الأخيرة، برزت مدينة عيلام كجزء من شبكة المواقع الدفاعية لإيران والتي تُعتبر مهمة لردع أي تهديدات إقليمية، خاصة من إسرائيل والولايات المتحدة.
كما تشكل جزءا من الاستراتيجية الإيرانية التي تشمل مناطق حدودية عدة؛ لضمان تأمين مناطقها النووية والحيوية في الداخل.
ومدينة عيلام الايرانية لا تحتوي على منشآت نووية معروفة، لكنها تضم مواقع عسكرية هامة لدعم الوجود الأمني على الحدود الغربية لإيران. ويُعتقد أن إسرائيل استهدفت فيها جهاز الدفاع الجوي ومصانع الصواريخ.