كتبت: سارة محمد علي
منذ تأسيس شرطة الأخلاق في إيران وهي مثار للجدل المحلي داخل المجتمع الإيراني، وفي المنظمات الحقوقية الدولية؛ نظراً إلى ما تنقله شهادات من تم إيقافهم من قبلها.
“زاد إيران” التقى بعض النساء والفتيات الإيرانيات اللاتي أوقفتهن دوريات الأخلاق من قبل، بعضهن تعرضن للسجن والجلد والتوبيخ.
التقرير التالي يقدم حكاياهن، مع تغيير الأسماء بناءً على طلب أصحابها؛ حفاظا على سلامتهن.
“نور” (27 عاما)، تم إلقاء القبض عليها من قبل شرطة الأخلاق بطهران في مطلع سبتمبر/أيلول 2022، قبل أيام من اندلاع الاحتجاجات عقب وفاة الشابة مهسا أميني.
ألقي القبض على نور بسبب ظهور جزء كبير من شعرها خارج الحجاب، إضافة إلى وضعها مساحيق التجميل بصورة مبالغ فيها ومخالفة للقواعد، حسبما أخبرتها ممثلة شرطة الأخلاق التي ألقت القبض عليها.
تم اقتياد نور من قبل عناصر الشرطة، ووضعها بحافلة دوريات الإرشاد، وبحسب قولها فقد تم نقلها إلى مكان مجهول دخلته معصوبة العينين وظلت كذلك ثلاثة أيام، تم خلالها التحقيق معها وتفتيش هاتفها الخلوي الذي كان يحمل صوراً لها من دون حجاب في أماكن عامة، وعلى أثر ذلك تم اتهامها بـ”الدعاية ضد جمهورية إيران” و”الترويج للفساد والزنا”، ثم تم نقلها إلى سجن إيفين بالعاصمة طهران حيث قضت هناك أربعة أسابيع، وحكم عليها بالسجن عام مع إيقاف التنفيذ و50 جلدة واجبة النفاذ.
تقول “نور”: “طلب مني الضابط الجلوس على الأرض وقام بضربي على ظهري وذراعيّ بحزام جلدي أسود اللون، ثم قامت الشرطة بإحضار زوجي وأجبرته على التوقيع على تعهد بالتزامي بالحجاب الصحيح في الأماكن العامة”.
“مريم” (19 عاما)، تم اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد أن نشرت على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي صورا لها في أماكن عامة بدون حجاب، وعلى حد تعبيرها، فإنها فعلت ذلك لإعلان تضامنها مع احتجاجات الشارع الإيراني عقب وفاة مهسا أميني.
وتضيف مريم مستدركة: “لكن السلطات التي كانت تريد قمع تلك الاحتجاجات وتراقب حسابات النساء الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يرضها ذلك، فتوصلت إلي وتم اعتقالي من منزلي في العاصمة طهران، واقتيادي إلى سجن إيفين الذي قضيت فيه ستة أسابيع، ووجهت إليّ تهم (الدعاية ضد جمهورية إيران) و(العمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية) و(الترويج للزنا)، وحكم علي بالسجن عام والجلد 50 جلدة مع إيقاف التنفيذ”.
وبحسب قول مريم، فإنها قد التقت ثلاث نساء أخريات في سجن إيفين كان قد جرى اعتقالهن في التوقيت نفسه وفق الاتهامات نفسها, وحكم عليهن بالسجن والجلد مع إيقاف التنفيذ.
“زينب” (32 عاما)، ألقي القبض عليها من قبل شرطة الأخلاق بأصفهان في أبريل/نيسان 2023، بعد توقيفها بدعوى ارتدائها حذاء مخالفا للآداب ومثيرا للشهوات، وتم اقتيادها في حافلات دورية الإرشاد إلى أحد مراكز الشرطة بأصفهان، حيث قامت بالاتصال بزوجها طالبةً أن يُحضر لها حذاء رياضيا، ووقعت على ورقة تتعهد فيها بأنها لن تكرر ثانيةً مخالفة قواعد الزي التي يلزمها بها القانون الإيراني.
“أسماء” (39 عاما)، تقول: “تم إلقاء القبض عليَّ في أثناء دخولي محطة المترو القيطرية في طهران، لأنني كنت أضع أحمر الشفاه، وقامت شرطة الأخلاق باقتيادي إلى مركز الشرطة، وهناك قاموا بالاتصال بزوجي ليحضر ويوقع على تعهد بإلزامي بالحجاب الصحيح ويصطحبني للخروج”.
“عائشة” (21 عاما)، واحدة من “فتيات شارع الثورة”، وهو الاسم الذي أطلق على الاحتجاجات التي جابت إيران؛ احتجاجا على قوانين الحجاب الإلزامي عام 2017، وتم اعتقال عشرات المشاركات في التظاهرات، إحداهن كانت “عائشة”، حيث ألقي القبض عليها في أثناء مشاركتها في الاحتجاج، إضافة إلى خلعها الحجاب، ووجهت إليها تهم الدعاية ضد جمهورية إيران من خلال خلع الحجاب في الأماكن العامة، و”عدم احترام مؤسس جمهورية إيران والمرشد الأعلى”، و”التآمر على الأمن القومي”، و”الترويج للفساد والفحش”، و”عدم احترام الإسلام” وحُكم عليها بالسجن لمدة ثلاثة أعوام قضتها في سجن قرتشك بصحراء طهران.
وتقول عائشة إنه خلال التحقيق معها تم تجريدها من ملابسها وتصويرها من قبل بعض العناصر النسائية في شرطة الأخلاق، وحين سألتهن عن السبب، قلن لها إنه لضمان عدم ادعائها تعرضها للتعذيب في ما بعد.
“زهرة” (40 عاما)، مقيمة حاليا في تركيا، تم إلقاء القبض عليها أيضا في أثناء احتجاجات “فتيات شارع الثورة”، ووجهت إليها تهم عائشة نفسها، وحكم عليها بالسجن 12 عاما، وتم نقلها إلى سجن قرتشك، حيث أقامت هناك أربعة أشهر، ثم تم إخلاء سبيلها فهربت إلى تركيا، ثم لاحقا أضيفت إلى قائمة الاتهامات الموجهة إليها، تهمة “الفساد في الأرض” التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.