كتبت: لمياء شرف
أكدت وسائل إعلام إيرانية وصول الجنرال الإيراني جواد غفاري، إلى العاصمة السورية دمشق على رأس وفد استشاري عسكري قادم من طهران لمساعدة قوات الأسد.
تأتي زيارة القائد الإيراني البارز في ظل تطورات متسارعة على الأرض السورية، حيث شهدت الأسبوع الماضي انتصارا مفاجئا وتوسعا كبيرا لجبهة تحرير الشام، التي سيطرت على مدينتي حلب ودرعا وما حولهما من بلدات، بعد سنوات من هيمنة الجيش السوري والقوات الإيرانية عليها.
وتعتبر مدينة حلب من المعاقل الاستراتيجية للنظام السوري وحلفائه، والانهيارات المتسارعة لهم، تنبئ بتغير قادم في سوريا وانقلاب موازين القوة بها.
ويبدو أن طهران تسعى لإعادة تقييم الوضع الميداني والعمل على استعادة التوازن عبر إرسال خبرائها العسكريين والمستشارين لتقديم الدعم في مواجهة هذا التحول الكبير في المشهد السوري.
والتساؤلات الآن تدور حول تأثير إرسال إيران غفاري الآن، هل هو مجرد محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في وقت يبدو فيه أن المعادلة الإقليمية قد بدأت بالتغير.
ونقلت قناة العالم، أن غفاري الملقب لدى الإعلام، بـ”جزار حلب” أو “جزار داعش”، وصل إلى العاصمة السورية دمشق بصورة عاجلة، على رأس وفد استشاري إيراني.
ويأتي وصول غفاري في إطار التعاون العسكري الأمني السياسي لمساعدة سوريا في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها في الشمال السوري.
و لجأت إيران إلى إرسال غفاري؛ لخبرته في الأراضي السورية، خاصة في مدينة حلب، حيث انخرط في معارك حلب نهاية عام 2017 ولقب على أثر ذلك بـ”جزار حلب”، كما انخرط في معارك تدمر وبادية الشام ودير الزور والبوكمال إلى جانب الجيش السوري.
ولقب جواد غفاري أيضا “أحمد مدني” وهو أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، ولديه خبرة عسكرية، حيث وضع خططا عسكرية للسيطرة على طريق حلب – خناصر، والتي كان من شأنها تعزيز السيطرة الإيرانية في الشمال السوري.
وأشرف غفاري، على مدار خمس سنوات، من 2016 إلى 2021، على وكلاء إيران في سوريا، وضمنهم حزب الله اللبناني وميليشيات “فاطميون” و”زينبيون”.
ويعتبر غفاري ثالث قائد للقوات الإيرانية في سوريا منذ عام 2011، وكان خليفة قاسم سليماني في سوريا عقب اغتياله بضربة جوية أمريكية مطلع عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي، برفقة أبو مهدي المهندس القيادي في “الحشد الشعبي”.
بدأ غفاري مهامه العسكرية في سوريا كأحد قياديي الحرس الثوري بمقر قيادة القوات الإيرانية في دمشق، ثم عُين لاحقا قائدا للقوات في حلب. وأشرف بين عامي 2016 و2021 على الميليشيات الإيرانية في سوريا.
علاقته بقاسم سليماني
كان غفاري شديد الصلة يالجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، الذي قتل إثر غارة أمريكية في بغداد عام 2020.
واستشهد غفاري بقدرات قاسم سليماني العسكرية أكثر من مرة في أحاديثه وخطاباته، وعدّد محاسن سلوكه الاجتماعي والقيادي والعسكري، في إشارة إلى اقتدائه به كقائد وصديق له.
كما تداول نشطاء إيرانيون على مواقع التواصل الإجتماعي تغريدات على موقع “إكس”، تتوعد المعارضة السورية بـ”قصاب داعش”، أي “جزار داعش” كما وصفوه، ولفتوا الانتباه إلى التشابه الشكلي بينه وبين قاسم سليماني، ولقبه البعض بقاسم سليماني الثاني.
تفيد تقارير صحفية غربية، بأن غفاري هو العقل المدبر لإرسال طائرات مسيّرة مفخخة ضد أهداف إسرائيلية، واتهمته إسرائيل بـالعمل على توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة.
خروجه من سوريا
خرج غفاري من سوريا بسبب خلافه مع القوات الروسية المتمركزة في سوريا والتي طالبت بإعادته إلى طهران، ويرجع سبب الخلاف بينهما بعدما طلب غفاري من الروس التواجد في المواقع الإيرانية بسوريا، مثل مطار تيفور بمحافظة حمص، لمنع الهجمات الإسرائيلية على القوات الإيرانية، لكن الروس رفضوا ذلك حينها.
وتوجد أقاويل أخرى تفيد بأنه خرج من سوريا بعد أن طلب بشار الأسد مغادرته بسبب خروقات خطيرة للسيادة السورية، واتهامه أيضا بتهريب ونقل الوقود إلى سوريا.
وكان موقع المونيتور قد ذكر في وقت سابق نقلا عن مصدر سوري، أن جواد غفاري، قائد قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، تم طرده من هذا البلد بطلب من بشار الأسد.
وذكرت وسائل إعلام إقليمية، قبل ثلاث سنوات، أنه تم فصله بسبب قرار تعسفي، ولم يتم تقديم أي توضيح إضافي حول هذه المشكلة. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت انتهاء مهمة غفاري في سوريا.
ونفت وزارة الخارجية الإيرانية الخبر، مؤكدةً أن عودته كانت بسبب انتهاء مهمته.
وأفاد المعهد الأمريكي لدراسة الحرب (ISW) بأن غفاري خبير في الشأن السوري ويعرف باسم “جزار حلب”؛ لدوره في استعادة مدينة حلب في عام 2016.