كتب: ربيع السعدني
أعلن مجتبي علي زاده، نائب الرئيس الإيراني للشؤون العلمية، أن هذا الأسبوع سيشهد الكشف عن أول عرض تجريبي “ديمو” للمنصة الوطنية للذكاء الاصطناعي في إيران، رغم القيود الدولية المفروضة عليها في مختلف جوانب البحث العلمي والتكنولوجي خلال العقود الماضية.
مهمة المنصة الجديدة
هذه المنصة تركز بشكل أساسي على مجالي الطب والتشخيص، وبحسب وكالة “مهر” للأنباء فإن كلمة “demo” تعني نسخة من الخدمة أو المنتج البرمجي الذي يتم تقديمه مجانا لفترة زمنية محدودة للعملاء؛ حتى يتمكنوا من التعلم عمليا حول أداء وخصائص المنتج أو الخدمة ومعرفة ما إذا كان يلبي احتياجاتهم وتوقعاتهم.
وأشار علي زاده في تصريح لوكالة “تسنيم” للأنباء التابعة للحرس الثوري، يوم الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025، إلى إصدار وزارة الاتصالات أول ترخيص لمشغل ذكاء اصطناعي، وهي خطوة كبيرة تتماشى مع التصميم الشامل للذكاء الاصطناعي في البلاد.
إطلاق النظام الذكي لآبار النفط
وأكد المستشار العلمي للرئيس أن أحد أهم الاتفاقات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي هو الاتفاق المتعلق بمنطقة الخليج بموجب هذا الاتفاق، حيث سيتم إنشاء مركز إدارة الذكاء الاصطناعي لصناعة النفط بجزيرة كيش في غضون عام كحد أقصى.
وأوضح علي زاده أن النسخة الأولية لهذا المركز قد تم تفعيلها مؤخراً، من خلال تشغيل نظام إدارة ذكي لحقلي إنتاج النفط “سبهر” و”جفير” التابعة لبنك باساركاد، وأضاف أن هذا المركز يهدف إلى أن يكون مركزا لإدارة ذكية لصناعات النفط والبتروكيماويات في البلاد، فضلا عن كونه مقرا لإدارة العمليات الخاصة بشركة الخليج الفارسي القابضة.
وفي سياق متصل تقوم شركة الخليج الفارسي القابضة باستثمار كبير في بنية الذكاء الاصطناعي، وفقا لـ”علي زاده“، وهو ما يعكس رؤية استراتيجية وفطنة من قبل هذه الشركة، بحسب وصفه. وأضاف أن “العديد من الدول المجاورة ستستفيد في المستقبل من مركز إدارة الذكاء الاصطناعي لصناعة النفط والبتروكيماويات في إيران، وأوضح أن مثل هذه المشاريع لا تساهم فقط في زيادة كفاءة هذه الصناعة، بل تفتح أيضا آفاقا كبيرة لتحقيق إيرادات عالية”.
وفي الختام، أشار علي زاده إلى أن العرض التجريبي للمنصة الوطنية للذكاء الاصطناعي سيُدهش الجميع، سواء كان ذلك المواطنين، المسؤولين، أو العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد في البلاد، وأكد أن هذا الإنجاز يمثل نتيجة للجهود الكبيرة المبذولة في هذا المجال، مع الأمل في تحقيق مزيد من النجاحات على الصعيدين الوطني والدولي.
الرئاسة تدعم الذكاء الاصطناعي
وفي إطار المنافسة الشديدة بين القوى العالمية في هذا المجال، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان عزم الحكومة لدعم تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس الإيراني بالمجلس الأعلى للثورة الثقافية، في 7 يناير/كانون الثاني 2025، واعتبر بزشكيان أي تأخير أو تراجع في تطوير الذكاء الاصطناعي في البلاد خسارة لا يمكن تعويضها.
كما أعلنت فاطمة مهاجراني، المتحدث باسم الحكومة، أن أحد الاهتمامات الرئيسية للحكومة الرابعة عشرة هو إنشاء وتوفير وتطوير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية للشركات المعرفية والمساعدة في تطوير تصدير منتجاتها المبتكرة، وذلك خلال زيارتها المعرض الثالث لإنجازات وقدرات الشركات المعرفية والإبداعية في جامعة العلوم والثقافة، في 8 يناير/كانون الثاني 2025 .
تحويل إيران لدولة ذكية
في 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، أصدر الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، أمرا تنفيذيا لإنشاء “المركز الوطني للذكاء الاصطناعي“، الذي يختص بإنشاء سلسلة كاملة من الأفكار لتسويقها في مجال الذكاء الاصطناعي، والاستفادة منه في التقدم الاقتصادي للبلاد، والتخطيط لتحقيق مكانة رائدة ومستدامة بين دول العالم، فضلا عن تحديد ورعاية المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.
كانت أهم الإنتاجات العلمية في السنوات العشر الأخيرة بمجال الذكاء الاصطناعي مرتبطة على التوالي بجامعة طهران، وجامعة تبريز، وجامعة أمير كبير للتكنولوجيا.
وفي السياق ذاته، نشرت وكالة أنباء “إيرنا” الرسمية أن طهران قد افتتحت المنظمة الوطنية للذكاء الاصطناعي في 9 يوليو/تموز 2024، حيث تهدف هذه المبادرة إلى وضع إيران بين أفضل 10 دول تسخّر الذكاء الاصطناعي للحوكمة والاقتصاد الرقمي بحلول عام 2033.
وقد اعتمدت طهران وثيقة استراتيجية وطنية شاملة بشأن تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتي تؤكد ضرورة تحويل إيران إلى دولة ذكية بحلول عام 2033 لتكون من الدول الرائدة في تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، مشيرة إلى أنّ الرقمنة وحدها غير كافية وأن التحول الحقيقي يتطلب الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي الكاملة.
إيران الـ14 عالميا في أبحاث “AI”
تحتل إيران المرتبة الـ14 عالميا في إنتاج الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وضمن ذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، وتقنية الجيل الخامس.
ومنذ العام 2000 بدأت طهران تتفوق في هذا المجال، ووفقا لشبكة العلوم “ويب أوف ساينس” (web of science) تحتل طهران المرتبة الرابعة عالميا في تكنولوجيا النانو.
كما احتلت إيران المرتبة الأولى في أعلى عدد من الوثائق بمجال الذكاء الاصطناعي بين الدول الإسلامية، حيث أصدرت نحو 2638 وثيقة ذكاء اصطناعي بين عامي (2013 و2022).