لمياء شرف
تشهد إيران حاليا تباينا واضحا في المواقف السياسية الداخلية تجاه الرد على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع نفطية ونووية الشهر الماضي (أكتوبر/تشرين الأول)، مما أثار تساؤلات حول مدى وجود استراتيجية موحدة للتعامل مع التصعيد المستمر.
فعلى الرغم من اتفاق جميع الأطياف السياسية على ضرورة حماية سيادة إيران، والرد الحاسم تجاه أي عدوان على إيران فإن التصريحات الصادرة من التيارات المختلفة تعكس اختلافا في رؤية كيفية الرد. فقد اتخذ التيار المحافظ، المعروف بمواقفه المتشددة، خطابا تصعيديا يلوّح بردٍّ عسكري قوي.
أما التيار الإصلاحي الذي يميل إلى الدبلوماسية، فقد ركز على أهمية التهدئة وتجنب التصعيد، داعيا إلى التحرك عبر القنوات الدولية لاحتواء الموقف.
صرح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، بأن إيران لن تترك أي اعتداء على أراضيها وأمنها دون رد، مؤكدا أنه إذا أعاد الإسرائيليون النظر في سلوكهم، ووافقوا على وقف إطلاق النار، وتوقفوا عن قتل الأبرياء في المنطقة، فقد يكون لذلك تأثير على نوعية وشدة الرد الإيراني.
وأوضح بزشكيان أن دولة إيران لم تبدأ بالحرب قط ولم ننصح قط أي دولة بالذهاب إلى الحرب، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تشغل الحرب في المنطقة بدعم النظام الصهيوني.
وأضاف: “اليوم، توصلت جميع دول المنطقة إلى اليقين بأن طهران تسعى إلى إحلال السلام والأمن في المنطقة”.
وفي سياق متصل، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، بأن إيران ستوظف جميع الإمكانات للرد على الكيان الإسرائيلي.
وأكد المتحدث، حسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء، أن “المنطقة على حافة حرب، ونحن ندعم كل المبادرات التي تهدف إلى وقف جرائم إسرائيل”، مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في الإبادة الجماعية بفلسطين واستمرار الاعتداءات في لبنان.
وأكد أن وجود نفوذ للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، مضيفا أن إيران سترد بأشد الوسائل على أي مساس بأمنها الوطني ووحدة أراضيها.
على الجانب الآخر، تبنى التيار المحافظ تهديدات صريحة وواضحة بالرد الحاسم على الاعتداء الإسرائيلي على مواقع بإيران، وقال نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، العميد علي فدوي: “إنه لا يستطيع الإفصاح عن تفاصيل الرد، لكن الهجوم سيتم تنفيذه حتما”، حسبما ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وأضاف فدوي: “لا يمكن مناقشة التفاصيل حول موعد (الوعد الصادق 3)، لكنه سيُنفذ حتما”. و”الوعد الصادق” هو الاسم الذي أطلقته إيران على العملية التي تتضمن شن ضربات على إسرائيل.
وفي سياق متصل توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، السبت الماضي، بردٍّ “يكسر الأسنان” ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال خامنئي خلال اجتماع مع الطلاب: “يجب على الأعداء، سواء الولايات المتحدة أو إسرائيل، أن يعلموا أنهم سيتلقون بالتأكيد ردا مدمرا على ما قاموا به ضد إيران وجبهة المقاومة”.
وأعلن الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني، علي محمد نائيني، حسب وكالة فارس الإيرانية، أن إيران سترد على “العمل الشرير الجديد” الذي قامت به إسرائيل، مؤكدا أن الرد سيكون حتميا وحاسما وخارجا عن إدراك العدو، موضحا أن “رد إيران على الهجوم الثالث سيكون إجراء دفاعيا”، وليس زيادة توتر مع إسرائيل.
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مصدرين إسرائيليين، أن طهران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية خلال الأيام المقبل.
وتحدثت “سي إن إن” الأمريكية عن أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير سيأتي قبل الانتخابات الأمريكية، حسبما نقلت عن مصدر لم تسمه.