كتبت: آية السيد
تواجه إيران اتهامات من الغرب بإرسال صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، مما يعزز قدرات روسيا العسكرية في حربها ضد أوكرانيا، وتفيد التقارير بأن إرسال هذه الصواريخ قد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة على طهران، بينما تنفي إيران هذه الاتهامات وتؤكد موقفها الثابت في دعم الحلول السلمية.
الصواريخ الباليستية
الصواريخ الباليستية هي نوع من الصواريخ التي تطلق على مسار قوسي في الفضاء وتستخدم الجاذبية للعودة إلى الأرض، حيث تصيب أهدافها بدقة وتتميز بقدرتها على حمل رؤوس حربية متفجرة، تثير الصواريخ الباليستية قلقاً عالمياً بسبب قدرتها على التسبب في دمار واسع النطاق وتغيير موازين القوى العسكرية.
الغرب يتهم إيران بإرسال صواريخ باليستية إلى روسيا
وفقاً لتقرير نشره موقع “انتخاب” الإيراني 7 سبتمبر/أيلول 2024، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، قولهم إن إيران أرسلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، وأضافت أن هذا الأمر سيمنح روسيا تفوقاً كبيراً في أوكرانيا.
و أفادت هذه الصحيفة بأن الولايات المتحدة وأوروبا تنسقان حالياً لفرض عقوبات على إيران بسبب دعمها لروسيا، و قد حذرت الدول الغربية إيران سابقاً من أن إرسال الصواريخ الباليستية إلى روسيا يعد خطاً أحمر بالنسبة لهم، وقد يؤدي إلى إعادة بعض العقوبات التي تم رفعها بموجب الاتفاق النووي، كما سيكون له تداعيات خطيرة على طهران، و أضافت أيضاً أن الدول الأوروبية ربما تمنع شركة الطيران الوطنية الإيرانية (إيران إير) من التحليق إلى المطارات الأوروبية، ويمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على العلاقات التجارية المتبقية بين طهران وأوروبا، كما ستفرض العقوبات أيضاً على مجموعة من الشركات والأفراد المسؤولين عن نقل الصواريخ الباليستية إلى روسيا وضمن ذلك شركات النقل.
كما أكد مسؤول أمريكي يوم 6 سبتمبر/أيلول 2024، في حديثه مع “وول ستريت جورنال”، أن هذه الصواريخ تم تسليمها إلى روسيا مؤخراً وأكدت الصحيفة أيضاً في تقريرها، أن الولايات المتحدة قد أبلغت حلفاءها قبل أيام قليلة، بوصول أول شحنة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من إيران إلى روسيا، ووفقاً لما قاله المسؤولون الغربيون تضمنت هذه الشحنة أكثر من 200 صاروخ باليستي قصير المدى، وقد ادعت (رويترز) في تقرير لها الشهر الماضي، أن روسيا ستتلقى في المستقبل القريب نحو 4000 صاروخ باليستي من طراز فتح (- 360) من إيران، وأن العشرات من العساكر الروسيين قد تلقوا تدريباً في إيران على استخدام هذه الصواريخ، وأضافت صحيفة ألمانية في 28 مايو/أيار، أن روسيا استخدمت لأول مرة خلال حرب أوكرانيا القنابل الموجهة الحديثة المصنعة في إيران والمعروفة باسم قائم (5).
إيران تنفي إرسال الأسلحة إلى روسيا
فقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء (باشکاه خبرنکاران جوان) الإيرانية 7 سبتمبر/أيلول 2024، نفت إيران مراراً وتكراراً الادعاءات بشأن إرسال مساعدات عسكرية إلى روسيا في حرب أوكرانيا، وقد قال المتحدث باسم السلك الدبلوماسي (ناصر كنعاني) في وقت سابق: “إن أي محاولة لربط الحرب في أوكرانيا بالتعاون المشترك بين إيران وروسيا هو عمل ذو دوافع سياسية متحيزة فقط وبهدف إضفاء الشرعية على التدخل واستمراره”. وأكد أيضاً، أن “إيران لم تقدم قط طائرات مسيرة لروسيا في حرب أوكرانيا، كما أنها ما زالت تصر على الحل السياسي لهذه الأزمة وإحلال السلام الدائم”. وفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء فارس 7 سبتمبر/أيلول 2024، أعلنت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك مساء الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2024، رداً على سؤال من شبكة CNN الإخبارية، أن “موقف إيران تجاه النزاع الأوكراني لم يتغير”.
وفقاً لتقرير نشرته إكوإيران 7سبتمبر/أيلول 2024، صرحت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة يوم الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2024، في رد على الأسئلة المتعلقة بالتقارير المزعومة حول إرسال صواريخ باليستية إلى روسيا، قائلة: “تعتبر إيران أن إرسال المساعدات العسكرية إلى الأطراف المتنازعة والذي يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية وتدمير البنية التحتية والابتعاد عن محادثات وقف إطلاق النار عمل غير إنساني؛ ولذلك لا تقوم بمثل هذه الأعمال، بل تدعو الدول الأخرى إلى التوقف عن إرسال الأسلحة إلى الأطراف المتنازعة في هذه الحرب”.