لمياء شرف
“من المحتمل أن تستغرق إيران أسبوعا واحدا أو أكثر بقليل لبناء سلاح نووي. لذا فإن الخطر الأكبر هو أن الإطار الزمني قد تقلص بطرق تخلق تحديات جديدة لنا”.
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، حسبما نشر في صحيفة “إن بي سي” للأخبار الاثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول، إنه تختلف التقديرات حول المدة التي قد تستغرقها إيران لبناء سلاح نووي قابل للاستخدام بمجرد أن تمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية.
وأوضح بيرنز في حديثه بمؤتمر الأمن في جورجيا، أن إيران قد عززت برنامجها النووي بتكديس اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستوى التخصيب اللازم للأسلحة.
ووفقا لذلك، يمكن لإيران الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية في وقت قريب، مما سيمنح العالم الخارجي وقتا أقل للرد.
يمكن الإشارة هنا إلى أن إسرائيل تدرس وهددت بقصف مواقع المنشآت النووية في إيران، خطوة للرد على قصف إيران الأخير لتل أبيب.
وأشار بيرنز إلى أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب، الأنشطة النووية الإيرانية بحثا عن أي إشارة إلى أن النظام الإيراني يتسارع نحو امتلاك قنبلة.
وقال: “لا نرى اليوم أدلة على اتخاذ مثل هذا القرار”، مؤكدا أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيتمكنون من اكتشاف أي خطوة تم اتخاذها.
وأضاف أن إيران قد طورت “وسائل التوصيل” لسلاح نووي محتمل من خلال تعزيز ترسانتها الصاروخية. ومنذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) في عام 2018، أصبحت طهران “أقرب بكثير إلى إنتاج كمية كافية من المواد المخصبة لصنع قنبلة واحدة”، على حد قوله.
وحسب وكالة الأخبار الروسية، قال رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، إن بلاده قد تغير عقيدتها في مسألة امتلاك السلاح النووي إذا تعرضت للتهديد بالأسلحة النووية من قبل إسرائيل.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط عالقةٌ اليوم في حرب غزة، مؤكدا أن استمرار الحرب يرجع لدعم أمريكا وأوروبا لإسرائيل فهم يزودونها بالأسلحة الفتاكة.
وأضاف خرازي أن إسرائيل تمتلك الأسلحة النووية، وفي كل عام، نطرح فكرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا أن الحل لهذه القضية هو ألا تمتلك إسرائيل أسلحة نووية.
وحذر من أن “إسرائيل إذا تجرأت وهددت إيران بالأسلحة النووية، فقد نعيد النظر في عقيدتنا النووية.. نحن لا نريد الأسلحة النووية، ولكن إذا هددنا العدو، فسيتعين علينا تغيير عقيدتنا النووية”.
فتوى تحريم”السلاح النووي”
أفتى المرشد الأعلى، علي خامنئي، بتحريم صناعة واستخدام الأسلحة النووية، ولذلك علق برنامج تسليح إيران بالأسلحة النووية في نهاية عام 2003.
صدرت الفتوى ردا على ادعاء إسرائيل عزم إيران على بناء سلاح نووي، لما يعتقده خامنئي من أن أسلحة الدمار الشامل تهديد للبشرية ومحرّمة.
تم تسجيل هذه الفتوى في مراكز التحليل السياسي ومراكز الفكر الدولية والأمم المتحدة كوثيقة رسمية، وتمت قراءتها رسميا في إيران عام 2010 بالمؤتمر الدولي لنزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية.
وجاء في تصريحات سابقة، لعلي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ردا على أسئلة حول عزم إيران على صنع قنبلة ذرية، أنه من الأفضل لإيران الحفاظ على الشأن، واتباع فتوى تحريم استخدام الأسلحة النووية.
وفي تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في يوليو/تموز الماضي، أعلن أن إيران قادرة على إنتاج مواد انشطارية بهدف صنع قنبلة نووية خلال أسبوع أو اثنين على الأكثر، مكررا التزام الولايات المتحدة بمنع طهران من تحقيق ذلك.
وقال: “إن الوضع الراهن ليس جيدا؛ لأن إيران، بسبب انتهاء الاتفاق النووي، بدل أن تكون على بُعد عام على الأقل من القدرة على إنتاج مواد انشطارية لصنع قنبلة نووية، فقد أضحت الآن على الأرجح على بُعد أسبوع أو اثنين من القدرة على القيام بذلك”.
من جانبها، تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي خصّبت اليورانيوم إلى مستوى مرتفع يبلغ 60 في المائة.
تضاربت التوقعات الغربية حول إمكانية إنتاج إيران سلاحها النووي خلال أسبوع أم شهور، فقد نشرت “نيويورك تايمز”، الأسبوع الماضي، تقريرا لخبيرين نوويين قالا فيه إن إيران تحتاج أكثر من مجرد أسابيع لبناء قنبلة نووية.
يرى الخبراء النوويون أن طهران قد تواجه ما يصل إلى عام من العمل الشاق لإتقان الأساسيات المعقدة لبناء قنبلة ذرية قابلة للإطلاق.
قال هيوستن جي وود، أستاذ فخري في الهندسة الميكانيكية والفضائية بجامعة فيرجينيا: “لا أعتقد أن هناك خطرا من أن تبدأ إيران هذا العام في تفجير أسلحة نووية”، مقدرا أن إيران قد تحتاج إلى سنة كاملة لتطوير سلاحها النووي بمجرد حصولها على ما يكفي من الوقود النووي.
كما أكد سيغفريد إس.هيكر، المدير السابق لمختبر لوس ألاموس للأسلحة في نيو مكسيكو: “سيستغرق الأمر على الأرجح عدة أشهر، وليس أسابيع”.
وفي سياق متصل، نفى موقع “نور نيوز” المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، الشائعات التي وردت، بأن هزة أرضية تعرضت لها محافظة سمنان القريبة من العاصمة طهران بسبب التجارب النووية، مؤكدا أن هذه الشائعات تروجها وسائل الإعلام الأجنبية حول أول تجربة نووية إيرانية كاذبة تماما وتتعارض مع العقيدة النووية والدفاعية الإيرانية.