كتبت: لمياء شرف
التقى اليوم دبلوماسيون إيرانيون وأوروبيون “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا” في جنيف، الجمعة 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024؛ لمناقشة إمكانية استئناف المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني قبل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025.
تأتي تلك المباحثات بعد أيام من قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي ينتقد برنامج إيران النووي، ويندد بضعف التعاون الإيراني مع الوكالة ويطالب بتعزيز الشفافية والمزيد من مساءلة طهران حول برنامجها النووي.
وكشف تقرير سري لوكالة رويترز، أن إيران ردت على القرار بإبلاغ الوكالة أنها تعتزم تركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في محطات التخصيب.
ركز الاجتماع على الخلافات بين إيران والدول الغربية بشأن برنامج طهران النووي، خاصة بعد رفعها نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%.
وفي سياق متصل، دعت إيران الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن التصرف بشكل غير مسؤول، وسط محادثات تجري في جنيف بين مسؤولين من طهران وممثلين من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا حول الملف النووي الإيراني.
نشر نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القضائية كاظم غريب آبادي، وأحد المشاركين في المحادثات، تغريدة عبر منصة “إكس“: “لقد أجرينا حوارا صريحا مع إنريكي مورا نائب الأمين العام لدائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، حول مجموعة من القضايا، فضلا عن آفاق المفاوضات النووية ورفع الحظر في ضوء التطورات الجديدة”.
وأضاف أنه تم إبلاغ مورا “بضرورة توقف الاتحاد الأوروبي عن سلوكه الأناني وغير المسؤول تجاه قضايا وتحديات هذه القارة والقضايا الدولية”.
وأوضح آبادي أنه لا ينبغي لأوروبا أن تلقي بمشاكلها وأخطائها على الآخرين، وضمن ذلك في ما يتصل بالصراع في أوكرانيا. فمع سلوكها المتواطئ تجاه الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، تفتقر أوروبا- خاصةً الدول الثلاث الكبرى- إلى أي أساس أخلاقي لوعظ الآخرين بحقوق الإنسان.
وأضاف: “لقد نأت أوروبا بنفسها منذ فترة طويلة عن دورها كلاعب فعال في القضية النووية الإيرانية؛ وذلك بسبب افتقارها إلى روح المسؤولية والثقة بالنفس”، وأشار إلى أن أوروبا تحتاج إلى “التعافي الذاتي”.
جاء منشور آبادي بعد أن كتب مورا الذي يشغل منصب نائب الأمين العام للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “إكس“، أنه أجرى “تبادلا صريحا للآراء مع نائبي وزير الخارجية الإيراني مجید تخت روانجي وكاظم غريب آبادي حول الدعم العسكري الإيراني لروسيا الذي يجب أن يتوقف.
وأكد أن القضية النووية تحتاج إلى حل دبلوماسي لكي تهدأ التوترات الإقليمية، ولتجنب مزيد من التصعيد من جميع الأطراف.
وقال مسؤول إيراني كبير لـ”رويترز” يشارك في المحادثات بين إيران والدول الأوروبية، إن إيران تتعامل مع هذه المفاوضات بجدية، وتعتبر من وجهة نظر إيران أنه اجتماع جاد وليس مجرد استعراض دبلوماسي للقوة.
ومن جانبها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة المهرجاني، أن عقد نواب وزراء خارجية إيران مع الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وألمانيا وبریطانیا اجتماعا بشأن المفاوضات النووية، يتم استنادا إلى المبادئ الثلاثة التي أكدها قائد الثورة وهي “العزة والحكمة والمصلحة”.
وأشارت إلى “إمكانية إجراء طهران مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشريطة أن تتم تحت مظلة المبادئ الثلاثة للعزة والحكمة والمصلحة التي رسمها قائد الثورة الإسلامیة للمعاملات الدولية، والتي تعتبر خارطة طريق الحكومة الـ14، كما سندرس أي اقتراح يكون في إطار مصالح إيران والشعب الإيراني”.
وأوضحت مهرجاني أن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، أثبتت مرارا وتكرارا أنها لا تفي بوعدها، مشيرة إلى أن كل حوار يحتاج إلى الاحترام وبناء الثقة، والاحترام يحتاج إلى تطبيقه على أرض الواقع.
عُقد هذا الاجتماع قبل أسابيع من تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامه، وهو الذي كان قد انسحب في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 المعروف بـخطة العمل الشاملة المشتركة الذي عقد بين إيران و6 من الدول الكبرى، يهدف إلى تخفيف العقوبات على طهران مقابل ضمانات بعدم تطويرها للأسلحة نووية.
واتخذت إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة خطوات تضمنت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تجاوزت بكثيرٍ الحد المسموح به في الاتفاق.
وعرضت إيران سابقا، كبح تخصيب اليورانيوم عند نسبة 60% كخطوة لإعادة بناء الثقة مع الغرب بشأن برنامجها النووي، الذي صنفته بأنه برنامج نووي مدني، وعلى الرغم من ذلك، رفض كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة هذا العرض، وصوتت لصالح قرار في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدين إيران، بسبب عدم تعاونها مع المفتشين الدوليين.
يذكر أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أجرى الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، زيارة شاملة لإيران؛ لمناقشة القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وزار خلال جولته اثنتين من أهم المنشآت النووية الإيرانية وهما: “نطنز” و”فوردو”.