كتبت: لمياء شرف
في خطوة تعكس تعزيز التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، أعلن البنك المركزي الإيراني، الاثنين 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عن انطلاق عملية ربط شبكات الدفع ببطاقات “شتاب” الإيرانية و”مير” الروسية.
يأتي هذا التطور في إطار الجهود المشتركة لتسهيل العمليات المالية بين البلدين، لمواجهة العقوبات المالية المفروضة على إيران وروسيا، ودعم التبادل التجاري والسياحي في مواجهة التحديات التي تفرضها العقوبات الدولية.
ويُتوقع أن تُحدث هذه الخطوة نقلة نوعية في آليات الدفع الإلكتروني، مما يُمهد لتوسيع نطاق التعاون المصرفي والاقتصادي بين طهران وموسكو بالحصول على الروبل من أجهزة الصراف الآلي باستخدام البطاقات المصرفية في كلا البلدين.
واعتبر رئيس البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، حسب موقع “نورنيوز“، أن ربط الشبكات المصرفية بين إيران وموسكو يعد خطوة كبيرة في عملية التخلص من الدولار في التفاعلات المالية بين إيران وروسيا.
وأوضح فرزين أن ربط شبكات الدفع الوطنية للبلدين يؤدي إلى إزالة حدود المدفوعات الإلكترونية، كما يسهل فتح فصل جديد في المجالين الاقتصادي والثقافي للبلدين.
وأشار إلى أنه يمكن حاليا لعملاء 4 بنوك إيرانية الحصول على أوراق الروبل من أجهزة الصراف الآلي في روسيا باستخدام رصيد الريال في بطاقة شتاب.
مراحل التطبيق
تتألف عملية ربط شبكات الدفع بين بطاقات “شتاب” الإيرانية و”مير” الروسية من ثلاث مراحل أساسية، تهدف إلى ضمان انتقال سلس وآمن للعمليات المالية بين البلدين.
يتمكن السياح الإيرانيون في المرحلة الأولى، من استخدام البطاقات المصرفية عبر أجهزة الصراف الآلي في روسيا، وقال رئيس البنك المركزي الإيراني، إنه بفضل هذه الطريقة، أصبح بإمكان السياح الإيرانيين سحب الأوراق النقدية الروسية من أجهزة الصراف الآلي في روسيا باستخدام رصيد العملة الإيرانية الموجود في بطاقات “شتاب” الخاصة بهم.
ويستطيع المواطنون الروس في المرحلة الثانية، سحب الأموال النقدية في إيران باستخدام بطاقاتهم المصرفية الروسية “مير”.
وتصبح بطاقات “شتاب” الإيرانية مقبولة في روسيا بشكل عام في المرحلة الثالثة، عن طريق أجهزة مثبتة في المتاجر الروسية.
ويأتي هذا التعاون في وقت صعب لكل من إيران وروسيا، بسبب خضوعهما لعقوبات اقتصادية واسعة النطاق من قبل الدول الغربية، مما أدى إلى تعطيل أنشطتهما المالية والتجارية الدولية.
ما هو نظام مير؟
يعتبر نظام “مير” بطاقة مصرفية روسية تعمل بواسطة منظومة دفع وطنية، أطلقت في عام 2015 بعدما واجهت مصارف روسية مشكلات مع شركتي “فيزا” و”ماستر كارد” بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
ويمكن اليوم سداد ثمن السلع أو الخدمات أو سحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي بواسطة “مير” في عديد من دول العالم، حسب الوكالة الروسية للأخبار.
والجدير بالذكر، أن محافظ البنك المركزي الإيراني قد أعلن سابقا في 7 يوليو/تموز 2024، عن توقيع أول اتفاقية مالية ثنائية للتجارة بين إيران وروسيا.
واتفق كل من محافظي البنكين المركزيين في إيران وروسيا، على هامش المؤتمر المالي الروسي في سانت بطرسبورغ، حسب وكالة “إيرنا” الإيرانية، على الانتهاء من جميع الإجراءات المشتركة التي تم الاتفاق عليها، والبدء في مرحلة التشغيل.
استُبعدت المصارف الإيرانية من نظام سويفت المالي الدولي المستخدم بالتعاملات التجارية حول العالم منذ عام 2018، بسبب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2015 الذي تم بين إيران والدول الأوروبية، مما وضع إيران في وضع اقتصادي صعب بسبب العقوبات المفروضة عليها.