ترجمة: شروق السيد
في ظل تحولات إقليمية متسارعة، تشهد العلاقات بين إيران وطاجيكستان نموا ملحوظا، مدفوعا باتفاقيات تعاون واسعة وقفزة كبيرة في التبادل التجاري.
كتبت الصحيفة الإيرانية “همشهرى“، في تقرير لها يوم الخميس 16 يناير/كانون الثاني 2025: “تأتي المباحثات بين رئيسي إيران وطاجيكستان في ظل ظروف شهدت خلالها العلاقات بين طهران ودوشنبه تقلبات على مدى العقود الماضية، إلا أن البلدين قد اتخذا خطوات فعّالة خلال أكثر من 3 سنوات مضت لتعزيز التعاون الثنائي بشكل متزايد”.
وهذا ما تؤكده زيادة حجم التبادل الاقتصادي بين الطرفين من نحو 140 مليون دولار في عام 2021 إلى 340 مليون دولار في عام 2024، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف تقريبا.
وتابعت الصحيفة: “في 30 مايو/أيار 2022، قام إمام علي رحمان، رئيس طاجيكستان، بعد نحو 9 سنوات منذ زيارة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، إلى دوشنبه في سبتمبر/أيلول 2021، بزيارة رسمية لطهران على رأس وفد رفيع المستوى، حيث التقى كبار المسؤولين الإيرانيين وأجرى محادثات.
وكانت هذه الزيارة، التي شهدت توقيع 17 وثيقة تعاون، نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من العلاقات والتعاون الثنائي والإقليمي بين البلدين، ومنذ ذلك الحين، استمرت التفاعلات الدبلوماسية بين طهران ودوشنبه بشكل منتظم، ويُظهر سفر مسعود بزشكيان إلى دوشنبه، قبل توجهه إلى موسكو، عزم الطرفين على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
التعاون المتنامي بين طهران ودوشنبه
وأضافت الصحيفة: “شهدت العلاقات بين إيران وطاجيكستان تطورا ملحوظا خلال أكثر من ثلاث سنوات مضت، حيث تم توقيع نحو 44 وثيقة تعاون بين البلدين شملت مجالات متنوعة سياسية، وثقافية، واقتصادية، وخلال هذه الفترة، تم تنظيم أربع زيارات رفيعة المستوى بين الجانبين.
وأوردت: “علاوة على ذلك، تعاونت طهران ودوشنبه في إطار منظمات دولية وإقليمية مثل منظمة شنغهاي، مستفيدة من القواسم الثقافية، والتاريخية، واللغوية المشتركة، فضلا عن الاهتمامات والقضايا المشتركة، مما ساهم في تعزيز العلاقات بينهما بشكل متزايد.
أهمية تطوير العلاقات
وواصلت الصحيفة: “يمثل تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران وطاجيكستان أولوية استراتيجية للجانبين، وبالنسبة لطاجيكستان، كدولة نامية ومحاطة باليابسة، تعتبر إيران بوابة استراتيجية للوصول إلى المياه المفتوحة، ويشكل ميناء تشابهار منفذا حيويا ليس فقط لطاجيكستان، بل لدول آسيا الوسطى عموما”.
وأضافت: “من جهة أخرى، تعزز الأهمية الجيوسياسية لآسيا الوسطى من دور إيران كلاعب محوري في المنطقة، كما أن المخاوف الأمنية المشتركة، خاصةً المتعلقة بمكافحة الجماعات الإرهابية والتكفيرية، تمثل أساسا قويا للتعاون بين البلدين”.
وتعتبر طاجيكستان بمثابة جسر تاريخي يربط إيران بمنطقة القوقاز وأوراسيا، ما يضفي على العلاقات الثنائية أهمية استراتيجية بالنسبة لطهران.
الجوانب الاقتصادية
وتابعت: “شهدت زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، نائب رئيس البرلمان الإيراني، لطاجيكستان تطورات اقتصادية بارزة، حيث تم توقيع 13 مذكرة تفاهم للتعاون خلال اجتماع ضم فعاليات اقتصادية من البلدين، كما يتوقع توقيع نحو 20 وثيقة تعاون إضافية خلال الزيارة، ويركز معظمها على القطاع الاقتصادي”.
ويعمل البلدان على تمهيد الطريق لتحقيق رؤية تبادل تجاري تبلغ 500 مليون دولار، وتشمل مجالات التعاون الرئيسية: الجمارك، والمعايير التجارية، والخدمات الفنية والهندسية، حيث تعتبر طاجيكستان من أبرز العملاء لهذه الخدمات الإيرانية.
وأردفت الصحيفة: “في إطار التطورات التقنية، دخل البلدان مرحلة جديدة من التعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار، مع عزم مشترك على تعزيز الاستثمارات الثنائية، خاصة في مجالات الطاقة وبناء المحطات الكهربائية، كما يسعى البلدان إلى تسهيل أنشطة القطاع الخاص، في خطوة تعكس نهجا مشتركا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.