كتب: علي زين العابدين
صحفية إيرانية أمريكية، صاحبة الـ48 عاماً، أصبحت رمزا للحرية لدى البعض، ورمزا للخيانة لدى البعض الآخر. تباينٌ واضح في تناول قضيتها لدى الجميع، فالحكومة الإيرانية والصحف التابعة لها تروي قصصا مغايرة للقصص التي ترويها الصحف العربية المناوئة لإيران، والصحف الغربية والأمريكية.
من هي مسيح علي نجاد؟ وما حقيقة ما يثار عنها؟ ولمَ تعيش في الولايات المتحدة؟ وما هو السر في جعلها رمزا للحرية عند البعض؟ أسئلة كثيرة ولا أحد يعلم أين الحقيقة.
نشرت “نيويورك تايمز” الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2024، تقريرا أوردت فيه أن المدعين الفيدراليين في مانهاتن بنيويورك أصدروا لائحة اتهام جديدة، تتهم مسؤولا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني و3 رجال آخرين لهم علاقات بالنظام الإيراني، بالتورط في مؤامرة فاشلة لاغتيال الصحفية والناشطة السياسية الإيرانية مسيح علي نجاد.
وغردت مسيح علي نجاد، على حسابها بمنصة إكس، تؤكد الاتهام الذي وجهته المحكمة إلى قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، مفصحة عن اسم هذا القائد وهو الجنرال روح الله بازغاندي.
تفاعلت كافة المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء مع ما روي عن محاولة الاغتيال هذه، خاصةً أنها حدثت على أرض أمريكية، وهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مسيح علي نجاد لمثل هذه الأمور، فقبل ثلاثة أعوام قالت إنها تعرضت لمحاولة خطف، واتهمت أربعة رجال وامرأة، من بينهم مسؤولون في الاستخبارات الإيرانية.
وعلقت مسيح علي نجاد على التهم في المنشور، قائلة إن المخطط المفترض لقتلها “تذكير صارخ بتمادي النظام القمعي لإسكات المعارضة، حتى أولئك الذين يعيشون بعيدا جدا من حدود إيران”.
جدير بالذكر أن الناشطة مسيح علي نجاد ناشطة حقوقية بارزة، تدافع عن حرية المرأة الإيرانية في ظل النظام الإيراني الوحشي، على حد تعبيرها، هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 2009، وقبل خروجها من إيران كان لها نشاط سياسي ملحوظ، وانتقادات لاذعة للحكومة، مما جعلها لا ترغب في البقاء بإيران فهاجرت، وهي تعيش الآن في الولايات المتحدة الأمريكية.
التقت نجاد العديد من الشخصيات العامة والبارزة على مستوى العالم، حتى أصبحت رمزا للنضال لمن يرى أن النظام الإيراني قمعي ووحشي، ودعمتها منظمات وهيئات حقوقية عالمية، بينما ترى إيران أن كل هذا أكاذيب، وأنها تُستخدم لكي تكون “شماعة” لإلصاق التهم بإيران وتشويه صورتها وصورة نظام الجمهورية الإسلامية.
بعد الاتهام الأخير الذي اتهمته المحكمة الأمريكية لإيران بالتخطيط لخطف علي نجاد من الولايات المتحدة إلى فنزويلا ومن ثم إلى إيران في عملية مخابراتية دقيقة، نفت إيران كل تلك المزاعم ووصفتها بأنها “سيناريو أمريكي سخيف”.