كتب: محمد بركات
عقد البرلمان الإيراني، الأحد 27 أكتوبر/ تشرين الأول، جلسة غير علنية، وذلك على خلفية القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية إيرانية في محافظات طهران وخوزستان وعيلام، وقد ناقش أعضاء البرلمان خلال تلك الجلسة، أبعاد الهجوم الذي شنته إسرائيل وكيفية الرد عليه، وفقا لتصريح أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، بحسب موقع عصر إيران الإخباري الإيراني.
هذا وقد صرح علي رضا سليمي، المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، خلال حديثه عما دار في تلك الجلسة السرية، قائلا: “في هذه الجلسة، قُدمت توضيحات حول تحرك إسرائيل، وتم تأكيد أن من حقنا القانوني الردّ دون تردد ودون تسرّع”، حسبما ورد بتقرير موقع همشهري أونلاين الإخباري الإيراني.
ووفقا للتقرير السابق، فقد صرح روح الله متفكر آزاد، عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى، بأن “الكيان الصهيوني المشؤوم أثبت أنه غير قادر على مواجهة شعبنا العزيز، وهذا بالنسبة لنا أمر مؤكد”، مشيرا إلى تصريحات علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، في ردّه على العملية الإسرائيلية.
وأضاف: “أقبّل أيدي وأذرع الدفاع الوطني، الجيش الباسل، الحرس الثوري البطل، وقوات الشرطة الشامخة، وأشكرهم على منحهم الأمان لبيوت الشعب الإيراني؛ صدورهم درع للشعب الإيراني، ونحن مدينون لهؤلاء الأعزاء”.
وتابع النائب البرلماني مشيرا إلى أن الدبلوماسية تتناغم وتعمل بشكل منسجم مع الميدان، وقال: “بفضل الله، سنقلب الحسابات الخاطئة للكيان الصهيوني، كما قلبناها سابقا؛ فالدفاع الجوي أظهر أن هذا الكيان قد ارتكب خطأ في حساباته”.
وأكد قائلا: “نحن على دراية كاملة بكل القوى التي تدعم هذا الكيان من قبل الولايات المتحدة، ولا نستهين بها ولا نضخّمها، بل نراها بواقعية، وستتمكن شعوب المنطقة من إسقاط هذا الكيان المزيف”.
وأضاف متفكر آزاد: “نحن نعرف كيف ندافع عن شعبنا وعن المستضعفين في المنطقة، ونحن من يحدد الزمان والمكان للرد والعملية، ولا أحد يستطيع أن يُدخلنا في لعبته؛ فنحن من يصمم هذه اللعبة. لذا، ففي الوقت المناسب، وبنفس الطريقة التي نُفّذت بها عملية الوعد الصادق 2، سنخنق أي حركة لهذا الكيان في مهدها”.
وفي ختام حديثه، أكد أن “إيران لا تعتمد على أي كيان آخر، وبما أن الدفاع الجوي الإيراني محلي الصنع، فإننا قادرون على إصلاح أي ضرر بأنفسنا”.
وكانت قيادة الدفاع الجوي الوطني الإيرانية قد أصدرت بيانا السبت 27 أكتوبر/تشرين الأول، ذكرت فيه: “رغم التحذيرات السابقة التي وجهتها السلطات في إيران إلى الكيان الصهيوني المجرم وغير الشرعي للامتناع عن أي تصرفات استفزازية، فقد قام هذا الكيان المزيف، في خطوة تصعيدية، بمهاجمة بعض المراكز العسكرية في محافظات طهران وخوزستان وعيلام. وقد تم التصدي لهذا الهجوم بنجاح من خلال منظومة الدفاع الجوي الموحدة للبلاد، ما أدى إلى حدوث أضرار طفيفة في بعض المناطق، ويجري حاليا تقييم أبعاد هذه الحادثة”.
كما ورد في بيان مركز الاتصالات بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أن “طائرات العدو الصهيوني، في اعتداء واضح يتعارض مع القوانين الدولية، استهدفت فجر السبت 27 أكتوبر/تشرين الأول، عبر المجال الجوي الذي تسيطر عليه القوات الأمريكية الإرهابية في العراق، وعلى بعد 100 كيلومتر من الحدود الإيرانية، بعض الرادارات الحدودية في محافظات عيلام وخوزستان وضواحي طهران بصواريخ بعيدة المدى ذات رؤوس حربية خفيفة تزن نحو خمس وزن رؤوس الصواريخ الباليستية الإيرانية. وقد أسفر تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في الوقت المناسب عن أضرار محدودة أصابت بعض الأنظمة الرادارية، حيث تم إصلاح بعضها فورا، بينما يجري العمل على ترميم البعض الآخر”.
اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية بحضور وزير الخارجية:
في الوقت نفسه عقدت لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية بالبرلمان الإيراني اجتماعا الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول؛ للوقوف على آخر المستجدات التي طرأت على الساحة المحلية بعد الهجوم الإسرائيلي، وقد حضر الاجتماع عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وذلك وفقا لتقرير موقع جوان أونلاين.
ووفقا للتقرير، فقد صرح إبراهيم رضايي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وقال: “وزير الخارجية أشار في جلسة اللجنة اليوم إلى أن إسرائيل تسعى لتوسيع دائرة الحرب، وسنرد على أي هجوم بما يتناسب معه”.
وقد أوضح رضائي أن وزير الخارجية قد قدم تقريرا عن آخر مستجدات المنطقة، شمل نشاطات المقاومة وأعمال العداء التي يرتكبها الصهاينة، إضافة إلى تقرير حول زيارته لبعض دول المنطقة، مضيفا أن عراقجي أشار إلى أن الكيان الصهيوني تكبّد خسائر جسيمة في عملية “الوعد الصادق 2″، حيث أصابت 90% من الصواريخ أهدافها، إلا أن الصهاينة قاموا بفرض رقابة إعلامية على هذا الخبر.
وتابع رضائي: “أوضح وزير الخارجية أن التنسيق بين الجبهة الميدانية والدبلوماسية كان يهدف إلى مواجهة شرور الصهاينة، كما أن الزيارات الإقليمية الأخيرة كانت تهدف إلى تحقيق الردع السياسي”. كما أشار إلى أن “المقاومة تعاني من بعض الخسائر، لكنها في طور إعادة البناء، كما أن حزب الله يتمتع بدعم شعبي ولا يمكن القضاء عليه”.
وأضاف: “أكد وزير الخارجية أيضا أن الكيان الصهيوني يسعى لتوسيع الحرب، وأننا مستعدون للرد على أي هجوم بما يتناسب مع حجمه، لسنا دعاة حرب، لكننا لا نهرب منها، ونحن مستعدون لكل طارئ”. وأشار إلى أن “الهجوم الأخير الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران يعطينا حقنا المشروع في الرد، وسيكون ردّنا في الوقت المناسب”.
وأتبع حديثه: “كما قدّم وزير الخارجية تقريرا عن زيارته الأخيرة برفقة رئيس الجمهورية إلى قمة بريكس في روسيا”، موضحا أن “من القرارات المهمة التي اتخذتها حكومة رئيسي ووزارة الخارجية في عهد أمير عبد اللهيان، انضمام إيران إلى مجموعة بريكس. وقد تقرر في القمة الأخيرة عدم قبول أعضاء جدد، لكن الدول المتقدمة بطلب العضوية ستصبح شريكة. وتتمثل أهداف بريكس في معارضة هيمنة الغرب وأمريكا، والتصدي لأحادية القطب وتعزيز التعددية والشراكة العالمية وإصلاح الأنظمة الدولية. كما سيتم إنشاء بنك بريكس، وهناك أيضا حديث عن عملة موحدة لبريكس”.
وأشار رضائي إلى أن أعضاء لجنة الأمن القومي شددوا في هذا الاجتماع، على ضرورة انتهاج دبلوماسية نشطة تجاه أمريكا والغرب، والسعي للإفراج عن السيد نوري المعتقل في العراق، وضرورة الرد على اعتداءات الكيان الصهيوني الأخيرة، وإخراج ملف الجزر الإيرانية الثلاث من وزارة الخارجية وتسليمه إلى وزارة الداخلية، وتفعيل الدبلوماسية؛ لضمان أمن المناطق الشرقية للبلاد، والعمل على تعزيز استقرار الجزر الإيرانية الثلاث وتوطين السكان بها، ودعم الدبلوماسية لتعزيز أمن الحدود.