كتب : زينب نبيل
تمكنَ محمد مهدى اسماعيلى من الوصول لمنصب وزير الثقافة والإرشاد في عهد الرئيس الإيرانى الأسبق إبراهيم رئيسى، وذكر اسماعيلي في بداية وزارته أن الكتب والقراءة هي إحدى أهم المظاهر البارزة للثقافة، وأعرب عن استيائه بسبب قلة قراءة الكتب غير المنهجية وقلة نسبة القراءة للأفراد في إيران، فحاول تقديم الخطط المختلفة لتحقيق ذلك.
وقد اهتمَّ اسماعيلي في بداية نشاطه بحل المشاكل المتعلقة بمجال النشر وفق برنامجه المقترح في ثلاث محاور، وتابعَ نسبة القراءة للأفراد، واعتبر معرض الكتاب الدولي معرضاً للثقافة الإيرانية.
تحديات محمد اسماعيلي في برنامجه المقترح لنشر الثقافة
وفي هذا الصدد، ذكر محمد اسماعيلي أهم التحديات المتعلقة بمجال النشر، كغياب الرقابة الجادة والمستمرة على إنتاج ونشر الكتب، وقلة عدد المكتبات العامة مقارنة بتعداد السكان، ضعف العلاقة بين الكتاب المتحالفين مع الثورة، عدم وجود قاعدة بيانات في مجال الأفكار الأدبية، انعدام المعرفة الدقيقة والعلاقة الصحيحة بين الإدارة الثقافية والكتّاب، عدم وجود خبراء متخصصين ومهنيين في المكتبات وبيع الكتب وإهمال تدريبهم.
كذلك عدم الاهتمام الكافي بترجمة الكتب، ارتفاع أسعار الكتب، صعوبة وصول الأفراد إلى شبكة توزيع الكتب، عدم الاهتمام بالأماكن التي يمكن الاستثمار فيها للتشجيع على القراءة مثل المساجد، الترخيص لبعض الأعمال غير الأخلاقية، ومشاكل الرقابة في تقديم الأعمال في معرض طهران الدولي للكتاب، حيث يعتبر إصدار ونشر الكتب في مجال الترجمة والتأليف إحدى التحديات الدائمة والمستمرة لوزارة الإرشاد باعتبارها ركيزة قوية لنشر الثقافة.
فشل الحكومة الإيرانية الجديدة في السيطرة على ارتفاع أسعار الكتب
أُصدرَ في فترة إدارة محمد اسماعيلي لشؤون وزارة الإرشاد 323,513 كتاباً، منهم 233,99 كتاب تأليفي، و 90,414 كتاب ترجمة، وأصدر ناشرو طهران 226,203 كتاباً، و 97,301 كتاب لناشري محافظة شهرستان، حيث نُشر 198,90 كتاباً في الطبعة الأولى، وأُعيد نشر 125,423 كتاباً، كما تم نشر 105,204,485 نسخة من الكتب بعناوين متعلقة بالأطفال والمراهقين، وقيمة الكتب المنشورة في هذا المجال تبلغ أكثر من 59 مليار ريال إيراني، وقد وصل متوسط سعر الكتاب إلى 56,000 تومان إيراني، وبلغَ متوسط أسعار الكتب في أغسطس عام 2021 حوالي 33,000 تومان، وبحسب آخر إحصائيات دار الكتاب فقد بلغ متوسط أسعار كتب الأطفال 113,000 تومان في شهر يونيو لهذا العام، ومع الارتفاع المستمر لأسعار الكتب لم يستطع وزير الثقافة محمد اسماعيلي خلافًا لوعده السيطرة على انخفاض أسعار الكتب أو على الأقل تثبيت سعر الكتاب نظرًا للنمو التضخم في الدولة، وبطبيعة الحال فإن ارتفاع أسعار الكتب أو انخفاضها ظاهرة لا يمكن للحكومات السيطرة عليها او تغييرها في العقدين الأخيرين، وخلافًا لذلك فإن وزراء الحكومات السابقة لم يقدموا أي وعود غير مؤكدة لكسب ثقة البرلمان.
ارتفاع سعر الكتاب الواحد بنسبة 159%
تحتل الكتب الأدبية المركز الثاني بين عناوين الكتب الأكثر انتشارا، منها 56,000 كتاب أدبي و 39,228 كتاب تأليفي، و 16,835 كتاب في مجال الترجمة، حيث كان متوسط سعر الكتب الأدبية في أغسطس لعام 2021 حوالي 54,000 تومان، وبلغت في شهر يونيو لهذا العام 119,000 تومان بمتوسط 1001 نسخة لكل كتاب، ومتوسط عدد نسخ الكتب في أغسطس من هذا العام هو 1032 نسخة.
تُقدر قيمة الكتب المنشورة في السنوات الثلاثة الأخيرة بأكثر من 306 مليار ريال إيراني، وبالنسبة لمتوسط أسعار الكتب في مختلف المجالات فقد بلغت 62,000 تومان منذ 3 سنوات، والآن وصل متوسط سعرها لـ 163,000 تومان، وبحسب إحصائيات وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، فقد ارتفعت أسعار الكتب بنسبة 159% منذ بداية الحكومة الجديدة وحتى يومنا هذا.
مراجعة وتدقيق 12 ألف كتاب فقط من بين 228 ألفًا
وفقاً للإحصائيات التي نشرها محمد علي مراديان مدير قسم الكتاب لإدارة الثقافة والإرشاد بتطبيق X، أنه من بين 228 ألف كتاب مُرخص في وقت هذه الحكومة، تمت مراجعة وتدقيق الكتب التي تتوفر بها الشروط المطلوبة فقط بمعدل 16.2% منذ منتصف عام 2021 وحتى فبراير 2024.
تمت مراجعة حوالي 37,000 كتاب، حيث كان 67% من الكتب المستوفية للشروط في ملفات إخطار متعلقة بمواضيع شكل الكتاب، مثل الصفحات والملفات الناقصة وعدم وجود بطاقة الهوية، وتناقض في المعلومات … وبالنسبة لـ 33% المتبقية تم رصدها وتعديلها نظرًا لإمكانية تفسيرها الدقيق والشامل للموضوع أم لا، فيمكننا القول أنه تم مراجعة وتدقيق ما يقرب من 1200 كتاب.
توطين صنعة نشر الكتب
كان أحد اهتمامات وزير الحكومة الجديد توطين الموضوعات الثقافية في ظل حكمه، كتوطين صناعة السينما والموسيقى والمسرح، حيث إنه لم يستثن موضوع نشر الكتب من هذه القاعدة، ويعتبر اسماعيلي أن توطين صنعة النشر أحد أهم أهدافه منذ تسليم الوزارة.
محمد اسماعيلي: يمكن أن تؤدي الحكومة عملها ولا تستطيع ضمان الوثائق الوطنية؛ مثل كل القوانين، المشكلة ليست في الوثيقة، بل في التنفيذ، وقد تم العمل عليها منذ اليوم الأول لإصدارها، كما قامت وزارة الداخلية بإبلاغ المحافظات بهذا القرار.
تأسيس 12 قرية عالمية لتحسين الإنتاج الاقتصادي للثقافة
أعلنَ اسماعيلي في أيامه الأخيرة في الوزارة أنه تم لأول مرة بناء أكثر من 12 قرية مهمة في مناطق مختلفة من الدولة، لتحسين الإنتاج الاقتصادي للثقافة والفن، حيث يتعلق جزء مهم منها بالصناعات المرتبطة بمجال الكتابة، وذكرَ أنه عند توليه منصب وزير الثقافة والإرشاد، بلغ إنتاج الورق المحلي نحو 4 آلاف طن، وقد وصل هذا العدد إلى 130 ألف طن، وفي العام الدراسي 2023 – 2024 نُشر 155 مليون نسخة كتاب مدرسي بورقٍ محلي.
اسماعیلی يُلقب نفسه بقارئ الكتب
أطلق محمد اسماعيلي على نفسه لقب قارئ الكتب في العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام، وقال في حوارٍ مع وكالة الأنباء الإيرانية (إيسنا) إنه يقرأ أغلب الكتب المتعلقة بالثقافة السياسية والأبطال القوميين، ونُشر له كتاب بعنوان «إذا استمر البطل» من مطبعة جامعة طهران، وأصدر البرلمان له كتابًا آخر يتناول فيه تشكيل الحكومة الوطنية … وينصح اسماعيلي بمطالعة كتابي «رضا نام إلی رضا خان» و «رضا خان إلی رضا شاه» من تأليف هداية الله بهبودي.