ترجمة: شروق السيد
أعلنت إيران عن إغلاق مفاجئ للمؤسسات الحكومية والتعليمية في 11 يناير/كانون الثاني 2025؛ في محاولة لمكافحة تلوث الهواء وإدارة استهلاك الوقود. ولكن هذا القرار أثار استياء واسعا بين المواطنين.
نشرت صحيفة “آرمان امروز“، السبت 11 يناير/كانون الثاني 2025، تقريرا أفادت فيه بأن تعطيل البلاد يوم 11 يناير/كانون الثاني، الذي صادف اليوم الأول من الأسبوع، قوبل بردود فعل سلبية كبيرة، فقد تحوّلت سياسة الإغلاق، التي تهدف إلى مواجهة زيادة تلوث الهواء، وإدارة استهلاك الوقود، إلى ظاهرة مملة خلال الأشهر والسنوات الماضية، بحسب وصف الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أنه في يوم الجمعة 10 يناير/كانون الثاني 2025، وبينما كان المواطنون وأصحاب الأعمال يستعدون لبدء أسبوعهم بحيوية، أُعلن فجأةً أن المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والبنوك والمؤسسات العامة في أكثر من نصف محافظات البلاد، وضمن ذلك طهران، وفارس، وقم، وخراسان رضوي، وخراسان جنوبي، وهمدان، وگلستان، وزنجان، وسمنان، وكردستان، وأردبيل، والبرز، ومركزي، ومازندران، وأذربيجان شرقي، ستغلق أبوابها، وهو ما أثار استياء المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن هؤلاء المواطنين الذين، حتى سنوات قليلة مضت، كانوا يرحبون بإعلان عطلة في بدايات، ومنتصف ونهايات الأسبوع بفرح كبير، حيث كانت تمثل فرصة للاجتماعات العائلية والرحلات في أيام غير العطلات، لكن الإغلاقات الأخيرة، التي تعد استمرارا لإغلاقات طويلة حدثت في السنوات الماضية، وما تبعها من التحول للتعليم عن بُعد، أثارت حالة من الاستياء بين الناس.
من المسؤول؟
تابعت الصحيفة مبينةً أنه رغم أن الحكومة الحالية لم تمضِ سوى ستة أشهر على تسلّمها البلاد، ولا يمكن تحميلها كامل المسؤولية عن هذا الوضع، إذ إن أزمات نقص الموارد والتلوث الشديد للهواء كانت موجودة بشدة في السنوات الماضية، فإن وسائل الإعلام، التي كانت في عهد الحكومة السابقة تخفي الحقائق وتتهم وسائل الإعلام الإصلاحية بعدم رؤية نجاحات الحكومة، أصبحت الآن المنتقد الأكبر للإغلاقات، وتلقي باللوم على عجز الحكومة الحالية، رغم إدراكها أنه من غير الممكن إحداث معجزة في ستة أشهر فقط.
وأضافت: في المقابل، يبدو أن وسائل الإعلام الرسمية تعيش في عالم موازٍ، حيث تواصل الحديث عن ضعف الإدارة في الولايات المتحدة وتسخر من عدم قدرة الحكومة الأمريكية على السيطرة على حرائق الغابات.
تراجع التحصيل الدراسي
وتابعت الصحيفة: من أبرز المشكلات الناتجة عن استمرار الإغلاقات في العملية التعليمية للبلاد، الضرر الذي تلحقه بمستوى التعليم، فما زلنا نتذكر كيف أثرت فترة التعليم الافتراضي خلال جائحة كورونا بشكل سلبي على مستوى تعلم الطلاب، حيث تسببت في ضعف عديد منهم في مختلف المواد الدراسية.
وأوضحت أنه قبل أيام قليلة، صرح فرهادي، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، قائلا: “إغلاق المدارس هذا العام كان بسبب اختلال توازن الطاقة، وزارة التربية والتعليم ليست معنية بإغلاق المدارس، لأن يوما واحدا من إغلاق المدارس يكلف نحو 1000 مليار تومان، وموقف الوزارة من جميع القرارات المتعلقة بإغلاق المدارس كان سلبيا”.
وأضافت أن جميع هذه العوامل، إضافة إلى عوامل أخرى، تضيف أعباء ثقيلة على كاهل المواطنين، والآن، يتعين على الأسر البحث عن حلول لتعويض النقص في تعليم أبنائهم، والحفاظ على صحتهم، وتحمُّل جميع التكاليف الإضافية المفروضة عليهم، وكل ذلك في ظل ظروف استثنائية غير مستقرة.
وتابعت أنه في هذه الحالة، ستؤدي الإغلاقات الإجبارية إلى زيادة النزاعات العائلية، وفي هذا السياق، قال علي أصغر صادقي مجرد، نائب رئيس لجنة الطاقة في غرفة التجارة والصناعات والمناجم والزراعة الإيرانية: “الإغلاقات المفاجئة يمكن أن تسبب التوتر والقلق وحتى الاكتئاب، مما يدفع الناس إلى القلق بشأن مستقبلهم المهني، التعليمي، والاقتصادي”.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن “هذا الوضع مقلق بشكل خاص للعائلات ذات الدخل المحدود أو تلك التي تدير أعمالا صغيرة، وعلى الرغم من أن الإغلاقات الناجمة عن تلوث الهواء قد تسهم مؤقتا في تقليل التلوث أو تحسين توازن الطاقة وتقليل الاستهلاك، فإنها تحمل أيضا تكاليف اقتصادية واجتماعية باهظة”.