كتب: ربيع السعدني
بعد حظر دخول الإيرانيين والإسرائيليين إلى الأراضي السورية على حد سواء، حسب ما أبلغت شركات طيران تركية رسمية، هل جاء الدور على البضائع الإيرانية أيضا لتنضم إلى قائمة الحظر من دخول دمشق؟
تداولت في الأيام الماضية أنباء عبر تقارير صحفية تفيد بأن هيئة المعابر السورية أصدرت 17 يناير/كانون الثاني 2025 تعميماً زعموا أنه نُشِر عبر حسابها الرسمي على “تليغرام” ويقضي القرار بمنع دخول البضائع الإيرانية والروسية والإسرائيلية مع مصادرتها حال دخولها، مرفقا به رقم الكتاب الوزاري (134) الصادر عن وزارة المالية على أن يُعمم هذا القرار على كافة إدارات المنافذ الحدودية البرية والبحرية!
أكاذيب وشائعات
إلا أن هذا القرار المزعوم ملفق بالكامل، حيث نفت “هيئة المنافذ البرية والبحرية” على لسان مدير العلاقات فيها صدور أي قرار من هذا النوع، حسبما نشرت وكالة “إيسنا” الإيرانية شبه الرسمية عن مازن علوش، مسؤول العلاقات العامة في منظمة المعابر البرية والبحرية السورية، الذي أعلن أن “الأخبار المنشورة حول قرار منع دخول البضائع إلى سوريا من بعض الدول والجهات تم نشرها عن طريق صفحات وهمية منسوبة إلى السلطات”.
وفي تصريح خاص لموقع “عنب بلدي” السوري 17 يناير/ كانون الثاني 2025 أعلن مازن علوش أن “الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية لا تملك أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي”، مؤكدًا أن “جميع القرارات تصدر حصرياً عن وكالة الأنباء الرسمية (سانا)”.
وحول دخول هذه البضائع، صرح علوش لعنب بلدي، بأن هنالك قوائم “سلبية” ستصدر عن طريق وزارة الاقتصاد خلال الأيام المقبلة، تنظم هذا الأمر، موضحًا أن القرار ما زال قيد الدراسة عبر اللجان المختصة.
جاءت هذه التصريحات بعد أن زعمت بعض المصادر الإخبارية أن بضائع مصدرها روسيا وإيران والكيان الإسرائيلي دخلت إلى سوريا.
وكانت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي هذه قد نشرت هذا الخبر نقلاً عن المؤسسة العامة للمعابر البرية والبحرية السورية، وبعد سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، انتشرت الشائعات على مستوى واسع وسط غياب شبه تام للوسائل الإعلامية الرسمية حينها.
الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية استحدثتها حكومة دمشق المؤقتة نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، وألحقت بها الجمارك والمراكز الحدودية ومؤسسة المناطق الحرة.
ويرتبط عمل الهيئة بمجلس رئاسة الوزراء مباشرة، وتتولى عمليات الإشراف والتنظيم للدخول والخروج الإنساني والتجاري، وشؤون الملاحة البحرية وأعمال النقل البحري وتملّك واستئجار السفن التجارية والعقارات اللازمة لأعمالها.
ممنوعون من السفر
من جانب آخر، أعلنت الخطوط الجوية التركية، 16 يناير/كانون الثاني 2025، عن جملة شروط للسفر عبر خطوطها إلى سوريا عقب ساعات من إعلانها عن استئناف رحلاتها إلى دمشق، وقالت إنها صادرة عن السلطات في سوريا، وقد تضمن أحد الشروط السماح لمواطني جميع الدول بالسفر إلى سوريا باستثناء الإيرانيين والإسرائيليين وكذلك دخول الصحفيين بتصريح خاص.
جاء هذا بعدما أُبلغت شركات الطيران العاملة في سوريا بأنه يحظر عليها نقل إيرانيين أو إسرائيليين إلى البلاد، حسب ما نقلت وكالة “AFP” الفرنسية عن مصدر في مطار دمشق، 17 يناير/كانون الثاني 2025 وذلك بعد استئناف الرحلات الجوية الدولية إلى البلاد الأسبوع الماضي.
تجدر الإشارة إلى أنه بحسب بيان منشور على الموقع الإلكتروني للخطوط الجوية التركية، ونقلته وكالة الأناضول (aa) الرسمية: “لن يُسمح للمواطنين الإيرانيين بالسفر إلى دمشق من الآن فصاعدا”، وأعلنت الخطوط الجوية التركية (THI)، في وقت سابق أنها ابتداءً من 23 يناير/كانون الثاني 2025، ستستأنف رحلاتها إلى دمشق وثلاث رحلات إلى سوريا أسبوعيا.
وكتب بعض مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي عبر “منصة إكس” بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني 2025: “أن الخطوط الجوية التركية أعلنت أنها لن تنقل مواطنين إيرانيين وإسرائيليين على متن رحلاتها الركابية إلى سوريا”.
ولم يقتصر هذا الادعاء على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل انتشر أيضًا على مواقع الأخبار والقنوات التلفزيونية في تركيا، حيث نشر هذا الموقع الإخباري، تقريرا بعنوان “الخطوط الجوية التركية لن تنقل مواطنين إيرانيين وإسرائيليين إلى سوريا” بخصوص هذه القضية وأعلن المدير العام للخطوط الجوية التركية بلال إكشي عبر حسابه على “منصة إكس” في 15 يناير/كانون الثاني 2025 أن الرحلات الجوية إلى دمشق ستبدأ في 23 يناير/كانون الثاني القادم بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً”.
تحذير لجميع الركاب
وعلى الرغم من ذلك تم طرح معلومات سفر خاصة لجميع الركاب قبل التوجه إلى دمشق، وبناءً على ذلك، تم الإعلان الرسمي “بأن الخطوط الجوية التركية لن تنقل مواطنين إيرانيين وإسرائيليين إلى سوريا”.
كما أنه عند حجز تذكرة سفر إلى دمشق، والذهاب إلى لوحة “اختيار التذكرة” يظهر تحذير مع ملاحظة “معلومات هامة”، هذا نصها: “وفقًا للقرارات التي اتخذتها السلطات السورية، تم تحديد بعض القواعد لركابنا لدخول سوريا، يُسمح لمواطني جميع البلدان، باستثناء المواطنين الإسرائيليين والإيرانيين، بالدخول إلى البلاد، بالنسبة للمواطنين السوريين، يكفي تقديم وثيقة تثبت أنهم مواطنون سوريون”.
وأشارت الخطوط الجوية التركية أيضًا، في بيانها الصادر 17 يناير/كانون الثاني 2025، إلى أن الصحفيين الإيرانيين أيضاً يجب عليهم الحصول على تصاريح خاصة “إذن مسبق” لدخول الأراضي السورية.
جاء هذا القرار بعدما استؤنفت الرحلات الدولية بمطار دمشق في 7 يناير/كانون الثاني 2025 بعد نحو شهر على إطاحة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، لكن قلة من شركات الطيران استأنفت عملها أو أعلنت أنها بصدد استئناف رحلاتها إلى سوريا.
الخارجية الإيرانية تحذر
ومن جهة أخرى، أبلغت إيران مواطنيها بعدم السفر إلى سوريا في الوقت الراهن، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الذي قال إنهم غير متأكدين بعد من أنباء حظر الإدارة السورية الجديدة دخول المواطنين الإيرانيين إلى سوريا.
كما نصح متحدث “الخارجية الإيرانية” مواطني بلاده بعدم الذهاب إلى سوريا في الفترة الحالية، حسبما نشرت وكالة “إيسنا” شبه الرسمية، 20 يناير/كانون الثاني 2025 في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، وأعلن “أن إيران أوصت مواطنيها مرارا بالامتناع مؤقتا عن السفر إلى سوريا، وذلك بعد حظر السلطات السورية دخول الإيرانيين والإسرائيليين”.