كتبت: ميرنا محمود
شهدت إيران وتركيا قمتين أمنيتين مع العراق مؤخرًا بشأن تقويض انتشار عناصر حزب العمال الكردستاني والأحزاب الإيرانية الكردية في إيران. وسنستعرض في هذا التقرير بنود كل من الاتفاقيتين وما تم تحقيقه من تلك البنود على أرض الواقع.
الاتفاق العراقي التركي
وَقَّعَ وزير الدفاع الوطني التركي “ياشار جولر” ووزير الدفاع العراقي “ثابت محمد رضا العباسي”، “مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب”، ومن المعروف أن هذه الاتفاقية تعتبر الأولى من نوعها بين البلدين، بخلاف الاتفاقيات الدورية.
تهدف الاتفاقية إلى معالجة “المخاوف الأمنية” لكلا الطرفين و”القضاء على التهديدات المُوجَّهة نحو السيادة والأمن وسلامة الأراضي”، مع إنهاء الوجود العسكري التركي على الأراضي العراقية.
نستعرض فيما يلي أهم بنود الاتفاق:
- تم الاتفاق على نقل قاعدة “بعشيقة”، حيث يتمركَز الجنود الأتراك، والتي تُسَبِّب أحيانًا مشاكل بين البلدين وتُسْتَهْدَف بشكل خاص من قِبَل الميليشيات الشيعية المُقرَّبة من إيران، إلى القوات المسلحة العراقية.
- إن تركيا والعراق ستنشئان مركز “تنسيق الأمن المشترك” في بغداد، ومركز “التدريب والتعاون المشترك” في بعشيقة. وأشارت المصادر إلى أن هذه المراكز ستتيح للبلدين العمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم “حزب العمال الكردستاني”، وغيرها من الجماعات الإرهابية.
- يُخطط لإنشاء “مراكز تنسيق وتدريب مشتركة” في مناطق أخرى وفق البيان المشترك الذي أصدره وزيرا خارجية البلدين. ومن المتوقع أن تُسْهِم هذه الخطوة في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وتوفير فرصة لتحديد التهديدات المشتركة.
- إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بين تركيا والعراق ضد تنظيم “حزب العمال الكردستاني” ضمن نطاق الهيكل الأمني الجديد للحدود العراقية. حيث أن تنظيم “حزب العمال الكردستاني” يمثل تهديدًا أمنيًا على تركيا والعراق، وأن وجوده على الأراضي العراقية يمثل انتهاكًا للدستور العراقي.
- إن الاتفاقية الإطارية الاستراتيجية الموقَّعة بين البلدين تتضمن إنشاء لجان دائمة مشتركة في المجالات التعاونية المعتبرة ضرورية، وذَكَرَت هذه اللجان أنها تعزز العلاقات بين البلدين في مجالات مثل التجارة، الطاقة، المياه، النقل، الصحة، والتعليم. وسيتم إدارة هذه اللجان على مستوى الوزراء.
- اقترحت أنقرة على بغداد إنشاء مركز عمليات مشترك لمكافحة حزب العمال الكردستاني، وقد رحَّبَت السلطات العراقية بهذا الاقتراح.
- تنفيذ مشروع “مسار التنمية” الذي يهدف إلى ربط الخليج العربي بمدينة البصرة العراقية، ثم إلى تركيا وأوروبا عبر شبكة من الطرق والسكك الحديدية، مما يخلق ممرًا تجاريًا عالميًا مهمًا.
البنود التي تم تنفيذها بالفعل على أرض الواقع:
- العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة التركية في شمال العراق، والمعروفة باسم عملية “المخلب-القفل”، قد ساهمت بشكل كبير في التغيرات الأخيرة. وقد أدت إلى تضييق الخناق على حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية شمال العراق، مما أجبره على التوجه نحو المناطق الحضرية والمناطق التي تتواجد فيها السلطات المركزية العراقية.
- تم تشكيل اللجان الرئيسية والفرعية المشتركة بين البلدين وتفعيلها، والتي من شأنها أن تناقش ملفات المياه، والتجارة، والاقتصاد، والكهرباء، وجميع أنواع الطاقة بما في ذلك النفط والغاز، والسياحة، والثقافة، والصحة، والزراعة، والنقل، والشباب والرياضة، والتعليم، والعمل والخدمات الاجتماعية بالكامل.
- البدء في تنفيذ مشروع “مسار التنمية” وتم الانتهاء من دراسات الجدوى لخط السكة الحديد الذي يمتد حتى الحدود التركية، كما سيمر الطريق السريع ضمن المشروع عبر عشر محافظات عراقية.
- تم تسجيل توافق إيجابي من قبل أنقرة على اعتراف العراق بحزب العمال الكردستاني كـ “منظمة محظورة”، والتوصل إلى تفاهم مشترك مع تركيا بشأن اتخاذ إجراءات مشتركة. بعد القرار المتعلق بحزب العمال الكردستاني، سيتعين على العراق اتخاذ خطوات مثل إنهاء وجود المنظمة على الأراضي العراقية، ومنع أي نشاط لها، ومنع التحركات المالية والدعائية.
الاتفاق العراقي الإيراني
أعلنت إيران توصلها إلى اتفاق مع العراق لنزع سلاح مجموعات معارضة مناوئة لطهران، ونقلها من إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي، في سبتمبر/ أيلول.
نستعرض فيما يلي أهم بنود الاتفاق:
- التزام الحكومة العراقية بنزع السلاح من الجماعات الإرهابية الانفصالية المسلحة في العراق وإقليم كردستان حتى أواسط شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.
- إخلاء الثكنات العسكرية التي أقامتها الجماعات الإرهابية هناك ونقلها إلى المعسكرات التي خططت لها الحكومة العراقية.
- منع تسلل المسلحين بعد نشر قوات حرس الحدود وتسليم المطلوبين بعد صدور أوامر القبض عليهم وفقًا للقانون.
- عدم إطلاق أي نار أو تنفيذ عملية تجاه الأراضي العراقية دون إشعار الحكومة المركزية أو طلب تنفيذها من الحكومة العراقية.
- إن الحكومة العراقية ستبني مجمع مخيمات للمعارضين الإيرانيين الموجودين شمال العراق في إقليمي أربيل والسليمانية، حيث سيضم 15 آلاف إيراني معارض مع عوائلهم.
البنود التي تم تنفيذها بالفعل على أرض الواقع:
- تم إخلاء بعض مقرات الجماعات الإرهابية والمسلحة ونقل الإرهابيين إلى أماكن أخرى بعيدة عن حدود إيران وفي عمق الأراضي العراقية وهناك خطوات أخرى جارية.
- تم بدء عملية تفكيك مقرات “الجماعات المسلحة” في إقليم كردستان العراق، وذلك مع اقتراب نهاية المهلة الإيرانية للعراق لنزع سلاح تلك الجماعات. ومن المفترض أن تفكك جميع قواعد الجماعات الإرهابية، بما في ذلك كوملة وباك وبجاك والحزب الديمقراطي الكردستاني”، وسيتم نقل هذه الجماعات إلى معسكرات في عمق المنطقة الشمالية من العراق.
- تم نزع سلاح ثلاث تنظيمات كردية تعمل في شمال العراق بناء على طلب إدارة بغداد. وحاليًا هم تحت السيطرة العراقية، كما أن الجيش العراقي يسيطر على الجبال والشريط الحدودي مع إيران.
- تم إخراج عناصر البيشمركة من الأحزاب الكردية الإيرانية، مع عائلاتهم، من معسكر زركويز في بلدة تانجرو بالسليمانية، مع مصادرة أسلحتهم. وتم وضع البيشمركة في مخيم صورداش الواقع في قضاء دوكان بالسليمانية، لمواصلة حياتهم كلاجئين مع عائلاتهم.