لمياء شرف
اغتيل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بعد ورود معلومات استخباراتية لدى إسرائيل عن تحركاته، كما أعلنت إسرائيل تفاصيل اغتياله هو وقيادات “حزب الله” قبل ورودها إلى دولة لبنان. وأكدت المعطيات أن الاختراق الأمني لحزب الله وإيران هو ما أدى بهذه الضربة القاصمة لحزب الله.
قتل “نصر الله” في مقر قيادة “حزب الله” يوم الجمعة الماضي، بعد أسبوع واحد فقط من تفجير إسرائيل مئات من أجهزة البيجر و الوكي توكي المفخخة.
حسب وكالة رويترز، فإن أكثر من 12 مصدرا في لبنان وإسرائيل وإيران وسوريا نقلت تفاصيل عن الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بحزب الله، وطلب الجميع عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الأمر.
ونقلت رويترز عن مصدر أمني مطلع، أن “نصرالله” كان أكثر حذرا من المعتاد منذ تفجيرات أجهزة البيجر في 17 سبتمبر/أيلول الجاري؛ خشية أن تحاول إسرائيل قتله، واستدل المصدر على ذلك بغيابه عن جنازة أحد القادة وتسجيله المسبق لخطاب أذيع قبل أيام قليلة.
وقال مصدر مطلع للوكالة قبل أقل من 24 ساعة من الضربة: “إن إسرائيل أمضت 20 عاما في تركيز جهود المخابرات على حزب الله، ويمكنها استهداف نصر الله عندما تريد وحتى وإن كان في مقر الجماعة”، واصفا المعلومات الاستخباراتية بأنها ممتازة، بدون سرد للتفاصيل.
وفي سياق متصل، زعمت صحيفة لو باريزيان الفرنسية، استنادا إلى مصادر أمنية لبنانية، أن إسرائيل حصلت على معلومات حساسة من عميل إيراني، هو الذي كشف الموقع الدقيق للأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله”، في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل اغتياله يوم الجمعة الماضي.
ووفقا للصحيفة، كانت المفاجأة الكبرى في اغتيال “نصر الله” تكمن في الدور الذي لعبه العميل الإيراني، حيث تمكن هذا الجاسوس من اختراق الدائرة الداخلية لحزب الله وتقديم معلومات دقيقة حول تحركات “نصر الله”.
وأضافت الصحيفة، أن “نصر الله” كان برفقة نائب قائد فيلق القدس في لبنان يوم اغتياله، وكان موجودا على عمق 30 مترا تحت الأرض.
استنادا إلى هذه المعلومات، شنت إسرائيل غارات جوية على المنطقة، ما أدى إلى اغتيال “نصر الله”.
ويُعتقد أن هذا الاختراق الذي قام به العميل الإيراني هو ما ساعد الإسرائيليين على توقيت الهجوم بدقة؛ لضمان وجود “نصر الله” في الموقع، وفقا للصحيفة الفرنسية.
قال محمد جواد لاريجاني، رئيس مركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني ومساعد وزير الخارجية الإيراني السابق: “إن إسرائيل تمكنت منذ العام 2006 من اختراق حزب الله على أعلى المستويات”.
وحسب موقع إرم، قال في مقابلة مع التلفزيون الإيراني: “لا أتفق مع ادعاء أن الصهاينة حصلوا على معلومات بالذكاء الاصطناعي، ولكن كان لهم تأثير واختراق وتسلل في تنظيم حزب الله”.
وأكد لاريجاني، أن الأحداث الجارية والاغتيالات في صف حزب الله هي نتاج عملية تسلل منذ العام 2006، وقد تعرض حزب الله للضرب من هذه المنطقة.
وتابع: “أنا لا أقلل من الذكاء الاصطناعي، لكنه ليس المفتاح الرئيس لاغتيال نصر الله”، مؤكدا أن السبب الرئيس هو الاختراق الأمني لـ”حزب الله”.
كما قال لاريجاني، في مقابلة أخرى عبر الهاتف مع قناة “خبر” الإيرانية، إن “اغتيالا بغارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، تم بسبب تسلل إسرائيل داخل الحزب”، في إشارة إلى اختراق الحزب من جانب الكيان الإسرائيلي.
وقال إن “اغتيال الشهيد نصر الله وحادثة البيجر والتفجير الأخير كانا بسبب تسلل العدو”
وأكد أن الحزب يعمل الآن على إصلاح هذا الخلل، وإيقاف نفوذ العدو داخل الحزب، واعدا بأن الحزب سيظهر قوته مرة أخرى بعد هذه الإصلاحات.
من جهته، اعترف رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، بأن إيران قلقة من تسلل العملاء الإسرائيليين، وضمن ذلك إيرانيون يعملون لصالح إسرائيل، مشيرا إلى أن تحقيقا شاملا قد بدأ بالفعل يستهدف أفرادا من الحرس الثوري بمستويات متوسطة وعالية.