كتبت: لمياء شرف
“إذا ضرب النظام الإسرائيلي إيران سنرد الضربة بقوة أكبر بكثير من المرة السابقة”
هدد الباحث الأكاديمي والقريب من الحكومة الإيرانية، ومستشار الفريق الإيراني السابق في المفاوضات النووية، محمد مرندي، في مقابلة أحدثت جدلا واسعا في بريطانيا مع قناة “سكاي نيوز” مع المحاور مارك أوستن، بأن إيران ستضرب إسرائيل بشكل أعنف في المرة القادمة إذا ارتكبت حماقة مع إيران.
كما عقد مرندي مقابلة أخرى مع قناة BBC مع المحاور ميشال حسين في برنامج “توداي”، والتي هي الأخرى أحدثت جدلا وغضبا واسعين بين اللوبي اليهودي في بريطانيا، تناولت المقابلة التصريحات نفسها التى أدلى بها مرندي لـ”سكاي نيوز”.
وأكد في مقابلته، أن رئيس القوات الإيرانية قال: “إن إيران تستهدف تدمير البنية التحتية للنظام الإسرائيلي في ضربتها القادمة”، مشيرا إلى أن ما ورد من أن عملية قصف إيران للمناطق العسكرية الإسرائيلية باءت بالفشل، ما هو إلا ادعاءات وتمنيات “سكاي نيوز” والعاملين بها.
واسترسل بأن “إيران لن تخسر الحرب، وما حدث ما هو إلا ذوبان لقمة الجليد فقط، وسوف نجبر النظام الإسرائيلي على الخضوع”.
وأشار إلى أن “إسرائيل يمكنها التظاهر بأنهم أفلتوا ولم يتأثروا بالقصف الإيراني، لكن المؤكد أننا ضربناهم بقوة، وقصفنا قواعدهم العسكرية، عكس النظام الإسرائيلي الذي ينفذ مجازر جماعية وهولوكوست في غزة ضد البشرية”.
واتهم النظام الإسرائيلي بأنه يمارس العنصرية ضد الفلسطينين منذ 76 عاما، معتبرين أنفسهم أنهم شعب الله المختار، وأنهم متميزون بالتفوق العرقي.
وقال مرندي: “لا داعي للادعاءات الكاذبة بقوة إسرائيل فأنت تضلل بها جمهورك”، مؤكدا أن إيران تمتلك مواقع صواريخ تحت الأرض لا حصر لها وبها مئات الآلاف من الصواريخ التي تم بناؤها بعد الغزو الأمريكي على العراق وأفغانستان للتعامل مع حرب محتملة مع الولايات المتحدة”.
وهدد بأنه إذا تدخلت الولايات المتحدة في هذه الحرب، فبلا شك ستطرد المقاومة العراقية الولايات المتحدة من العراق، وستدمر كل أصولها في الخليج الفارسي التي بها قواعد أمريكية، مؤكدا أن ذلك سيفجر أزمة ضخمة في سوق النفط والغاز وانهيار اقتصادي عالمي.
وطلب مرندي في نهاية المداخلة مع “سكاي نيوز” من الدول المعادية لإيران بضرورة اتخاذ الحذر من ارتكاب أخطاء وصفها بالـ”غبية”، تقود المشهد لحرب أكثر اشتعالا.
وعلى الجانب الآخر، قالت أكبر منظمة للجالية اليهودية في المملكة المتحدة البريطانية، إن هيئة الإذاعة البريطانية BBC تورطت بعقد بهذه المقابلة، حيث زعمت أنها سمحت لأكاديمي إيراني “محمد مرندي” بالإدلاء بتعليقات “عنصرية ومعادية للسامية” دون أي اعتراض.
وأكدت أنها تشعر “بقلق عميق” بشأن المقابلة في برنامج “توداي”، لما وصف مرندي إسرائيل بأنها “نظام توسعي” يؤمن بـ”التفوق العرقي” وأنهم “شعب مختار” يشعر بأنه يتمتع “بحقوق استثنائية”. كما وصف الأحداث في غزة بأنها “محرقة”.
بعد بث المقابلة، حسب صحيفة ديلي ميل، أصدر مجلس نواب اليهود البريطانيين بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي أثار فيه مخاوف من عدم مواجهة التعليقات بشكل صحيح في البرنامج.
قالت هيئة الإذاعة البريطانية: “إننا نشعر بقلق عميق إزاء سماح هيئة الإذاعة الوطنية ببث مثل هذه اللغة عبر موجات الأثير دون معارضة واضحة. وسوف نثير هذه المسألة بشكل مباشر مع هيئة الإذاعة البريطانية على أعلى المستويات”.
وفي برنامج “توداي”، قال البروفيسور مرندي، وهو أكاديمي أمريكي من أصل إيراني، عن الأزمة الحالية في الشرق الأوسط: “إن السبيل الوحيد للمضي قدما هو المقاومة، لأنه لا يوجد شيء من شأنه أن يوقف هذا النظام الإسرائيلي، لأن هذه هي طبيعة النظام”.
وأضاف مرندي: “إنه نظام توسعي، وهو يؤمن بالتفوق العرقي، ويعتقد أنهم شعب مختار، ولديهم حقوق استثنائية، وبالتالي فإنهم يتمتعون بحقوق استثنائية للمنطقة”.
ووصف شاما، الذي يقدم بانتظامٍ برامج لهيئة الإذاعة البريطانية، الأكاديمي بأنه “مدافع خاضع عن الاستبداد الديني الكاره للنساء”. وقال إن السيد ماراندي قدم “إساءاته الإبادة التقليدية المعادية للسامية” التي تم بثها “دون أي اعتراض”.وصرح متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية BBC بأن البرنامج تناول أحدث التطورات في لبنان والشرق الأوسط، وأجرى مقابلات مع مجموعة من الأشخاص ومن ضمنهم المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي المقدم بيتر ليرنر، والدبلوماسي الأمريكي دينيس روس، والأكاديمي الإيراني محمد مرندي؛ للحصول على منظور واسع النطاق حول السياسة المعقدة في المنطقة.
—