كتبت: سارة محمد علي
تمتد مجالات عمل قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، المعنية بالتعبئة العامة للشعب الإيراني وجعله في حالة استعداد للتعبئة العامة بأي لحظة، إلى مجال الإعلام حيث ما يسمى بالباسيج الإعلامي، الذي تمت إضافته إلى الباسيج بعد عقدين من تأسيسها بدعوة من الخميني المرشد الأول للثورة الإيرانية.
تاريخ تأسيس الباسيج الإعلامي
عقب إعلان نتائج الولاية العاشرة للانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009 وإعلان فوز محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، قوبلت نتيجة الانتخابات باحتجاج واسعة النطاق من قبل أنصار مير حسين موسوي ومهدي كروبي المرشحَين المنافسين له.
وقوبلت الاحتجاجات بعنف شديد من قبل الشرطة وقوات الباسيج والحرس الثوري، وراح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، وفق ما ذكره موقع “بي بي سي فارسي”.
بعد انتهاء الاحتجاجات اقترح مجموعة من أعضاء الباسيج العاملين بالصحافة والإعلام، تكوين فرع للباسيج متخصص في مجال الإعلام، مشابه لأقسام الشؤون المعنوية في الجيوش النظامية الرسمية، يقوم على نشر أهداف الثورة الإسلامية عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، ويدعم تحقيق أهداف التعبئة العامة التي تعمل عليها قوات الباسيج والتي تأسست من أجلها، وفق تقرير لموقع رسالة الإيراني.
من أبرز المتقدمين بهذا الطلب إعلاميون تابعون للتيار الأصولي، من بينهم مرتضى نبوي المدير المسؤول عن جريدة الرسالة، وحسين شريعتمداري المدير المسؤول عن صحيفة كيهان، ومحمد حسين صوفي نائب رئيس هيئة الإذاعة، وماجد رجبي معمار مدير شبكة جام جام، ونظام الدين موسوي الرئيس التنفيذي لوكالة أنباء فارس، وحميد شيخ محمدي مدير شبكة الإذاعة الإيرانية، وعلي أصغر جعفري مستشار رئيس الإذاعة. وقد أوكلت إليهم في ما بعد، مهمة إعداد دستور الباسيج الإعلامي، وأصبح جميعهم أعضاء في أول مجلس إدارة للمنظمة.
بدأت المنظمة في ممارسة عملها فعليا عام 2011، وتمارس أنشطتها في إطار مهام منظمة الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وتمتلك الآن منظمة الباسيج الإعلامية مكاتب إقليمية في جميع محافظات إيران، ويقع المقر الرئيسي لها في ساحة سباه، بالعاصمة طهران، وفق ما يذكره الموقع الرسمي للمنظمة.
عضوية الباسيج الإعلامي
وفقا للنظام الأساسي لمنظمة الباسيج الإعلامي، بإمكان جميع الناشطين الإعلاميين، ومن ضمنهم المديرون والمحررون والمراسلون والمصورون وغيرهم، الذين تنطبق عليهم الشروط المنصوص عليها في النظام الأساسي لهذه المنظمة، أن يصبحوا أعضاء فيها، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة.
أهداف الباسيج الإعلامي
تذكر منظمة الباسيج الإعلامية في موقعها الإلكتروني، أن أهدافها تتمثل في الدفاع عن مبادئ روح الله الخميني وعلي خامنئي، زعيمي الجمهورية الإسلامية، وتعزيزها، مضيفةً أن أنشطة هذه المنظمة تأتي في إطار مهام منظمة الباسيج بالحرس الثوري الإسلامي، بحسب نص التعريف المنشور بالموقع.
وصرح مرتضى نبوي، أول رئيس للمجلس الأعلى لمنظمة الباسيج الإعلامية، بأن الهدف من إنشاء هذه المنظمة هو تحقيق الإعلام الإسلامي، وخلق تواصل إعلامي متماسك من أجل تعزيز وجعل الجبهة الإعلامية للثورة الإسلامية أكثر كفاءة، ودعم أهداف الثورة ومجابهة الأعداء في ميدان المعركة الناعمة، وفق ما نقل عنه الموقع الرسمي لوزترة الثقافة والإرشاد الإيرانية.
كما صرح النائب بيجان نوبافه، ممثل أهالي طهران في الدورة التاسعة للبرلمان الإيراني، بأن الهدف من إنشاء الباسيج الإعلامي هو “استخدام جميع قدرات الباسيج النشطة في الإعلام من أجل مكافحة الغزو الثقافي للأعداء”، بحسب ما نقل عنه موقع رسالة الإيراني.
نشاط الباسيج الإعلامي
إضافة إلى إنتاج المواد الصحفية والإعلامية التي تدعم أهداف الثورة الإيرانية، والتنسيق بين وسائل الإعلام المختلفة لتقديم خطاب موحد ومتناسق يدعم أهداف المنظمة، وتوحيد الصوت الإعلامي في أوقات الأزمات التي تمر بها الدولة الإيرانية .
تقوم أيضا الباسيج الإعلامي بتنظيم الفعاليات الجماهيرية الثقافية والفنية، وتشرف على عدد من المهرجانات المختلفة، إضافة إلى تنظيم الدورات التدريبة للعاملين بالمجال الإعلامي ليكونوا فاعلين في خدمة أهداف الثورة الإيرانية.