ترجمة: يسرا شمندي
أكد ممثل محافظة كهغيلويه وبوير أحمد في مجلس خبراء القيادة، شرف الدين ملك حسيني، ضرورة التفاعل مع التطورات التكنولوجية في مجال الاتصالات، مشيراً إلى أهمية بناء بنية أساسية لضمان استفادة المجتمع من التقنيات الحديثة، وخلال لقائه بوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ستار هاشمي، ندد بسياسات الحجب، داعيًا إلى حلول تحقق التوازن بين الحاجة للتقدم التكنولوجي وحفظ المصالح الاجتماعية.
نشرت صحيفة انتخاب تقريراً بتاريخ 3يناير/كانون الثاني 2025 ذكرت فيه أن شرف الدين ملك حسيني، تحدث خلال لقائه بستار هاشمي، عن ضرورة معالجة قضية الحجب ورفع القيود عن بعض المنصات الأجنبية، قائلاً: “لم يكن من الضروري أن تكونوا تحت قيود بسبب حجب يُعدّ مجرد مزحة. هذا الحجب الذي يُمكن تجاوزه بسهولة من خلال طرق مجانية أو عبر طرق مربحة لمافيا برامج كسر الحجب، أو عبر الأساليب القانونية التي تمنح امتيازات للأشخاص، فهذا يعني أن الحجب كان مجرد مزحة”.
ذكرت الصحيفة أن ملك حسيني خاطب وزير الاتصالات قائلاً: “لقد أُسندت إليكم مسؤولية وزارة ترتبط بإحدى الضرورات التي تلي الأساسيات الإنسانية، وهي الحاجة إلى التواصل بين الناس، فالاتصالات هي الأساس لتشكيل المجتمع، وإلغاؤها يعني القضاء عليه، بينما تعزيزها يسهم في تطوره”.
كما أشار ملك حسيني إلى تخصص هاشمي، قائلاً: “نحن سعداء لأن شخصًا متخصصًا يتولى قيادة هذه الوزارة. وقد شهدنا في بعض الأحيان كيف يمكن لوزير واحد تحمل مسؤولية ثلاث أو أربع وزارات، وهذا يعد من المعجزات”.
غياب الإدارة الخبيرة يؤدي إلى عدم الكفاءة
أشارت الصحيفة إلى ما ذكره ذكر ملك حسيني حول ضرورة الخبرة والكفاءة قائلاً : “يجب على كل شخص أن يعمل في تخصصه، إن غياب الإدارة الخبيرة يؤدي إلى عدم الكفاءة، ونحن نأمل أن يؤدي دمج التخصص والإدارة إلى نتائج طيبة في هذه الوزارة وأن تكونوا قدوة للمستقبل”.
كما تطرق في حديثه إلى موضوع الحجب ورفع القيود قائلاً: “لقد زادت النقاشات حول الحجب في هذه الأيام، ولم تبدأوا في القيام بالرحلات إلا بعد أن تحقق نوع من الفتح النسبي في رفع الحجب، فقد كنتم في غرفة مغلقة تنتظرون أن يحدث شيء، ومن ثم بدأتم بالرحلات. وتابع: “لم يكن من الضروري أن تقعوا في قيود بسبب حجب مزيف، وهو حجب يتم تجاوزه بسهولة سواء عبر طرق مجانية أو عبر الطرق المربحة لمافيا الفيلترشكن أو من خلال الطرق القانونية، وهذا يدل على أن الحجب كان مصطنع”.
وذكرت قوله زن ما تم قوله لم يتحقق على أرض الواقع، وكان من الأفضل أن يتخذ كل نظام قرارًا وينفذه بحسم، وإذا كان يؤمن بالحجب، عليه أن يلتزم به ولا يسمح لأحد برفعخ، حتى المنتفعين ومن يعتبرون أنفسهم أصحاب امتيازات، وعندئذ كان الجميع سيقبلون بذلك.”
وأضاف قائلاً: “لو لم يكن ذلك ممكناً وسيكون هناك تمييز في استخدام المنصات الأجنبية وفتح المسارات المغلقة بطرق غير مشروعة، لما كانوا قد قاموا بالحجب أصلاً”.
من لم يستفد وتسبب في الحجب
استطردت الصحيفة في تصريحات ملك حسيني إذ قال: “لم أتمكن، كطالب علم، من فهم ما إذا كان للحجب طابع أمني، واجتماعي، وأخلاقي، أو اقتصادي؟ خاصة أن البعد الاقتصادي ليس بالأمر البسيط، ومن الذين لم يستفيدوا من الحجب وكانوا سببًا في إغلاق المسارات بينما استمر البعض في استغلالها لتحقيق مكاسبهم؟ أنتم المقيمون في العاصمة تدركون بلا شك الغاية، لكن الأخبار التي تصلنا غالبًا ما تكون من مصادر غير مباشرة. وإذا كان الحجب أمنيًا، لكان النظام قد التزم بتنفيذه بحزم. ومع ذلك، يبدو أن أيًا من هذه الأسباب لم يكن متوفرًا، وأن حديثكم ودعمكم للحجب الذكي كان موقفًا صائبًا”. كما أفصح “أن بعض الصفحات في المنصات الإلكترونية تغلق فور ظهور صورة لشهيد المقاومة، وهو ما يمثل نوعًا من الحجب الذكي. ويبدو أن مصممي هذه الأنظمة يسعون لفرض قيود تخدم مصالحهم الخاصة.
وأضافت قوله بأنه لو أن هذا الأسلوب ركّز على حجب المنافذ غير الأخلاقية والمناهضة للدين فقط، مع الحفاظ على المحتوى العلمي المفيد الذي يُنمّي الفكر الأكاديمي، لكان ذلك تحولًا إيجابيًا ومباركاً.
لا تقييد مطلق ولا حرية مطلقة
وأكد ملك حسيني أنه لا يجب أن يكون هناك تقييد مطلق أو حرية مطلقة، بل ينبغي أن يكون التقييد ذكياً ونسبياً، وما يؤلم هو أننا بدلاً من تطوير هذا الفضاء بمستخدمين أذكياء ومتدينين، أصبحنا نمنع بعض المستخدمين الفاعلين، وهذا يمثل خطراً كبيراً. كالذي يسحب سيف صديقه بينما كلاهما يحمل سيفاً. يجب أن نكون في مجال الاتصالات الرقمية مثل المقاتل الذي يملك سيفاً حاداً وأسلحة نارية قوية، وأن نطور مستخدمين فعالين في هذا المجال”.
كل شيء أغلقناه، فُتح بعزم الزمن
وأردفت الصحيفة قوله: “كلما نظرت إلى الوراء، اكتشفت أن كل شيء أغلقناه، أعاده الزمن بقوة. ففي الماضي، حكمنا على الراديو بالتحريم، ثم فُتح، وبعد الثورة تم منع أجهزة الأقمار الصناعية، ثم استخدمت أيضًا، ما أردنا حدوثه لم يحدث، والعالم في حالة تغيير مستمر، ويمكننا استثمار هذه الاتصالات في تدريب أشخاص نشطين”.
وصرح حسيني بأن العدو لن يتوقف عن التقدم، فكل يوم يدخل الساحة باستخدام أدوات جديدة. أما التكنولوجيا، فهي تسير قدماً بلا توقف، ولا يوجد فيها تراجع أو ركود. ومع الذكاء والحنكة التي يتحلى بها شبابنا، والتي يعتقد البعض أنها تفوق غيرها في العالم، يمكننا الاستفادة من هذه الساحة بشكل فعال”.
وأضاف قائلاً: “كطالب علم، يعتقد بعض الناس أننا لا نزال في الحجرات، فإنني لا أوافق على استخدام التكنولوجيا بشكل كامل. ففي كثير من الأحيان، يتحدث المسؤولون في خطبهم عن ضرورة جلب أحدث أدوات التكنولوجيا، بينما استخدم الآخرون تلك الأدوات بشكل تدريجي. وفي بعض الحالات، يقوم المسؤولون بإحضار أدوات تلتهم وظائف 200 عامل، دون التفكير في هؤلاء العمال”.
وواصل الحديث مؤكداً أن” أولئك الذين يتقدمون تدريجياً استخدموا أدوات كانت موجودة في الماضي، أما نحن فننتقل بسرعة من مرحلة إلى أخرى، وفي هذا الانتقال يُستبعَد العديد من الأشخاص. إذا كانت التكنولوجيا تؤدي إلى استبعاد البشر، فهذا ليس صحيحًا، ويجب العمل على إيجاد التوازن”.
وأقرَّ أن” تقنيات الاتصال لا تهدف إلى إلغاء الإنسان، بل إلى خلقه، حيث تجمع العديد من الأفراد في نفس الوقت، بفضل سرعة التطور التكنولوجي، تجمع هذه التقنيات الناس بسرعة هائلة”.
المنطقة بحاجة إلى تأسيس بنية تحتية تدعم تطور الاتصالات
عبر ملك حسيني عن مشكلات المنطقة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قائلاً: “المنطقة بحاجة إلى بنية تحتية تسهم في تطور الاتصالات، فاليوم، الهاتف الثابت يختفي تدريجياً من المجتمع، ومن الضروري تطوير الهواتف المحمولة لتفادي تأثير الكوارث الطبيعية على الاتصالات، وهذا يتطلب جهوداً جماعية منكم ومن زملائكم، وبالتأكيد، جهز المحافظ جميع الموارد اللازمة، وأرجو منكم تقديم الدعم الكامل لتلبية كافة احتياجات المنطقة”.
واختتمت الصحيفة تصريحات ملك حسيني مشيراً إلى حديث من نهج البلاغة حيث قال: “قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): لا تهمل الأشياء الصغيرة بسبب الأشياء الكبيرة، فربما تكون هذه الأمور الصغيرة هي المصدر للأزمات التي تحدث فجأة وعشوائياً”.