لمياء شرف
في ضوء الأحداث والمستجدات السياسية والدبلوماسية الحالية والمتجددة في الشرق الأوسط، ومع تولي الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، بدأت إيران تجربة اتخاذ نهج جديد في إدارة علاقتها مع دول الخليج العربي، خاصة في ما يتعلق بمحاولة تخفيف التوترات مع دول الجوار الخليجي وتحسين العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية.
كما شهدت العلاقات الإيرانية مع المملكة العربية السعودية تطوراً كبيراً، قد يقود طهران للتطبيع مع الرياض، خاصة مع عودة العلاقات بينهما بعد انقطاعها تماماً في 2016 تحت رعاية صينية، بعد توقيع وزيري خارجية البلدين اتفاق تطبيع العلاقات في مارس/آذار 2023، وعودة التمثيل الدبلوماسي بين الجانبين في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
وفي إطار مباركات خليجية لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لتوليه منصب وزير الخارجية لدولة إيران، قال عراقجي خلال اتصال هاتفي مع جاسم محمد البديوي، أمين مجلس التعاون لدول الخليج، إن إيران مهتمة بتحسين علاقاتها الودية والأخوية مع مجلس التعاون وأعضائه، وترى أن العلاقات بين إيران ودول المجلس يجب أن تدخل مرحلة جديدة من التفاهم والتعاون المتبادل.
وأكد الطرفان ضرورة التفاهم والتشاور بشأن التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة، وأضاف عراقجي أن دولة إيران تعتقد أنه يجب أن تدخل العلاقات بين إيران ومجلس التعاون مرحلة جديدة من التفاهم والتعاون المتبادل.
وفي تصريحات سابقة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فور توليه الحكم معرباً عن سياسة حكمه الخارجية، قال إنه يمدّ يد الصداقة والأخوّة إلى جميع الجيران ودول المنطقة، لإطلاق ما وصفها بـ”حركة حقيقية وجادّة في مسيرة التعاون” مع بلاده.
وفي سياق متصل نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، عبَّر دنيس روس، المساعد الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والمفاوض المعني بشؤون الشرق الأوسط، عن اعتقاده أن بزشكيان يمثل موقفاً أكثر برغماتية، وأقل صداماً تجاه الخارج والداخل، إلا أنه استطرد بأن المرشد علي خامنئي سيفعل الكثير لتقييد أجندة بزشكيان الدولية.
يُذكر أن معظم صلاحيات الرئيس الإيراني تقتصر، إلى حد كبير، على القضايا الداخلية. أما خامنئي، باعتباره صاحب الكلمة الفصل، فيتولى اتخاذ جميع القرارات السياسية الكبرى، خاصةً ما يتصل بالشؤون الخارجية، والبرنامج النووي الإيراني.
أما القوة الرائدة الأخرى داخل النظام الإيراني؛ الحرس الثوري، فتتولى الإشراف على جميع الشؤون العسكرية للبلاد. ويخضع الحرس الثوري للمرشد الإيراني، ويملك الاثنان سلطة تقرير متى وكيف يجري استخدام القوة العسكرية، سواء عبر إطلاق العنان لوكلاء إيران داخل العراق وسوريا ولبنان واليمن، أو في تهديد إسرائيل.
وعلى جانب آخر، من هدوء العلاقات السعودية الإيرانية، اعلن السفير السعودي لدى إيران أن بلاده قد تفرج قريباً عن سجناء إيرانيين لديها، في خطوة لترسيخ الاستقرار بين البلدين.