كتبت: لمياء شرف
أثار التقارب الودي بين تركيا والحكومة السورية الجديدة غضبا واستياء في الأوساط الإيرانية، سواء على مستوى الحكومة أو بين السياسيين، فقد اعتُبر هذا اللقاء بين وزير الخارجية التركي والقائد العام للإدارة السورية الجديدة خطوة غير مرحب بها في ظل التوترات الإقليمية الراهنة.
التقى كل من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، والقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الأحد 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، عقد اللقاء في قصر الشعب، القصر الجمهوري بدمشق.
يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين النظام السوري الجديد والدول الأخرى.
وصرح الشرع في أثناء اللقاء بأن حكومته الجديدة ستعمل على جمع الأسلحة وستكون تحت سيطرة الحكومة المركزية، وضمن ذلك الأسلحة التي تسيطر عليها القوات الكردية “قسد” التي تسبب قلقا لحكومة تركيا.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي فيدان في مؤتمر صحفي: “إن السوريين هم وحدهم المسؤولون عن الإطاحة ببشار الأسد”، مخاطبا قادة هيئة تحرير الشام: “هذا النصر لكم فقط وليس لأحد غيركم، سوريا استفادت من فرصة تاريخية مع تضحياتكم”.
وفي مشهد لافت، ظهر القائد العسكري الشرع، بزي رسمي (بدلة سوداء رسمية ورابطة عنق)، عكس الصورة المعروفة عنه، حيث كان يرتدي دائما زيا غير رسمي أشبه بالعسكري.
وتلا هذا اللقاء الرسمي، جلسة ودية بينهما على قمة جبل قاسيون المطل على دمشق، حيث انتشر مقطع لهما على مواقع التواصل الإجتماعي وهما يحتسيان الشاي على قمة الجبل، حيث علق نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، قائلا: “الاستمتاع بالشاي على جبل قاسيون”.
وطلب بعض الحاضرين التقاط صور مع الشرع فاستجاب لمطالبهم، وفق ما أظهرته تلك اللقطات على مواقع التواصل.
وتعليقا على هذا اللقاء، غرد أحد النشطاء الإعلاميين على موقع التواصل الإجتماعي “إكس”، قائلا: “الأتراك يضعون أهمية خاصة للرمزية، ويدركون جيدا تأثير الرأي العام”.
وتابع: “في هذا الإطار، قام إبراهيم كالن، رئيس المخابرات التركية، بزيارة الجامع الأموي في دمشق، بينما جلس فيدان لتناول الشاي مع أحمد الشرع على قمة قاسيون، مستمتعا بإطلالة على دمشق.
وتوقع أن تظهر قريبا صورة جديدة ومثيرة للاهتمام للرئيس أردوغان في العاصمة السورية “دمشق”.
وتحت تعليق “مقهى الجولاني” سخر رواد التواصل الاجتماعي الإيرانيون على اللقاء، معلقا أحدهم: “قريبا سيتناولون القهوة الجنائزية”.
وعلق آخر: “هم الآن في شهر العسل.. متى تبدأ الحرب؟!”.
وفي سياق متصل، أشارت وكالة الأنباء التركية الرسمية “الأناضول” إلى التغيير الكبير الذي شهدته دمشق خلال 22 يوما، بنشر صورتين جنبا إلى جنب؛ صورة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمخلوع بشار الأسد قبل 22 يوما، حيث التقيا في دمشق، وفي المكان نفسه صورة لالتقاء وزير الخارجية التركي والقائد العام للحكومة الجديدة أحمد الشرع.
وفي سياق متصل، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، في أثناء احتفاله بذكرى مولد السيدة فاطمة، الأحد 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، إلى التمرد والخروج على الحكومة السورية الجديدة، قائلا: “أتوقع ظهور فئة شريفة قوية أيضا في سوريا”.
وتابع: “إن الشاب السوري ليس لديه ما يخسره، فجامعته غير آمنة، ومدرسته غير آمنة، وبيته غير آمن، وشارعه غير آمن، وحياته غير آمنة، ماذا عليه أن يفعل؟”.
ووصف أحداث سوريا الأخيرة بعد سقوط بشار الأسد وتولي جبهة تحرير الشام وفصائل مؤيدة لها الحكم الجديد في سوريا، أن ما حدث ما هو إلا “انفلات أمني”، داعيا إلى ضرورة الوقوف “بكل قوة وإصرار” ضد من نفذه.
وأكد خامنئي أن المسؤولين عما وصفه “بالانفلات الأمني” “سيهزمون”، في إشارة منه إلى أن المنطقة ستتعافى قريبا وسيكون الوضع أفضل.
وفي سياق تعزيز الحكومة السورية الجديدة لعلاقتها الدولية، يجري الاثنين 23 ديسمبر/كانون الأول 2024، وزير خارجية الأردن مباحثات مع أحمد الشرع في دمشق.
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية، أن وزيرها أيمن الصفدي يجري مباحثات “موسعة” مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا. يأتي ذلك ضمن زيارة رسمية للعاصمة السورية غير معلنة المدة.