كتبت/ يسرا شمندي
لم يكن للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان دور سياسي في الحكم منذ أن كان وزيراً للصحة خلال آخر رئاسة إصلاحية لإيران في أثناء حكم محمد خاتمي، قبل 19 عاماً، ومنذ ذلك الحين، واجه الإصلاحيون قيوداً في كل الانتخابات الرئاسية التالية، ومن الواضح أن بزشكيان لم يكن المرشح المثالي للإصلاحيين أنفسهم، ولكن عندما أدرك الإصلاحيون أن فرصتهم ضئيلة هذه المرة، استغلوا هذه الفرصة بكل قوة، ووقف الإصلاحيون ضد “التيارالأصولي المتشدد” وأصبح بزشكيان رئيساً، حسبما يرى الناشط السياسي والإعلامي الإصلاحي عباس بازوكي، وفقاً لمذكرة له نشرها موقع “عصر إيران” بتاريخ 4 سبتمبر/أيلول، جاء فيها:
بعد هزيمة الأصولي سعيد جليلي في المنافسة مع بزشكيان، أطلق الإصلاحيون على الحكومة الـ14 اسم “حكومة الوفاق الوطني”، بل حاولوا البقاء مخلصين في تشكيل الحكومة، ومع ذلك، يبدو أن مفهوم توافق الآراء نفسه يحتاج إلى دراسة وتحليل؛ حتى لا نقع في مشاكل في منتصف الطريق، وبسبب عدم وجود مبادئ مشتركة واتفاق مع مؤيديها، فإن الحكومة ستواجه تحديات قريباً.
ويمكن القول في الشهر الأول من رئاسة بزشكيان وبعد تقديم مجلس الوزراء، واجه بزشكيان تحدياً كبيراً مع مؤيديه، ولحسن الحظ، بسبب الإدارة السليمة، تمكن من المرور بأمان، ولكن نظراً إلى أن هذه القضية لم يتم الاتفاق عليها مع المؤيدين، فقد تواجه الحكومة مشاكل أكثر خطورة في منتصف الطريق، لذلك يبدو أن النقاش حول مفهوم “الوفاق الوطني” نفسه يمكن أن يكون فعالاً.
ويضيف بازوكي: يتم حالياً تشكيل “الوفاق الوطني” على مستوى الشيوخ والحكام، وهو حدث مبارك، لكن يجب أن تكون الحكومة الـ14 قادرة على تحويل هذا الوفاق إلى توافق بين الشعب والحكام، وكذلك التوصل إلى اتفاق مع مؤيديها على مبدأ، وهذه فرصة ذهبية وفريدة للإصلاحيين والنظام لتجاوز مشاكل الماضي، لكن حتى يتحقق ذلك هناك عدة شروط:
1- يجب على الإصلاحيين أن يرسموا الحدود بجدية وشفافية مع المخربين وألا يسمحوا لهم بالوصول إلى قاسم مشترك معهم، لأن الإصلاحية بالأساس هي في إطار النظام، ولذلك يجب أن نعلن بشكل نهائي بلغة واضحة ومدوية، أننا نريد القيام بالإصلاحات في إطار هذا النظام، ولا نسعى إلى تغيير النظام ومرافقة المخربين بأي شكل من الأشكال.
2- عندما نقول إننا نسعى إلى إجراء إصلاحات في إطار هذا النظام والدستور، فإننا بالتأكيد نقبل مبادئ النظام والدستور، وأحد هذه المبادئ هو قيادة المرشد الأعلى، ويمكن أن يختلف الإصلاحيون مع المرشد الأعلى في بعض الحالات، وهو أمر طبيعي ومقبول، لكن الحفاظ على كرامة واحترام موقف قيادة النظام هو مبدأ لا يمكن العزوف عنه.
3- يجب على الإصلاحيين أن يقولوا مرة واحدة وإلى الأبد، إنهم سيشاركون في جميع الانتخابات، وأن يوقفوا المراهنات والتحديات في ما بينهم؛ لأنها تعدُّ من بين الأسباب الرئيسية للانخفاض الحاد في نسبة المشاركة والهزيمة في انتخابات المجلس الـ11 والـ12، فضلاً عن الانتخابات الرئاسية الـ14 المحفوفة بالمخاطر، لذلك ينبغي لهم أن يشاركوا في الانتخابات، وبعد ذلك يمكنهم أن يرفعوا انتقاداتهم حول الطريقة التي أجريت بها الانتخابات، لأن استراتيجية المراهنات مع الانتخابات كانت في المقام الأول على حساب الإصلاحيين أنفسهم.
4- يجب أن يكون هناك تغيير أجيال في القيادة بين الإصلاحيين، ولسوء الحظ، هناك بعض الإصلاحيين ارتكبوا أخطاء استراتيجية منذ بداية الثورة لم يعتذروا قط، لكن على الشباب الإصلاحي أن يدفع ثمن أخطائه دائماً.
وفي النهاية أقرَّ بازوكي في مذكرته: “إننا لدينا جيل من الإصلاحيين الذين ينصحون النظام بأكمله بأن يكون متجدداً، لكنهم هم أنفسهم ليسوا متطورين داخل حزبهم ومنظمتهم وجبهتهم، وإذا أرادوا أن يتطوروا، فهم ينصِّبون أبناءهم في الحزب، وهذا يدل على أن هذا الجيل احتكاري ومُحب للسلطة وغير إصلاحي”.