كتبت: لمياء شرف
أصدرت المحكمة الابتدائية بإيران حكما بالإعدام على ثلاثة متهمين بقتل العالم النووي محسن فخري زاده، الملقب بـ”أبو القنبلة النووية”، الذي تم اغتياله قبل أربعة سنوات.
أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية، أنه صدر حكم الإعدام من المحكمة الابتدائية، بحق الأشخاص الذين أطلقوا عليهم اسم “موردي المعدات الإرهابية”.
وقال الناطق باسم السلطة القضائية، أصغر جيهانغير، في مؤتمر صحفي بطهران: “تمت الإجراءات القضائية لهؤلاء الأشخاص الثلاثة في محكمة أرومية، وحكم عليهم بالإعدام في المرحلة الأولية، والقضية حاليا في مرحلة الاستئناف”.
وأفاد جهانغير بأن المعتقلين هم “ثلاثة جواسيس” يعملون لصالح إسرائيل، ضمن الثمانية الذين اعتقلوا في مقاطعة أذربيجان الغربية.
وأضاف أن المتهمين اتخذوا تهريب الكحول غطاء لنقل المعدات الإرهابية لتنفيذ العملية.
من هو فخري زاده؟
العالم محسن فخري زاده، رئيس منظمة البحث والابتكار بوزارة الدفاع الإيرانية، قُتل في 7 ديسمبر/كانون الأول 2019.
عمل زاده ضابطا في الحرس الثوري الإسلامي، وكان اسمه مدرجا في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، والذي لعب دورا مهما في المجال النووي منذ عام 2000.
قُتل فخري زاده بـ13 رصاصة في أثناء سفره مع زوجته و12 من حراسه الشخصيين.
بعد قرابة العام من اغتياله، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” تفاصيل عن الحادث، الذي وضح أن الموساد الإسرائيلي متورط في تنفيذه، وقالت الصحيفة إنه تم استخدام روبوت قاتل في عملية الاغتيال.
واستنادا إلى مقابلات مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وإيرانيين، بينهم مسؤولان استخباراتيان مطلعان على تفاصيل التخطيط للعملية وتنفيذها، فإن عملية الاغتيال تمت باستخدام “البندقية الذكية” التي تعمل عن بعد “آلاف الكيلومترات”، مشيرة إلى أن أجزاء البندقية ذات الذكاء الاصطناعي تم تجميعها وجاهزة داخل إيران.
وفي تقرير لصحيفة “جويش كرونيكل” البريطانية، قالت إن محسن فخري زاده قُتل بسلاح خاص يزن طنا أطلقه الموساد، وتم تهريب السلاح إلى داخل إيران أجزاء منفصلة، موضحةً أن الفريق الذي عمل على اغتياله يضم أكثر من 20 جاسوسا، يتألف من مواطنين إسرائيليين وإيرانيين، عملوا طوال ثمانية أشهر لتنفيذ هذه العملية.
اتفقت رواية الصحافة الغربية مع الرواية الإيرانية الرسمية حول حادثة اغتياله، وكتبت وكالة أنباء فارس الإيرانية في تقرير لها، أن إطلاق النار على سيارة محسن فخري زاده تم باستخدام “أسلحة آلية”، وأنه لم يكن هناك أي عامل بشري في مكان الاغتيال.
الموساد الإسرائيلي
قبل عامين ونصف العام من حادثه اغتيال زاده، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي،ب نيامين نتنياهو، عن “فخري زاده” وقال: “تذكروا هذا الاسم”.
وتحدث رئيس الموساد في تصريحات سابقة، عن الباحث النووي محسن فخري زاده، الذي اغتيل على طريق خارج طهران، في هجوم اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراءه.
ولم يؤكد كوهين أو ينفِ ضلوع إسرائيل في مقتل العالم النووي الإيراني، لكنه أشار مع ذلك إلى أن فخري زاده كان هدفا لسنوات، وأن معرفته العلمية كانت مثار قلق الموساد.
وقال كوهين في إشارة إلى “زاده”: “كلّ من يمثّل تهديدا محتملا لمواطني إسرائيل يجب ألا يكون على قيد الحياة”.