مراسل “زاد إيران” بطهران: مصطفی أفضل زادة
التقى “زاد إيران” الخبير الإيراني حسن هاني زادة للحديث حول تداعيات الضربة الاسرائيلية على إيران، وما الدول التي شاركت مع إسرائيل في ضرب إيران
حسن هاني زادة، هو خبير في قضايا غرب آسيا، ومتخصص في السياسة الدولية وشؤون الشرق الأوسط
یُقال إن الهجمات التي شنتها إسرائیل قبل يومين على إيران كانت محدودة الأثر، ما رأیك في ذلك؟
الكیان الصهیوني خطط منذ أسابیع لشن هجوم واسع على المنشآت النوویة والنفطیة، إضافة إلی البنی التحتیة لإیران، وهذه العملیة كانت في الواقع عملیة واسعة النطاق وشارك فيها 40 طائرة حربیة إسرائیلية، والهجوم تم إجراؤه بعد أسابیع من التخطیطات والتنسیقات مع الولایات المتحدة، ولكن رد فعل الأنظمة الدفاعیة المتقدمة جدا للجمهوریة الإیرانیة، أدی إلی عدم وصول الكیان الصهیوني إلی أهدافه في هذه العملیة، ولم تتمكن طائرات هذا الكیان من إسقاط قنابلها على بعض الثكنات المحيطة بطهران والمحافظات الحدودية الإيرانية إلا في أثناء الهروب.
وهذا الهجوم الفاشل علامة على الهزيمة الكبرى للقوة الجویة الصهيونية، والتي كانت متوقعة بالطبع، رغم أن هناك بعض الآراء تؤكد أن هذه القوة الجویة أفضل قوة جویة في المنطقة، وأن إسرائيل لديها مئات الطائرات التي يمكنها استهداف أي نقطة في المنطقة، ولكن رد فعل المناسب للدفاع الجوي الإيراني أدی إلی هزیمة الكیان الصهیوني، وهذا یظهر أن لإیران نظاما دفاعيا قويا، وهذه العملیة التي خطط الإسرائیلیون لها كثیرا تحولت إلی انتصار لإیران وهزیمة للكیان الصهیوني.
ما سبب تظاهر أمریكا بعدم الرغبة في هجوم إسرائیل علی إیران ومن ناحیة أخری مرافقة الكیان في هذه العملیة؟
أغلبیة المساعدات المقدمة لطائرات الكیان الصهیوني كانت من جانب الأمریكیین وأساطیلهم الحربیة في المنطقة. التشویشات التي أرسلتها الأساطیل الأمریكیة إلی الرادارات الإیرانیة تظهر أن هناك تنسیقا تاما بین العراق والأردن وأمریكا والكیان الصهیوني، وهو ما كان بعیدا عن التصورات. ومن الطبیعي أن إیران ستقوم بالرد اللازم ولكن وقوف العراق والأردن بجانب الكیان الصهیوني وتمهید التسهیلات اللازمة لدخول الطائرات الإسرائیلیة في سماء إیران یدلان علی وجود مؤامرة مشتركة إقلیمیة وأمریكوصهیونیة ضد إیران. ومن حسن الحظ، تم القضاء علیها مع الیقظة ورد الفعل في الوقت المناسب من الدفاع الجوي الإیراني.
هل ترى أن إيران سوف تقوم بالرد على العملية الإسرائيلية؟ وإذا حدث ذلك فكیف سیكون؟ وفي أي مستوی، وفي أي ظروف؟
في الواقع سترد إیران الرد اللازم المناسب لعملية الكيان الصهيوني ضد أراضيها، وسوف تحدد لذلك، الوقت والمكان المناسبين، ولكن یجب أن تكون الظروف مناسبة .
ومن الطبیعي أن محور المقاومة له الید العلیا في المنطقة حالیا، ولكن إیران تترصد الفرصة التي تناسب الرد اللازم على مغامرة الكیان الصهیوني. مع مراعاة الظروف الإقلیمیة والظروف الداخلیة والوضع العالمي، فكل هذه العوامل مؤثرة بالتأكید، علی أخذ القرار النهائي الإیراني.
برأیكم، ما الخیارات التي لدى إیران للرد المحتمل علی هجوم إسرائیل؟
الخیارات تكون عادةً صاروخیة أو بالمسیرات وبالتزامن معها فتح الجبهات ضد الكیان الصهیونی في العراق ولبنان والیمن، وبطبیعة الحال یتمتع محور المقاومة بقدرة عالیة للرد علی هذه الاعتداءات.
یقال إن عملیة الوعد الصادق 2 التي كانت بهدف الانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعیل هنیة، جرت متأخرة، ولو نفذت هذه العملیة في وقت أسبق، لما امتلكت إسرائیل الجرأة علی اغتیال قادة المقاومة والاعتداء علی لبنان.. ما رأیكم في هذا؟
بعد اغتيال إسماعیل هنیة، كانت إیران تنوي الرد الساحق علی إسرائیل، ولكن أمریكا والدول الأروبیة وحتی دول إقلیمیة كالسعودیة ومصر والأردن والعراق وقطر أرسلت رسائل إلی إیران، مضمونها أنه وفقا للظروف الإقلیمیة لو شنت إیران هجوما علی إسرائیل، تصل المفاوضات بین إسرائیل والفصائل الفلسطینیة إلی انسداد، وبما أن إیران كانت تسعی لوقف إطلاق النار في غزة أخرت الرد.