كتب: محمد علي
قال مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً، خلال لقاء جمعه مع رؤساء التيارات الأصولية، إنه كان من المفترض أن نواصل الترشيحات الوزارية وفقاً لمعايير اختيار، وأولئك الذين يعترضون عليها يمكنهم إضافة معيار أو حذف آخر، وإذا كانت المعايير صحيحة، فيجب اختيار الأشخاص بناءً عليها.
وحسب تقرير نشرته وكالة شبكة شرق الإيرانية، الخميس 29 أغسطس/آب، فقد صرح الرئيس الإيراني بأنه “إذا كنا متّحدين، ولو حتى ببرنامج ضعيف، فسنتمكن من حل المشكلات، ولكن إذا كان لدينا برنامج قوي لم نكن على وفاق، فللأسف لن نتمكن من تحقيق أهدافنا، إن وجودكم هنا من فضل الله على تلك الأمة”، وأضاف: “لقد تعاونتم جميعاً خلال هذه الفترة لجعل الناس يقبلون على صناديق الاقتراع، لقد قلت مراراً وتكراراً إنني جئت لأنني رأيت النظام في خطر”.
وأشار خلال حديثه، إلى أن الانتخابات الرئاسية في الدورات السابقة كانت عادةً ما تكون مصحوبة بالحماسة، وكان الناخبون يجلبون بعضهم بعضاً إلى صناديق الاقتراع، ولكن للأسف، في هذه الدورة، كانت هناك دعوات واسعة لمقاطعة الانتخابات.
وأضاف بزشكيان أنه “في الجولة الثانية من انتخابات البرلمان، شارك فقط 8% من الناخبين، وهذه المشاركة القليلة كانت خطيرة للغاية. ولو كانت المشاركة في الانتخابات الرئاسية بهذا الشكل، لكانت ستتعقد الظروف ويتم التشكيك في النظام بأكمله”. وأكمل أنه “في هذه الظروف، قال لي البعض: لماذا تقول إنك جئت لجعل الناس يأتون إلى صناديق الاقتراع؟ إن الأمر يبدو كما لو أنك لم تأتِ لتصبح رئيساً، لكنني كنت أعتقد أنه إذا جاء الناس، فسأصبح رئيساً، لذا كان يجب أن يأتي الناس إلى صناديق الاقتراع”.
وأشار إلى أن الناس لم يصوتوا للعقلية الضيقة والمتسلطة، فقال إنه “بالنظر إلى الظروف، كان يمكن ألا أكون رئيساً؛ لأن هناك من كان لديه دعم ثابت. ولكن بفضل الله، جاء الناس إلى الساحة ولم يصوتوا لهم”. ووضح: “كانت هذه الجماعة ذات نظرة ضيقة وفكر متسلط، ورأوا فقط مجموعة واحدة وجناحاً واحداً، وكانت نتيجة نشاطهم تدهوراً مستمراً في جميع أمور البلاد، وكان حتى أولئك الملتزمين بالنظام، وحتى الثوريين، يتراجعون”.
وصرح بأنه “عندما لا يقبل هذا الطيف أشخاصاً مثلنا، فكيف سيتقبلون الآخرين؟ لكن النقطة هي أنه حتى إذا لم يكونوا في الساحة، فإن البلاد لن تدار، لأن الواقع هو أن البلاد لا تُدار بي وحدي، وهذه النقطة واضحة تماماً. لهذا السبب، أعلنت أنه يجب أن تكتبوا الخطابات وتجمعوا الأشخاص”.
وأكد أهمية استخدام الأفكار والتوجهات المختلفة، وقال: “كان من المفترض أن نواصل العمل وفقاً للمعايير، وأولئك الذين يعترضون عليها يمكنهم إضافة معيار أو حذف آخر، وإذا كانت المعايير صحيحة، فيجب اختيار الأشخاص بناءً عليها. لقد قلت لجميع الأشخاص، وضمن ذلك السيد قاليباف، ورضائي وحتى جليلي، فلتقدموا مرشحيكم. إذا كنت تعتقد أن معياراً ما ضعيفاً، فقدّم معياراً آخر لنضيفه. بناءً على هذه المعايير، سنجمع الجميع ونختار الأفضل بينهم، بهذه الطريقة ستكون لدينا خيارات متعددة”.
وأشار الرئيس إلى أن الأشخاص سيُختارون بناءً على المعايير، وأوضح: “نظراً إلى أننا لم نعيّن الأشخاص وفق نظام محدد خلال السنوات الأربعين الماضية، فقد واجهنا مشاكل عديدة، ولكن في الفترة الجديدة، نريد اختيار الأشخاص بناءً على معايير محددة. عندما قلت إنني لست حزبياً، فهذا لا يعني أن الحزب لا يجب أن يكون موجوداً، بل العكس، يجب أن يكون الحزب موجوداً، فالتنمية الاجتماعية تتحقق بوجود الأحزاب. يجب علينا أن نفهم لغة بعضنا البعض وكذلك لغة العالم، يسألونني لماذا لست حزبياً؟ لم أنضم إلى أي حزب؛ لأنني لم أرَ أي حزب لديه برنامج. يجب أن يجتمع مجموعة من الآراء والأشخاص في الحزب ويعلنوا أنه إذا وصلنا إلى السلطة، فسننفذ هذه السياسة التعليمية أو الصحية أو الخارجية في هذا البلد”.
وبخصوص الانتقادات التي تطال بزشكيان وحكومته لعدم وجود برنامج حكومي ثابت، فقد دافع عن ذلك قائلاً: “لقد قلت في الانتخابات إن برنامجي هو السياسات العامة للقائد الأعلى. وقال لي البعض في الانتخابات إنك لا تملك برنامجاً، ولا يمكنك تقديم تعريف للبرنامج، ولكنني أعلم جيداً ما هو البرنامج. لقد رأيت وأدرت دورات مختلفة في إنجلترا وأمريكا وسويسرا وغيرها، لذا أعلم ما هو البرنامج. ولكن كيف كنتم تكتبون برنامجاً لمنظمة من خارجها؟ في أي مكان في العالم يكتبون برنامجاً من خارج المنظمة للداخل؟ وهل هذا ممكن بحال؟ على الأقل قدموا مرجعاً أو كتاباً واحداً، لقد كان من قبلي يعدون الناس بوعود لا تتناسب وحجم الاقتصاد الحالي، وقد رأينا أنهم فشلوا في تحقيقها”.
وأضاف بزشكيان: “تبدأ مشكلة بلادنا من هذه النقاط البسيطة، عندما لا نعمل وفقاً للعلم ونتحدث بلا أساس ومبدأ. نقول أموراً لكسب الأصوات دون اعتبار لما إذا كان يمكن تحقيقها أم لا. لقد تعرضت لضغوط كبيرة لأقول أشياء من أجل كسب الأصوات، ولكنني لم أقدم وعوداً”.
وبخصوص اتخاذ القرارات بناءً على الظروف، فقال: “أعتقد أنه يجب اتخاذ القرارات بناءً على الظروف. لا يمكن تغيير القوى العاملة وسلوكيات الناس ببساطة. يجب أولاً التخطيط ثم اتخاذ القرار. إذا اعتقد البعض أنهم يمكنهم إملاء القرارات عليّ، فهم مخطئون. لقد حددت معايير وسنتخذ القرارات بناءً عليها”.
وأكد الرئيس المنتخب أنه “عندما نقرر القيام بشيء، يجب أن نتحدث ونتصرف وفقاً لذلك الهدف والطريق. بشكل عام، يجب أن نسير في ذلك الطريق، وإذا كان أحدهم لا يريد، فعليه أن يبتعد. أعتقد أنه يجب أن نتصرف وفقاً للقانون، الذي هو الميثاق المشترك، ونتخذ القرارات معاً. إذا كان هناك من لا يوافق، فيجب أن يبتعد. وإذا أردنا تغيير قانون، فيجب أن نستعين بالخبراء”.
وفي ما يتعلق بالنمو الاقتصادي بنسبة 8% دون علاقات خارجية، فقد أوضح بزشكيان أنه “وفقاً لأي أدلة علمية يقول البعض هذا الكلام؟ لقد مر أكثر من ألف وأربعمائة عام منذ مجيء الإسلام ولدينا القرآن، ولكننا لا نطبق هذا القرآن الذي هو كلام الله، ومع ذلك، بمجرد أن تقترب الانتخابات، يقول البعض إنهم سينفذون هذا البرنامج وسيحققون تلك النتائج. هناك فجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق. إن الحديث بهذه الأشياء سهل، ولكن عند التنفيذ ندرك أن الأمر ليس بتلك البساطة. الإصلاح له معنى واضح، ولكن سبب إنشاء كل هذه الأحزاب هو أن الجميع يريد أن يصبح رئيساً ويخوضون الصراعات لأجل ذلك، وعندما لا يتمكنون من التوصل إلى تفاهم مشترك، يقوم كل منهم بتأسيس حزب خاص به”.