كتبت: أسماء شاكر
بعد الهزائم المتتالية التي تلقها التيار الأصولي، بداية من خسارة جليلي، المرشح الأصولي للانتخابات الرئاسية أمام مسعود بزشكيان المرشح الإصلاحي تارة، وحصول حكومته على التأييد المطلق من البرلمان تارة أخرى، فقد دب الصراع والفرقة بين أعضائه، بينما يتحدث عضو من تيار الثورة عن الخلافات بين أعضاء التيار وتشكيل تيار جديد، لا ينفي عضو آخر من هذا التيار هذه القضية فحسب، بل يقول إنه لم يسمع شيئاً عن تشكيل تيار جديد.
فوفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء خبر أونلاين بتاريخ 31 أغسطس/آب 2024، فإن الفرقة التي ضربت معقل الأصوليين في البرلمان الثاني عشر كانت متوقعة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات في 1 مارس/آذار، ورغم أنهم جميعاً كانوا تحت لواء تيار الثورة، فإن شكوك الخلاف والانقسام بين الأصوليين ظلت قائمة حتى برزت أثناء تصويت التأييد على حكومة بزشكيان.
وقد أكد هذا الأمر جبار كوتشكي نجاد السياسي الأصولي، وهو أحد الشخصيات المقربة من قاليباف، رئيس البرلمان، وعضو تيار الثورة وممثل أهالي رشت في البرلمان الإيراني. فقد أعلن في حوار مع وكالة أنباء خبر أونلاين عن “تشكيل تيار جديد داخل البرلمان”. وكان ضمن إحدى النقاط التي أثارها، عدم عضوية قاليباف في التيار الجديد والاختلاف بين الأصوليين الحاضرين في البرلمان.
وفيما يلي، حوار كوتشكي كامل مع شبكة خبر أونلاين الإيرانية:
***
سيد كوتشكي نجاد، إن تصويت التأييد لوزارة الحكومة الرابعة عشرة يشير إلى أن أعضاء تيار الثورة لم يعملوا بشكل موحد، فما هو تقييمكم؟
– إن تيار الثورة تحت مسمى الأصوليين الموجودين في البرلمان له وجهتا نظر، المجموعة الأولى قريبة من المعتدلين الذين يشكلون جمهوراً مقبولاً، وبعضهم ضد هذا الرأي. في بداية تشكيل تيار الثورة كان توقعنا مبنياً على أن هذا التيار لن يكون منسجماً في المناقشات السياسية الخاصة به، ولهذا السبب أعتقد أنه سيتم تشكيل تيار جديد في البرلمان باسم التيار الثوري.
الأصوليون في البرلمان يختلفون في ما بينهم ولا يستطيعون الوقوف جنباً لجنب:
– يبلغ عدد أعضاء هذا التيار الجديد نحو 100 شخص، وربما ينقسم البرلمان الثاني عشر إلى 3 تيارات كما حدث عندما كان لاريجاني رئيساً للبرلمان، حيث كان هناك 3 أقسام من الأصوليين والمعتدلين والإصلاحيين، وتقريباً كانوا يشكلون المجتمع، والمتوقع هو أن وجهات النظر داخل تيار الثورة حول القضايا السياسية والدينية والخارجية والداخلية والاقتصادية لن تكون متوافقة، ولا يمكنهم الوقوف بجانب بعضهم البعض طالما هناك اختلافات.
“أنا سأبقى عضواً في تيار الثورة“
إلى أي تيار ستنضم؟
– كنت منذ البداية- وما زلت- عضواً في تيار الثورة. التيار الجديد الذي سيتشكل، هل سيتشكل من الفريق القريب من جليلي وأعضاء جبهة الصمود، الذين هم أيضاً متطرفون، أم من الفريق القريب من قاليباف؟ إنهم ليسوا متطرفين، على أية حال، هؤلاء الناس لديهم آراء سياسية خارجية وداخلية واقتصادية وثقافية، وبالمناسبة، هم معتدلون في آرائهم السياسية.
أعضاء جبهة الصمود هم أعضاء في التيار الأصولي الجديد: هل يعني هذا أن أعضاء جبهة الصمود سيصبحون أعضاء في التيار الجديد؟
– إن جبهة الصمود جزء من هذا التيار، ولكن ليسوا جميعهم أعضاء في جبهة الصمود.
قوة سياسية جديدة في البرلمان:
بناءً على ذلك، أيمكن القول إن القوة السياسية في البرلمان قد أخذت شكلاً جديداً؟
– بشكل عام، ما تم تشكيله ربما لا يطلق عليه ذلك الاسم، لكن الاجتماعات تظهر أن هذا التيار الجديد قد تشكل.
من اقترح فكرة التيار الجديد؟ وهل تم تحديد رئيس هذا التيار؟
– اجتمعت مجموعة من الأصدقاء وشكلت تيارا جديداً، لكن لم يكن هناك كثير من النقاش حول من سيتولى المسؤولية، لكنهم متناغمون تقريباً مع بعضهم البعض في المواقف السياسية، ويبلغ عددهم نحو 100 أو 110 عضو.
متى سيعلن التيار الجديد عن وجوده رسمياً؟
– لا أعلم. بعد العطلة يجب أن نحلل ما حدث في تصويت التأييد، ونرى ما هو الإجراء الذي يجب أن نتخذه.
قاليباف حالياً عضو في تيار الثورة، هل سينضم إلى التيار الجديد أم سيبقى في التيار نفسه؟
– قاليباف يلعب دور لاريجاني في البرلمان.
التصويت السلبي لبعض الوزراء مثل ظفرقندي وصالحي أميري وميدري كان أكثر من وزراء آخرين، هل هذا يعني أن الوزراء الذين حصلوا على أصوات سلبية، استجوابهم سيكون أقرب؟
– لا، إذا كان أداء الوزراء جيداً، فسيتم دعمهم بالتأكيد.
أعلى ذلك يمكن اعتبار أن التصويت السلبي لا يؤثر على الاستجواب المبكر؟
– لا.
سليمي: لن ينقسم أبناء الثورة
إن ادعاء جبار كوتشكي نجاد، عضو تيار الثورة، بشأن تشكيل تيار جديد، لا يحظى بموافقة علي رضا سليمي، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني وأحد الأعضاء الآخرين في هذا التيار. حيث نفى في حديثه مع وكالة أنباء خبر أونلاين تشكيل تيار جديد من قبل الأصوليين.
وفيما يلي، بيان حديثه مع شبكة خبر أونلاين الإيرانية
***
السيد سليمي! يبدو أنه خلال جلسة تصويت التأييد، أصبح ما ذكر من عدم وحدة قوى جناح الثورة واقعاً، هل تتفق مع هذا؟
– أنا أعتقد أن أبناء الجبهة الثورية متناغمون ومتَّحدون. ولكن حدثت بعض الأحداث، وقيل إن جميع الوزارات تم تقديمها بالتشاور مع القيادة، مما أثر على بعض الأصدقاء. لذلك، لا ينبغي أن يُفهم من هذا أن هناك تفرقاً بين أبناء تيار الثورة، أنا لا أؤيد هذا التحليل.
بطبيعة الحال، قالت القيادة يوم الثلاثاء، إنني أيدت بعض أعضاء الوزارة المقترحة، وأكدت على البعض الآخر، وقلت عن كثيرين إنني لا أعرف ماذا يعني “هذا العدد الكبير” على الإطلاق. على أي حال، كانت الساحة واضحة. ولكن ما قيل في البرلمان كان له تأثير على بعض الناس.
لم أسمع عن تشكيل جناح جديد:
لقد قيل إن تياراً جديداً من تيار الثورة قيد التشكيل، ألديك معلومات حول هذا الأمر؟
– لا، لم أسمع شيئاً عن هذا.
هل تعتقد أنه لم تدخل قوى جديدة بين الأصوليين الموجودين في البرلمان؟
– لا، هذه تحليلات خارجية.