كتب: علي زين العابدين برهام
تصدرت قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات الصحف الإيرانية خلال الأسبوع الجاري، ففي صحيفة “كيهان” الأصولية تقريرا عنوانه “ستظل الجزر الثلاث ملكا لإيران إلى الأبد”، وأضافت أن أعضاء مجلس الشورى الإسلامي أكدوا في بيان لهم، ردا على بيان الاجتماع المشترك لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، أن “الجزر الثلاث كانت دائما إيرانية، وستظل إيرانية إلى الأبد”.

وفي خبرٍ نشرته وكالة أنباء “إيسنا” الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2024،أن محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية، صرّح قائلا: “الجزر الثلاث تابعة لإيران”.
وصرح أيضاً على هامش مراسم تأبين الشهيد نيلفروشان ردا على ادعاء الإمارات ملكيتها هذه الجزر: “يعلم الجميع أن الجزر تابعة لإيران، ولن نتنازل أبدا عن الجزر بأي شكل من الأشكال”.

تناقلت كافة الصحف الإيرانية هذه التصاريح التي أدلى بها محمد رضا عارف، إضافة إلى تصريحات باقي المسؤولين حول ملكية إيران لهذه الجزر.
ونقلت صحيفة “اعتماد أونلاين” تنبيه صحيفة “جمهوري إسلامي” للجهاز الدبلوماسي الإيراني، مفاده: ” لا تتعاملوا مع ملف الجزر الثلاث والخليج العربي (الفارسي، على حد تعبيرها) بشكل مؤقت”. وأردفت موضحةً أنه “في كل مرة يكرر شيوخ الخليج ادعاءاتهم السخيفة ننشغل بهذا الموضوع ليومين أو ثلاثة ونتركه إلى المرة القادمة”.

أما صحيفة “همشهري أونلاين”، فقد نشرت خريطة إنجليزية قديمة تثبت ملكية إيران لهذه الجزر الثلاث. وأوضحت أيضا أن هذه الخريطة قد سلمها الوزير المفوض إلى ناصر الدين شاه القاجاري عام 1888م.
مما نقلته الصحيفة أنه “جدير بالذكر أن هذه الخريطة كانت مفقودة لسنوات في أرشيف وزارة الخارجية، وتم العثور عليها في أثناء بحث تاريخي عن الخليج الفارسي”.


أما صحيفة “شرق”، فقد كان المقال الرئيسي بها اليوم عن هذا الموضوع، فقد كتب كوروش أحمدي (دبلوماسي سابق)، مقالا عنوانه “الجغرافيا السياسية للجزر الإيرانية الثلاث”.
تحدث أحمدي في هذا المقال عن سوء استخدام كلمة “احتلال” من قبل الاتحاد الأوروبي بعد ادعاءات الإمارات، واقترح أنه يجب دراسة القضية من خلال بُعدين: البُعد القانوني، والبعد الجيوسياسي.
بيّن أحمدي أن الجانب الجيوسياسي لهذا الصراع متجذر بين القوة العالمية المهيمنة في الخليج وإيران- باعتبارها القوى الأكبر في المنطقة- ورغم أن هذا الصراع اتخذ شكلا جديدا مع سيطرة إنجلترا على المنطقة في القرن الـ19، إلا أن تاريخه يعود إلى العصر الحديث وظهور البرتغاليين كقوة عظمى.
ثم يعرض تطورا تاريخيا للصراع، ويبين أن عدم الجدية في التعامل مع هذا الملف من الجانب الإيراني، واتخاذ خطوات على الأرض لكيلا يفتح هذا الموضوع مرة أخرى، سيجعل هذا الصراع مستمراً وسيشكل تهديداً للأمن القومي الإيراني.
