كتبت: لمياء شرف
أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني، أول زيارة لمسؤول إيراني من حكومة بزشكيان للعاصمة الباكستانية إسلام آباد؛ لمناقشة مسار العلاقات الثنائية على الأصعدة كافة.
التقى عراقجي مع قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، في أثناء حضوره إلى مقر الجيش الباكستاني في روالبندي، كما حضر هذا اللقاء بعض كبار المسؤولين بقيادة الجيش الباكستاني.
وبحث عراقجي والجنرال منير، حسب وكالة مهر للأنباء، آخر التطورات المتعلقة بالتعاون الدفاعي العسكري والأمني على الحدود المشتركة.
بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الإيراني لباكستان، نفذت الطائرات المقاتلة الباكستانية غارات جوية على مناطق واسعة من سبزكوه “الجبل الأخضر” في باكستان.
وقيل حسب موقع “تابناك”، إن هذه الهجمات كانت مشتركة وتهدف إلى مكافحة الإرهاب، وتعتبر هذه المنطقة هي مقر جماعة جيش العدل.
قصفت هذه القاذفات المقاتلة محيط نيكير ومنطقة بروم ومنطقة غار في سبزكوه، بلوشستان، باكستان.
ووردت تقارير عن هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على هذه المناطق، وكان صوت الانفجارات الناجمة عن القصف الجوي مدويا، وسُمع دوي الانفجارات بعيدا عن المكان.
جيش العدل السني
جماعة إيرانية معارضة مسلحة، تأسست عام 2012 على أنقاض حركة “جند الله” البلوشية عقب إعدام طهران زعيمها عبد المالك ريغي في يونيو/حزيران 2010.
تؤمن الجماعة بالنضال المسلح ضد الجمهورية الإسلامية لاستعادة حقوق البلوش وأهل السنة، وتعد من أبرز التنظيمات المسلحة داخل إيران عموما وفي محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد على وجه الخصوص.
تعتبر جماعة “العدل” نفسها مدافعة عن حقوق الأقلية البلوشية السنية في إيران، التي تزعم تعرضها للتمييز والقمع من الحكومة الإيرانية.
يتبنى جيش العدل نهجا مسلحا، وقد شن عدة هجمات ضد أهداف عسكرية وأمنية إيرانية، مركّزا على المناطق الحدودية بين إيران وباكستان، حيث يتخذ منها مقرا أساسيا.
أزمة دبلوماسية بين إيران وباكستان
تسبب جيش العدل السني في أزمة دبلوماسية بين إيران وباكستان؛ وذلك بعد استهداف إيران مقرين لجيش العدل داخل الأراضي الباكستانية بالصواريخ والطائرات المسيرة في يناير/كانون الثاني 2024.
وردت باكستان بالتبعية بمجموعة من الهجمات بعد يومين، معلنةً استهداف مواقع لتنظيم “العدل” في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية.
وأعلنت الحكومة الباكستانية عن مقتل طفلين وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة الغارات التي نفذتها إيران داخل الحدود الباكستانية، مشيرة إلى أن الغارات الصاروخية غير مقبولة، ومهددة بالانتقام بعد انتهاك أجوائها.
وتدّعي إيران أن جيش العدل يتلقى دعما من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن عدة هجمات على العناصر الأمنية الإيرانية خلال الفترة الماضية.
أثارت هذه التطورات قلقا دوليا، حيث دعت كل من الصين وروسيا الجانبين إلى ضبط النفس وحل النزاع عبر الدبلوماسية؛ لتجنب تصعيد أكبر، كما عرضت الصين الوساطة لخفض التصعيد بين البلدين.
وأكد عراقجي في ختام زيارته، أن المحادثات بين البلدين كانت إيجابية، وتضمنت اتفاقات لمحاربة الإرهاب على الحدود المشتركة. وقال: “إن الجانب الباكستاني يشاطره الرأي نفسه بشأن ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمواجهة الجماعات الإرهابية”.