كتب: محمد بركات
ما زالت الشكوك تحوم حول مصير قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قآاني، وذلك بعد تداول أخبار في وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية عن مقتله في القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت والذي استهدف اغتيال هاشم صفي الدين، المرشح المحتمل لخلافة حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله السابق، وسط صمت إعلامي وحكومي إيراني.
القصة الكاملة:
قالت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر بجيش الاحتلال، إن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ربما يكون قد أصيب أو قتل خلال القصف الجوي على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان في اجتماع مع هاشم صفي الدين، المرشح المحتمل لتولي منصب الأمين العام لحزب الله، وذلك وفقا لتقرير صحيفة هم ميهن الإخبارية الإيرانية بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفقا للتقرير، فقد كان الهدف من القصف الإسرائيلي المكثف الذي استهدف الضاحية الجنوبية في 4 أكتوبر/تشرين الأول هو اغتيال هاشم صفي الدين، المرشح لخلافة السيد حسن نصر الله والمسؤول عن وحدة الاستخبارات بحزب الله، وكان الجنرال قاآني حاضرا في المكان نفسه.
من جهتها، نشرت وكالة مهر الإخبارية الإيرانية تكذيبا لهذا الخبر، وقالت إن مصادر مطلعة نفت هذه المعلومات بعد انتشارها في وسائل التواصل الاجتماعي، وإن تلك الشائعات قد ظهرت بسبب غياب الجنرال قاآني عن صلاة الجمعة في طهران والتي أُقيمت بإمامة المرشد الأعلى، على خامنئي، وذلك وفقا لتقرير الوكالة الصادر في 5 أكتوبر/تشرين الأول.
في الوقت نفسه، كتب محمد مهدي همت، نجل محمد إبراهيم همت أحد قادة الحرس في فترة الحرب العراقية الإيرانية، تغريدة له على حسابه بمنصة إكس قال فيها: “الجنرال إسماعيل قاآني العزيز بصحة جيدة تماما، لا تنخدعوا بألعاب الأعداء الإعلامية التي تدل على ضعفهم”، وذلك وفقا لتقرير موقع خبر أونلاين الإخباري الإيراني في 5 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي الإطار نفسه نشر موقع ميدل إيست نيوز نقلا عن مصدر عسكري إيراني رفيع، نفيا للشائعات المتعلقة بقائد فيلق القدس، مؤكدةً أن الجنرال قاآني بصحة جيدة، وذلك وفقا لتقرير الموقع بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول.
في حين ادعت صحيفة الديلي ميل البريطانية أن الجيش الإسرائيلي قد استهدف قائد لواء فيلق القدس خلال الغارة الجوية الأخيرة خلال اجتماع سري جمع الأخير بهاشم صفي الدين وعدد من قادة حزب الله في مخبئ تحت الأرض، وذلك وفقا لتقرير موقع ديده بان إيران المنشور 6 أكتوبر/تشرين الأول.
كانت المرة الأخيرة التي شوهد فيها العميد قاآني عندما ذهب لتأدية العزاء في مقتل حسن نصر الله بالمكتب التابع لحزب الله في العاصمة الإيرانية طهران، وذلك وفقا لتقرير موقع تابناك الإخباري الإيراني.
من هو إسماعيل قآاني؟
ولد قاآني في العام 1957 بمدينة مشهد الإيرانية، وانضم إلى الحرس الثوري بعد تأسيسه مباشرة في أعقاب الثورة الإيرانية. وخلال حرب إيران والعراق، تولى قيادة الفرقة الخامسة “نصر” والفرقة 21 “الإمام رضا”، كما أمضى فترة في غرب البلاد خلال الصراعات مع إقليم كردستان، حيث تعاون مع قوات الحرس الثوري في تلك المنطقة حتى عام 1980.
في العام 2006، أصبح قاآني نائب رئيس الاستخبارات في هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري، وبعد فترة قصيرة، تم تعيينه نائبا لقائد فيلق القدس. بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس المعروف والذي اغتيل بغارة أمريكية في العام 2020، في بغداد، قام علي خامنئي بتعيينه قائدا لفيلق القدس، وعلى الرغم من أن قاآني خدم لمدة 12 عاما نائبا لسليماني في فيلق القدس، فإن المعلومات المتوافرة عنه كانت محدودة بسبب ظهوره الإعلامي النادر، وذلك وفقا لموقع رويداد 24 الإخباري الإيراني.