كتبت: إسراء محمد علي
في الوقت الذي يطلق فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يد سياسة الضغط القصوى العدائية ضد الشعب الإيراني ويهدد بقصف المنشآت النووية الإيرانية ما لم توافق طهران على الاتفاق النووي، ويضع الإيرانيين على قائمة الممنوعين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، بعث برسالة كُتبت باللغة الفارسية يهنئ فيها الإيرانيين بعيد النيروز، معربا عن أمنياته لهم بعيد سعيد، في ترجمة حرفية لسياسة الفصام السياسي.
سياسات متضاربة
ترامب الذي أعرب مرارا وتكرارا عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال ولايته الثانية، أعلن في مطلع فبراير/شباط 2025 بتوقيعه مذكرة لمواصلة سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، أنه مستعد للتحدث مع الرئيس الإيراني، وأكد أنه “تردد” في التوقيع على المذكرة، وقال: “هذا أمر صعب للغاية بالنسبة لإيران، وآمل أن لا نضطر إلى استخدامه كثيرا. علينا أن نرى إذا كان بوسعنا التوصل إلى اتفاق مع إيران”.
رسالة ترامب في النيروز
أعرب ترامب في رسالته مساء الأربعاء 19 مارس/آذار 2025، عن أطيب تمنياته للمحتفلين بعيد النيروز، في رسالة تمت ترجمتها إلى الفارسية: “نيابة عن الولايات المتحدة، أقدم أطيب تمنياتي لهذا الاحتفال المبارك. نيروز المنتصر!”.
وفي رسالة أصدرها البيت الأبيض، قال ترامب: “إن عيد النيروز هو مناسبة سعيدة للشعب الإيراني، ويمثل بداية الربيع والعام الإيراني الجديد. يوفر هذا التقليد الطويل الأمد فرصة للتأمل في بركات العام الماضي والاستعداد لربيع جديد بروح جديدة ومفعمة بالأمل”.
أشاد الرئيس الأمريكي بذكاء الإيرانيين وعبقريتهم ومواهبهم، بينما فرض قيودا على دخولهم إلى الولايات المتحدة خلال ولايته الرئاسية الأولى. والآن، وتماشيا مع سياسة واشنطن المستمرة في بث الفرقة بين الحكومة والأمة الإيرانية العظيمة، يُقرّ قائلا: “إن الشعب الإيراني، بثقافته الغنية ومواهبه المتميزة في مجالات كالرياضيات والعلوم والقانون والتكنولوجيا والفنون، يلعب دورا هاما في المجتمع”.
كما قامت وزارة الخارجية الأمريكية بترجمة رسالة ترامب إلى اللغة الفارسية على حسابها بعنوان “الرسالة الرئاسية بمناسبة نيروز 2025”.
بيان عقوبات من وزارة الخزانة الأمريكية
وبعد ساعات من تهنئة ترامب، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس 20 مارس/آذار 2025، عقوبات جديدة على إيران، استهدفت عدة كيانات وسفن وأفراد.
حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة فرض عقوبات على مصفاة نفط “تي بوت” ومديرها التنفيذي، لقيامهما بشراء وتكرير النفط الخام الإيراني بمئات الملايين من الدولارات، وضمن ذلك من السفن المرتبطة بجماعة أنصار الله، المعروفة باسم الحوثيين، ووزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة الإيرانية.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسانت، مرددا الادعاءات المعادية لإيران: “يُعدّ شراء مصافي تيبوت للنفط الإيراني شريان حياة اقتصاديا رئيسيا للنظام الإيراني، أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم. الولايات المتحدة ملتزمة بقطع مصادر الدخل التي تُمكّن طهران من مواصلة تمويل الإرهاب وتطوير برنامجها النووي”.
وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية فرض عقوبات إضافية على 19 شركة وسفينة مسؤولة عن نقل ملايين البراميل من النفط الإيراني، وهي جزء من “أسطول الظل” من الناقلات الإيرانية التي تزود مصافي التكرير الصغيرة مثل شركة لوتشينج للبتروكيماويات.
وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في إدارة ترامب، خلال فرضها الجولة الأولى من العقوبات في ديسمبر/كانون الأول 2025، أنها استهدفت شبكة النفط التي تولد مئات الملايين من الدولارات للجيش الإيراني.
وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان: “اليوم، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة، عقوبات على شبكة دولية لتسهيل شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني بقيمة مئات الملايين من الدولارات إلى الصين”. تم شحن هذا النفط نيابة عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية وشركتها الخاضعة للعقوبات، سبهر إنرجي جهانامه بارس (سبهر إنرجي). وتشمل هذه العقوبات كيانات وأفرادا في ولايات قضائية متعددة، بما في ذلك الصين والهند والإمارات العربية المتحدة، فضلا عن العديد من السفن”.
كما استهدفت وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكيتان في 24 فبراير/شباط 2025، تجارة النفط الإيرانية، وهي الخطوة المشتركة الأولى في حملتهما الجديدة للضغط الأقصى ضد إيران، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تومي بروس، إن وزارة الخزانة فرضت عقوبات على 16 كيانا وسفينة، في حين فرضت وزارتا الخارجية والخزانة عقوبات مشتركة على 22 فردا و13 سفينة أخرى.
في 7 مارس/آذار 2025، أعلن الرئيس الأمريكي في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس الإخبارية في البلاد أنه أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى لإيران وطلب المفاوضات.
في 12 مارس/آذار 2025 ، أفاد موقع “أكسيوس” الإعلامي الأمريكي نقلا عن مصدر مطلع، أن رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران تم تسليمها إلى الإماراتيين عن طريق ستيف ويتوك، الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، لتسليمها إلى الإيرانيين.
رسالة تفاوضية تليها عقوبات!
وبعد ساعات، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، استقبال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاملاً رسالة تفاوضية من ترامب.
جاء قرقاش إلى طهران بمهمة جديدة؛ تسليم الرسالة الأولى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران. رسالة أعلنها ترامب في مقابلة مع قناة فوكس بيزنس نيوز يوم الجمعة 7 مارس/آذار 2025، وأكد أن المرسل إليه في هذه الرسالة هو علي خامنئي وموضوعها التعبير عن استعداد واشنطن للتفاوض مع إيران والوصول إلى اتفاق مختلف عن الاتفاق النووي.
لكن وزارة الخزانة الأمريكية، وبعد يوم واحد من وصول رسالة ترامب إلى طهران، وضعت محسن باك نجاد، وزير النفط في الإيراني، على قائمة العقوبات.