ترجمة: يارا حلمي
أجرت صحيفة “همشهري” الإيرانية الأصولية، السبت 12 أبريل/نيسان 2025، حوارا مع المتحدث الأسبق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، ناقشت فيه المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، مع التركيز على مبادئ المفاوضات الإيرانية وأهدافها، وتقييم نقاط القوة والضعف لكل طرف في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
ذكرت الصحيفة أنه في ظل التحولات الإقليمية والتنافسات العالمية، التي دفعت الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في سياساتها التصادمية، فإن إيران هي التي، اعتمادا على قدرتها الردعية، ومعرفتها النووية المحلية، ووحدتها الداخلية، قد حضرت اليوم إلى طاولة المفاوضات في عمان وهي في وضع قوي.
إلى نص الحوار:
كيف دخلنا في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة؟ وهل كانت هناك مفاوضات سابقة بين إيران والولايات المتحدة؟
في السياسة الخارجية يجب أن نبحث عن مصالحنا الوطنية، واتخاذ القرار الذي يحقق أكبر قدر من الفوائد لنا بناء على الأحداث الدولية، العزة والحكمة والمصلحة هي ثلاث مبادئ يؤكد عليها المرشد الأعلى في مفاوضاتنا.
ولقد أجرينا مفاوضات مع الولايات المتحدة في فترات سابقة، وكانت محاور هذه المفاوضات تدور حول القضية النووية في الماضي، حيث كانت أوروبا هي المحور الرئيسي للمفاوضات، سعي الاتحاد الأوروبي لإظهار نفسه مستقلا عن الولايات المتحدة، وبدأت مفاوضات 1+5 بقيادة أوروبا، حيث شارك الأمريكيون في هذه المفاوضات.
وبعيدا عن القضية النووية، كانت هناك مفاوضات مع الولايات المتحدة مرتين، المرة الأولى كانت حول قضية أفغانستان، عندما تم إزاحة طالبان عن السلطة، وبناء على مصالحنا الوطنية وبتوجيه من الأمريكيين، شاركنا في النقاشات حول أفغانستان وعقدنا مفاوضات أفضت إلى نتائج إيجابية.
أما المرة الثانية فكانت حول العراق، حيث أجرينا مفاوضات شاملة حول مستقبل العراق، وكانت لها نتائج جيدة أيضا.
في الساحة الدولية، انتهت حقبة الحرب الباردة والتكتلات السابقة، وأصبحت الدول اليوم تلتقي بناء على مصالحها الوطنية والتطورات الدولية، وفي الفترة الأخيرة، حدثت تحولات كبيرة في المنطقة.
وبعد تولي ترامب الرئاسة، لاحظنا أنه طرح أهدافا حول وقف النزاع في أوكرانيا وغزة وغيرها، ويبدو أن أولويته الكبرى كانت المنافسة مع الصين، ومن أجل ذلك يسعى إلى تقليص تكاليف الولايات المتحدة في مجالات أخرى للوصول إلى إطار عمل متفق عليه.
إن شخصية ترامب هي شخصية تجارية، وفي الأشهر الأخيرة، أقدمت إسرائيل على اتخاذ خطوات، وفي سوريا حدثت تطورات مع الإجراءات التركية المشكوك فيها.
في هذه الظروف، شعر الإسرائيليون بالقوة، وظنوا أنهم قد تخلصوا من العقبات أمامهم، واعتقدوا أن المقاومة وحماس قد اختفت، والآن جاء الوقت للتركيز على إيران، لكن هذا هو أكبر خطأ ارتكبه رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإسرائيل.
إذا نجحوا في التأثير على ترامب، فإنهم قد يوجهونه بعيدا عن هدفه الأساسي، ومع ذلك، فإن ترامب أكثر ذكاء من أن يقع في فخ نتنياهو، إلا أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وإذا رأى أن هناك حاجة للتهديدات العسكرية للحصول على تنازلات في المفاوضات، فهو لن يتردد في استخدام هذه التهديدات.
في الوقت الحالي، يتخذ ترامب قرارات غريبة، وقد دخل في صراعات مع الجميع، ومن ناحية أخرى، يدعي أنه يريد أن يحسم أمره مع إيران، نحن أيضا نسعى لتقليل التوترات ورفع العقوبات، ويؤكد المرشد الأعلى على ضرورة رفع العقوبات.
لذا، نحن لا نمانع من المفاوضات بهدف تأمين مصالحنا الوطنية، ولكن بسبب خداع الأمريكيين في الماضي، أصبح من الصعب اتباع نفس المسار السابق، إذا رفضنا المفاوضات، كان الرأي العام سيتساءل عن سبب رفضنا، لذلك، فإن قبول المفاوضات هو خطوة ذكية، لأننا نقول للشعب الداخلي إننا نعمل من أجل مصالحنا الوطنية، ونقول للعالم إننا لسنا في سبيل الحرب.
أما إذا كانت المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، فذلك له أسبابه الخاصة، الأمريكيون في وسائل الإعلام الاجتماعية هددوا مرارا وأثاروا مسألة إما الحرب أو المفاوضات، وهذا أمر غير جيد، في الحملات الدعائية، قالوا إن دخول إيران في المفاوضات يعني قبول شروط الولايات المتحدة.
وشخصية ترامب تتسم بالتحكم والتعامل من موقع قوة، لذلك، يجب علينا أولا التأكد من إطار المفاوضات الذي يقدمه الأمريكيون، من أي موقع سيدخلون؟ هل من موقع متساو أم من موقع أعلى؟ وبعد أن يتضح موقف الولايات المتحدة من المفاوضات، قد يكون الطريق مفتوحا للمفاوضات القادمة، وربما حتى بشكل مباشر.
كيف يتم تعريف المفاوضات غير المباشرة عالميا؟
يجب أن نعلم أن المفاوضات غير المباشرة تتم بعدة أشكال، في النموذج الأول، يتمركز الوفد الإيراني والأمريكي في فندقين مختلفين، ويتبادل الوسيط الرسائل بين الجانبين.
في النموذج الثاني، يقيم الوافدان في نفس الفندق، ويتولى الوسيط تبادل الحديث بينهما في نفس المكان.
في النموذج الثالث، يجلس ثلاثة أطراف حول الطاولة، وتقوم الدولة الوسيطة بإدارة المفاوضات، على الرغم من ذلك، فإن نوع المفاوضات ليس هو الأهم، بل مضمون المفاوضات هو الأكثر أهمية.
نية إيران هي الوصول إلى إطار للسلام والأمن، وأن يتم الاعتراف بحقوقنا وقوتنا الدفاعية، ونحن نتمتع بنفوذ في المنطقة، ولا يحق لأحد أن يطلب منا تقليص هذا النفوذ، وإذا كان الطرف الأمريكي يسعى إلى إيجاد طريق عادل ومنصف، قد نتمكن من الوصول إلى نتيجة، بشرط أن تكون المفاوضات على أساس مبدأ التكافؤ، وأن لا يحاول الطرف الأمريكي انحراف المسار.
ما أقوى نقاط القوة التي يمتلكها الوفد الإيراني في المفاوضات القادمة مع الطرف الأمريكي؟
أعلى نقاط قوة الوفد الإيراني في المفاوضات القادمة هي دعم كبار المسؤولين في النظام لفريق المفاوضات الوطني، وقد أعلن المسؤولون في الدولة أن الفريق المفاوض يدخل المفاوضات بكامل الصلاحيات وقادر على اتخاذ قرارات بشأن الاتفاقات.
كما أن الأحزاب السياسية في الدولة تعلم أن الإجراءات قد تم تحديدها من قبل المرشد الأعلى، وأن فريق المفاوضات سيتحرك ضمن هذا الإطار، وهناك ثلاث فئات تعارض المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة: أولا، فئة “متشددة” داخل إسرائيل التي ترى في الصراع في المنطقة سبيلا لنجاتها، خاصة إذا دخلت الولايات المتحدة في صراع، وهذه الفئة تبذل قصارى جهدها لتعطيل المفاوضات.
ثانيا، الفئة المعارضة للنظام التي تعتقد أنه إذا حدثت حرب وانتهى النظام، يمكنهم العودة إلى السلطة؛ ثالثا، فئة “متشددة” داخل إيران التي ربما يكون بعض معارضتها للمفاوضات مع الولايات المتحدة ناتجا عن قناعات دينية، ومن جهة أخرى، فإن البعض في هذه الفئة لا يهتم بالمصلحة الوطنية.
هذه الفئة تعتقد أنها فوق الدولة، وتعتبر نفسها أعلى من المرشد الأعلى، ونحن في حاجة إلى الوحدة والتماسك الوطني، وهذه الوحدة الوطنية هي أكبر دعم للمفاوضات، فالمفاوضون هم من أبناء هذا الوطن ويتمتعون بثقة النظام.
هل يشكل وجود الوفدين الإيراني والأمريكي في المفاوضات على مستويين سياسيين مختلفين نقطة تحدٍّ؟
يحضر ستيف ويتكوف المبعوث الخاص والموكل من قبل الولايات المتحدة في المفاوضات، وقد التقى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ليس في نفس منصبه، ولم تكن هناك مشكلة.
ترامب قد أوكل مسؤولية المفاوضات إلى ويتكوف، وهو أعلى مسؤول في مسائل منطقة غرب آسيا، عدم التكافؤ في المفاوضات في عمان ليس مشكلة، لأن ويتكوف هو ممثل ترامب في قضايا المنطقة، وقد تولى متابعة قضايا غزّة وإسرائيل نيابة عن ترامب وحكومة الولايات المتحدة.
في إيران أيضا، كان عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني حاضرا في عدة جولات من المفاوضات، ويملك خبرة كافية جعلته اختير لهذه المفاوضات، ولقد تم توفير المتطلبات المبدئية للمفاوضات لفريق إيران.
وعندما أكدنا على المفاوضات غير المباشرة، وطلبنا تغيير مكان المفاوضات إلى عمان بدلا من الإمارات، فهذا يعني أن كل ما طلبته الولايات المتحدة لم يتحقق، وأن إيران قد ضمنت شروطها قبل بدء المفاوضات.
ما هي نقاط القوة والضعف في المفاوضات المقبلة مع الولايات المتحدة؟
الوضع الحالي مختلف تماما عن فترة المفاوضات حول (الاتفاق النووي) ، إن الإطار الذي كنا نعمل فيه قد تغير، على سبيل المثال، في فترة الاتفاق النووي كنا نتحدث عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% أو تقليل عدد أجهزة الطرد المركزي.
أما في مجال الصواريخ والطائرات بدون طيار، فلم تكن قوتنا في تلك الفترة كما هي اليوم، الآن نحن في وضع مختلف تماما في المفاوضات، نحن الآن نفاوض ونحن في وضع أفضل، حيث دخلنا المفاوضات بنسبة تخصيب 60%، وأصبح لدينا علم نووي محلي وغير قابل للرجوع.
إن من يمتلك العلم النووي الكامل يمكنه المضي قدما في هذا المجال، ولكننا لا نمتلك إرادة لصناعة القنبلة النووية لأن المرشد الأعلى قد أصدر فتوى بتحريم ذلك.
كما أن ترامب قد صرح بأنه يريد التأكد من أن إيران لن تصنع القنبلة النووية، ونحن نقول إذا كانت مشكلة الولايات المتحدة هي خوفها من صنعنا لقنبلة نووية، فإننا مستعدون للتعاون لأن هذا ليس هدفنا.
هل طرح طلب التفاوض من قبل الولايات المتحدة يشير إلى نقطة قوة أم نقطة ضعف لهذه الدولة؟
شخصية ترامب تختلف عن بقية رؤساء الولايات المتحدة، ترامب يريد أن يحدد موقفه في المفاوضات، وبالرغم من أنه يقول أشياء غريبة أحيانا، ولا يتردد في تغيير أقواله بسرعة، ولا يهمه أن يغير رأيه.
فعلى سبيل المثال، في موضوع غزة قال شيئا ثم غيّر كلامه وقال إنه إذا لم تنجح خطته بشأن غزة، فلا يهم، وعندما يتحدث عن إيران أيضا، يقول إنه يريد الوصول إلى نتيجة، ولكنه يغير رأيه بسرعة، هو يدخل المفاوضات بطريقته الخاصة، وقد كانت استجابتنا لدعوة التفاوض ذكية جدا لأننا أظهرنا أننا لا نعارض مبدأ التفاوض.
لماذا تصر إيران على عمان كمكان للمفاوضات؟
الواقع أن الإمارات في السنوات الأخيرة لم تلعب دورا جيدا في المعادلات السياسية في المنطقة، خاصة في قضية إسرائيل، لقد شهدنا كثيرا من الجرائم في غزة، ولكن الدول العربية في المنطقة ظلت صامتة، وهذا الصمت محزن.
والأهم من ذلك أن الإمارات تقيم علاقات واسعة مع إسرائيل، أما عمان، فلم تتخذ موقفا عدائيا تجاه إيران، وكانوا في الماضي وسيطين في مفاوضات إيران مع دول أخرى، و تأكيد إيران على استضافة عمان بدلا من الإمارات يظهر أن ما يقرره الأمريكيون ليس هو بالضرورة ما نرضى به.
بسبب مواقفها السياسية المستقلة، ينظر البعض إلى عُمان على أنها “رافضة” مقارنة ببقية الدول العربية، حيث تتمتع عُمان بدرجة من الاستقلالية في قراراتها السياسية.
السبب الثاني لاختيار إيران عمان كمكان للتفاوض هو أن إيران قدمت الكثير من المساعدة لعمان في تاريخ العلاقات الثنائية، ويشير العمانيون أنفسهم إلى مساعدات إيران خلال حرب ظفار(منطقة تقع في عمان).
أما السبب الثالث، فإن بعض كبار المسؤولين العمانيين من أصول إيرانية ويكنون احتراما لإيران، وقد أشار السلطان قابوس، حاكم عمان الراحل، في لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين إلى أن جدته كانت إيرانية، كما ذكر السلطان قابوس أن جزءا من الغطاء على رأس العمانيين له جذور إيرانية.
وبالتالي، فإننا نتمتع بتاريخ طويل من العلاقات الجيدة مع عمان، ولم تكن علاقتنا مع عمان أبدا سيئة، بينما لم تكن علاقتنا مع الإمارات على نفس الدرجة من القوة والخصوصية كما كانت مع عمان في المجالات السياسية.
أشار محمد مرندي (كان المستشار الإعلامي للوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي في ذلك الوقت) في وقت سابق، إلى اتفاق كان قد أُعد قبل ثلاث سنوات في فترة رئاسة إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني السابق مع الأوروبيين، لكن هذا الاتفاق تعثر بسبب الاضطرابات في عام 2022.. لماذا؟
الحقيقة أن الدول الغربية لا ترغب في أن يكون هناك نظام إيراني قوي ومتقدم، في عالم اليوم، هناك منافسة بين الدول، أصبحت الولايات المتحدة وروسيا الآن أقرب إلى المصالح، في حين أن أوروبا والولايات المتحدة أصبحتا متباعدتين.
أوقف الأوروبيون، في فترة الاتفاق النووي، المفاوضات كلما حدثت اضطرابات في الداخل الإيراني، وعندما كانوا يرون أن الاضطرابات في الداخل لم تؤدِ إلى نتيجة، كانوا يعودون إلى المفاوضات.
كما أن إسرائيل وأعداء النظام لا يريدون أن تحدث المفاوضات، والدول الغربية قد قدمت اختبارا سيئا في هذا السياق، ففي كل مرة يشعرون فيها بوجود اضطرابات في الداخل، يغيرون موقفهم.
ما الأدوات والنفوذ التي نمتلكها في المفاوضات المقبلة أمام الطرف الآخر؟
سياسة إيران في المفاوضات هي التحرك وفقا للمصالح المحددة مسبقا، نحن لا نرغب في استخدام قوتنا الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد أي جهة، قوتنا هي رادع، وكل دولة قوية تمنع حدوث الحروب.
الحرب تحدث عندما تكون الدولة ضعيفة، طالما أن قوتنا الصاروخية وطائراتنا بدون طيار قوية، فإن هذا يضمن الاستقرار في المنطقة، إذا كان هناك هجوم أو حرب، فإننا لن ننتظر، بل سننفذ عمليات تزيد عن 10 مرات مما هو متوقع.
نحن لا نسعى للحرب أو الصراع، بل نسعى لتطوير برامج لتحسين الوضع الاقتصادي ورفع العقوبات، ولكن إذا كان الطرف الآخر يسعى للمواجهة، فإننا سنرد بقوة، وسلاحنا الأقوى في المفاوضات هي الردع.
لقد حققنا تقدما في المجال النووي ونستخدم هذه المعرفة أيضا في تقدم البلاد، لذلك، تقدمنا النووي ليس تهديدا لأي جهة، ورقتنا الرابحة في المفاوضات تكمن في تعريف المصالح المشتركة، ولدينا احتياطيات كبيرة من الطاقة، وهذه منافع للعالم.
نحن على الطريق للطاقة في العالم، في ممر الشمال والجنوب، ونعتبر في مركز سوق يضم 600 مليون نسمة من أجل تطوير المنطقة، والدول المتقدمة تبحث عن أسواق جديدة، لذا فإن موقعنا الاستراتيجي هو ورقتنا الرابحة.
هل يمكن أن تعزز دبلوماسيتنا متعددة الأوجه مكانتنا في المفاوضات؟
بالتأكيد، ويجب أن تُكمل هذه الدبلوماسية، في بلادنا، هناك من يعتقد أن علاقتنا مع الصين وروسيا يمكن أن تجعلنا غير محتاجين للغرب، بينما يعتقد آخرون أنه يجب علينا أن نركز فقط على العلاقات مع الغرب.
ولكن هذا غير صحيح، فنحن لا نملك أصدقاء وأعداء دائمين، منذ وقت قريب، ذهبت كلا من روسيا والصين إلى الإمارات، ووافقتا على البيان الإماراتي بشأن الجزر الثلاث(التي تقع في الخليج العربي، وتسيطر عليها إيران).
هذا الموقف من روسيا والصين فاجأ البعض في الداخل، لكنه ليس مفاجئا، لأنهم أيضا يسعون لتحقيق مصالحهم، يجب أن نمتلك القوة والوسائل اللازمة لضبط موقفنا أمام القوى الكبرى الأخرى، دبلوماسيتنا متعددة الأطراف دائما على جدول الأعمال، ويجب أن نتواصل مع جميع دول العالم وفقا لمصالحنا الوطنية.
إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، فما الخيارات البديلة؟
يبدو الأطراف اليوم، سيعلنون في نهاية الجلسة أنه كانت هناك مفاوضات جيدة، وأن النقاط التي تم طرحها كانت إيجابية، وأنه يجب التعمق في التفاصيل لاحقا.
لكن إذا كان الأمريكيون سيتخذون موقفا غير حكيم ويدخلون المفاوضات بشروط مسبقة ضد قدرتنا العسكرية والنووية، فسيكونون قد أضاعوا وقتهم ووقت الآخرين، لأنهم يعرفون موقفنا جيدا.
إن ترامب، رغم جميع التهديدات والمواقف، يبحث عن صفقة اقتصادية، وهو ذكي بما يكفي ليعرف أنه إذا دخل المفاوضات بمواقف غريبة ضد قدراتنا العسكرية والنووية، فإن المفاوضات ستصل إلى طريق مسدود.
ومع ذلك، فإن احتمالية الوصول إلى طريق مسدود في المفاوضات منخفضة، من المتوقع أن تكون هناك مقاربة إيجابية من الطرفين، نحن نسعى لتحقيق مصالحنا والحصول على نتائج، بينما يسعى الأمريكيون إلى الابتعاد عن الشروط غير العملية.
وأعلى ضمان لالتزام الولايات المتحدة بتعهداتها هو استثمارهم مبلغ 500 مليون دولار في إيران، إذا كانت الولايات المتحدة تسعى للمنافسة مع الصين، فإن استثمار 500 أو ألف مليار دولار في إيران سيكون فرصة جيدة لهم لتجنب الدخول في حروب مكلفة.