حوار: مصطفى أفضل زادة مراسل “زاد إيران” في طهران
ترجمة: نورة ناجي
يترقب الداخل الإيراني عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى السلطة ومدى تأثير ذلك على إيران، ستتأثر السياسة الخارجية لحكومة ترامب المستقبلية تجاه إيران، وهل ستعيد سياسة الضغط الأقصى المتمثلة في تعزيز العقوبات، والتي اتبعها ضد طهران خلال فترة ولايته السابقة؟
حول مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية، والتغييرات المحتملة في السياسة الخارجية الإيرانية بعد وصول ترامب إلى السلطة، يحاور “زاد إيران”ناصر كنعاني المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الإيرانية.
هل تعتقد أن إيران بحاجة إلى مراجعة لسياستها الخارجية في ما يتعلق بالدول المجاورة ودول العالم الأخرى بشكل عام، بعد عودة ترامب للسلطة؟
كما تعلمون فإن السياسة الكبرى للنظام في الأمور الخارجية يحددها مجمع تشخيص مصلحة النظام وتعلنها القيادة.
وفي إطار هذه السياسات، فإن وزارة الخارجية باعتبارها الجهة المنفذة للسياسة، ستسعى إلى تنفيذ استراتيجية طويلة المدى باستخدام تقنيات وأساليب مختلفة.
وهي قادرة على أن تقدم تحليلا للسلوك المحتمل للحكومة الأمريكية الجديدة وقادرة على اقتراح استراتيجية للتعامل معها.
في المقابل فإن الديمقراطيين والجمهوريين يخضعون للسياسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط، وتتركز جهودهم على تأمين أمن الإحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد، تُعرف إيران بأنها محور المقاومة، ولهذا السبب لا بد من سياسة توسيع العلاقات مع الدول المجاورة والإسلامية والصديقة والحليفة والتي لها تأثير أيضا على المستوى العالمي مثل الصين وروسيا.
لكن في رأيي، يجب أن تتركز الأولوية على محور مقاومة الدول الإسلامية< حتى تتمكن هذه الدول من مساعدة بعضها بعضا في المجالات الأمنية وتجاوز العقوبات الأمريكية وتطوير القضايا الاقتصادية.
هل تعتقد أن ترامب في مجال السياسة الخارجية كما هو قبل ثماني سنوات، وكيف تتوقع سياسته الخارجية في ولايته الجديدة، تجاه إيران؟
يخوض ترامب حاليا صراعا داخليا على السلطة في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يحتاج إلى عام على الأقل لتسوية وإزالة العقبات التي خلقها الديمقراطيون.
ويبدو أن تصريحات ترامب الحالية تهدف أكثر إلى الهروب من القضايا الداخلية والحرجة الناجمة عن انتقال السلطة في أمريكا، حتى إنه قد أثيرت احتمالية نشوب حرب أهلية.
ولهذا السبب، إذا رأيت ترامب يضغط على الدول، فيبدو أن ذلك لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية وأيضا فشل الحكومة في إدارة الأزمات الخارجية، وضمن ذلك الوضع في أوكرانيا والمسألة المكسيكية.
إلى أي مدى يمكن لعلاقة إيران مع دول الخليج العربي أن تقلل من الضغوط التي قد تمارسها أمريكا على إيران خلال رئاسة دونالد ترامب ؟
إن مبدأي الأمن القومي والمصالح الوطنية في السياسة الخارجية الإيرانية مهمان للغاية. ولا يهم البلد الذي نريد أن نتفاعل معه؛ أما بالنسبة للدول العربية والإسلامية، فمن الطبيعي أن نسعى إلى التقارب والوحدة والتماسك وخلق تحالفات مختلفة.
وإذا لزم الأمر، فإنَّ تشكيل حلف شمال الأطلسي الإسلامي ضروري من أجل احترام مبادئ الأمن القومي والمصالح الوطنية لإيران. وعلينا أن نستمر في توسيع علاقاتنا، ويتوجب علينا أن يكون هناك خط أحمر لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.