كتب: زينب نبيل
وفقًا لوكالة أنباء إيرنا الإيرانية -في تقرير نشرته الاثنين 26 أغسطس/آب- فإن الفوز بأربع ميداليات من أصل ستة في رياضة الملاكمة في الألعاب الأولمبية يُعد إحدى أروع الإنجازات في قلب أوروبا، فقد حصل أبطال المدرب الإيراني حسن رنغرز على ميداليتين ذهبيتين وواحدة فضية وأخرى برونزية. تمكن سعيد إسماعيلي ومحمد هادي من الحصول على الذهبية، وحصل رضا محمدي على الفضية، وكذلك فاز أمين ميرزا زاده بطل وزن ١٣٠ كيلوغرام بميدالية برونزية في الملاكمة الإيرانية، فأثبتت إيران تفوقها في إنشاء أبطالٍ نفتخر بهم للمرة الثانية في تاريخ الأوليمبياد، فلا ننسى دخول أبطال المدرب محمد بنا التاريخ في أولمبياد لندن عام ۲۰۱۲ وهم حميد سوریان، وأوميد نوروزی، وقاسم رضائي وفوزهم بثلاث ذهبيات.
فوز سعيد بالميدالية الذهبية في رياضة الملاكمة في أولمبياد باريس
يُعتبر سعيد إسماعيلي الحامل للميدالية الذهبية في الملاكمة بوزن 67 كيلوغرام أحد نخب الرياضة العالمية، فقد نجح في الوصول للقمة في رياضة الملاكمة عن عمر يناهز 21 عامًا، ودخل اسمه ضمن الأساطير الذهبية العالمية، على الرغم من أن طريقه للوصول لم يكن سهلًا أمام مواجهة أقوى الأبطال منهم محمد رضا غرائي، وأورتا سانتشز الكوبي، وسوغابي الياباني، وبيريوزنا سيبوف الأوكراني، حيث تمكن من التغلب على الصعوبات التي كانت من الممكن أن تُبقي أي نخبة بعيدة عن طريق التقدم وتحطم اسمه، فاخترق سعيد الجدران الخرسانية وعبر خلالها ووصل للقمة في باريس.
حديث المدرب حمزة أرقش عن الصعوبات التي واجهها سعيد في حياته:
قصة حياة سعيد مليئة بالعبر والتحفيز لكل مستمع وقارئ، وتزداد قصته إثارة إذا كان الراوي هو نفسه المدرب الذي صنع البطل الأولمبي، يقول المدرب: يُعتبر سعيد من بين الأشخاص الذين وصلوا للأولمبياد بصعوبة، فقد ساعدني كثيرًا في عملي في البناء، وهو يتمتع بشخصية عملية ومجتهدة، وإذا أُعطيت له مساعدة مادية لا يقبلها بسهولة، ولكي أكون منصفًا كان بلا نظير في عمله، وعمله يضاهي عاملين، وقد تعلم مني فنون الملاكمة لمدة 11 عامًا.
هل المدرب من أقرباء سعيد، أم هو مدربه الوحيد؟ وكيف بدأت رحلة تدريب سعيد؟
ذكر المدرب أنه تربطه بسعيد علاقة أسرية وطيدة: عندما بدأ سعيد في الاهتمام بالرياضة وقفت بجانبه وساعدته، لم يكن موفقًا كثيرًا في أول عامين، وذروة نجاحه بدأت في السنة الثالثة، وأصبح يخرج منتصرًا من كل مباراة يخوضها، في أغلب الأوقات تكون هزيمة سعيد بسبب ارتكابه خطأً، مثل منافسته أمام اللاعب الكوبي سانتشيز وأيضًا في المجر حيث كان سعيد على وشك الفوز ولم ينتبه وظنّ أن وقت المباراة انتهى فاستغلّ خصمه ذلك وحوّل الفوز لصالحه، لم يصل سعيد للنجاح بجهوده الخاصة فحسب بل ساعدته الدولة، وفي الأولمبياد لا يمنحون الميداليات لأي شخص بسهولة.
هل تنوي تدريب سعيد إسماعيلي دائمًا؟
أكمل المدرب حديثه قائلًا: بعد فوزه بالذهبية كان يجب عليّ أن أضع مشاعري جانبًا، فلا أستطيع أن أبقى معه دائمًا، لقد تضاعف عملي منذ اليوم، وأنوي تدريب سعيدين آخرين ليتمكنوا من تحقيق النجاح اللازم في الملاكمة… عندما ينمو بطل في النادي الجميع ينتظر مدربه، ولكن ستظهر ظاهرة جديدة في الملاكمة سواءً شئنا أم أبينا، فعليّ المثابرة لتقديم مواهب جديدة.
هل قام المدرب بمساعدة سعيد بالنظر لوضعه الصعب؟
يقول المدرب: لا أستطيع أن أقول إنني ساعدته كثيرًا فيما يخص وضعه المادي، ولكن من بين العائلات تكون المسؤولية على كتف الابن الأكبر… لم أكن الشخص الوحيد الذي ساعده بل كان أخي الأصغر محمد على اتصال دائم مع سعيد ويعرف أكثر عن صعوباته وساعده كثيرًا في حل مشاكله المالية.
هل يمكننا أن نشاهد في المستقبل تلميذًا لك أيضًا في الأولمبياد؟
وقال المدرب أيضًا: إنه قد نجح تلاميذه دائمًا من جميع الفئات العمرية، ووصل ثلاثة من طلابه من فئة الناشئين إلى المركز الثالث للبطولة على مستوى الدولة، وتمكن تلميذ واحد من الفئة العمرية للمراهقين والشباب من تحقيق نجاحٍ، وكذلك سعيد إسماعيلي ومحمد ناقوسي من الفئة العمرية للبالغين… وبالتأكيد ازداد سقف توقعي بعد النجاح الذي حققه سعيد، والآن يحاول الآباء تسجيل أبنائهم للتدريب في ناديي.
تمكن سعيد من مواجهة خصمه الصعب محمد رضا غرائي.
تمكن سعيد من هزيمة محمد رضا غرائي في مسيرته للأولمبياد، ويقول المدرب: أنا أكِنُّ لمحمد رضا احترامًا خاصًا، وكل مدرب يحب أن يرى تلميذه منتصرًا في الساحة، هو مصارع ذو خبرة وقدرة، ولا يمكن مقارنة قدرته بلاعب آخر، فقد اكتسب خبرة خاصة في الميادين العالمية نظرًا لأنه أصبح بطل أولمبي، ولا يمكنني القول إن سعيد لم يكن خائفًا من مواجهته… وذات يوم تنافسا معًا وقلت لسعيد مرارًا إنه يمكنك هزيمته بسهولة، وأعتقد أنه يجب على محمد رضا أن يخسر بعض الوزن مثلا ۸ أو ۹ كيلوغرامات، لأن وزنه زائد وكان هذا سببًا في فوز سعيد عليه.
ماذا يطلب المدرب حمزة من مسؤولي الدولة تجاه الرياضيين؟
ويكمل حديثه: فاز سعيد بأول ميدالية ذهبية أولمبية لمدينة خوزستان وحصل على لقب أصغر ملاكم أولمبي في دولتنا، وليس لدي أي طلبات من الدولة، ولكن إذا قطعوا وعدًا لرياضي فعليهم الوفاء به، فإن خلف الوعد سيجعل الرياضي يستاء من الرياضة، وفي رأيي فإن سعيد لا يحتاج إلى وعد لأنه معروف بالفعل، وهو يسعى لتحقيق هدفه، وإذا واجه ألف صعوبة في طريقه سيتمكن من التغلب عليها، وبدوري أقول إن سعيد سيتمكن من الفوز في دورتين أولمبيتين إضافيتين.
ألم يكن الفوز بالميدالية الذهبية مبكرًا على سعيد؟
ويقول في النهاية: يجب على سعيد بذل المزيد من الجهد لتحقيق أعظم نجاح، أنا ربيت سعيد وهو مازال في أول الطريق، ولإكماله يحتاج إلى المزيد من الخبرة… وبعد فوزه بالذهبية ذهب إلى النادي على الفور للتدريب ولكنني قلت له لما كل هذا الاستعجال، ابدأ تمارينك بعد عدة أيام من الراحة.