كتب: محمد علي
أكد محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيراني، أهمية الاستفادة من آراء وتجارب السياسيين السابقين في دفع عجلة الأمور في البلاد، مشيراً إلى أن التضافر بين جميع التيارات السياسية بات أمراً ضرورياً في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد، بهدف اتخاذ خطوات أكبر لتحقيق مطالب الشعب
وبحسب تقرير نشرته وكالة إيرنا الإخبارية الإيرانية، الخميس 29 أغسطس/آب، حسب تقرير صادر عن مكتب النائب الأول، فإن محمد رضا عارف، وبمناسبة الأسبوع الأول للحكومة، وفي إطار تكريم جهود نواب الرؤساء السابقين، قام بلقاء نظرائه السابقين وأكد خلال مقابلاته، استعداد حكومة الوفاق الوطني للاستفادة من تجاربهم وآرائهم الخبيرة في إدارة شؤون البلاد بشكل أفضل.
وخلال لقائه مع محمد مخبر، النائب الأول لرئيس الجمهورية في حكومة رئيسي والقائم بأعمال رئاسة الجمهورية السابق، أشاد بذكرى رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان، داعياً أن يتغمدهم الله برحمته هم وكل شهداء الوطن، كذلك عبّر عن تقديره للجهود التي بذلها الدكتور مخبر على مدى السنوات الأربع الماضية، خاصة خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية.
وصرح عارف، بأن الشعب لن ينسى الخدمات الجليلة التي قدمها الرئيس السابق منذ توليه الحكم وحتى وفاته في حادثة تحطم طائرته رئيسي، مؤكداً دور السيد مخبر في إدارة شؤون البلاد بعد وفاة رئيسي وحتى إجراء الانتخابات وبدء عمل الحكومة الجديدة، بحيث لم يحدث أي خلل في مسار تحقيق الأهداف الوطنية.
من جانبه، هنأ مخبر في هذا اللقاء، عارف على تعيينه نائباً أول لرئيس الجمهورية، واصفاً إياه بأنه مدير ذو خبرة واطلاع واسع على شؤون البلاد، ورحب بنهج التوافق الوطني للحكومة الحالية، وأعلن استعداده لدعم أهداف حكومة الدكتور مسعود بزشكيان، خاصة في تنفيذ الخطة الخماسية السابعة للتنمية، وأضاف أن وجود مدير ذي خبرة مثل الدكتور عارف في الحكومة الحالية سيكون مفيداً جداً في حل مشاكل البلاد.
كما التقى عارف مع إسحاق جهانجیری، النائب الأول لرئيس الجمهورية خلال رئاسة حسن روحاني، الرئيس الإيراني الأسبق، حيث استعرضا ذكريات تعاونهما الأخوي والودي في الحكومات السابقة، وأكدا أهمية الاستفادة من الخبرات وتربية جيل جديد من الإداريين في البلاد.
وأعرب عارف خلال هذا اللقاء عن تقديره لجهود جهانجيري خلال الانتخابات الرئاسية ودعمه الصادق وغير المشروط للدكتور بزشكيان، كما أكد ضرورة الاستفادة من آرائه المهمة ومعرفته العميقة بأقسام المجتمع والبلاد، وطلب منه أن يقدم للحكومة حلولاً واقتراحات ونصائح دقيقة، حتى يمكن، في ظل الظروف الحساسة الحالية للبلاد وضرورة التضافر بين جميع الفصائل السياسية، اتخاذ خطوات أكبر لتحقيق المطالب المشروعة للشعب.
كذلك أكد جهانجيري في هذا اللقاء، أن جميع التيارات السياسية في البلاد يجب أن تبذل كل جهدها وتوظف كل طاقاتها من أجل نجاح الحكومة دون أن تطالب بحصص معينة.
وفي وقت لاحق، التقى عارف بمحمد رضا رحيمي، النائب الأول لمحمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني الأسبق، حيث أشار خلال لقائهما إلى سجل رحيمي في الإدارة داخل السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية، وشدد على أن حكومة بزشكيان تسعى إلى تعزيز التعاون والاستفادة من الآراء التخصصية لأركان الدولة، وستستفيد بالتأكيد في هذا السياق من وجهات النظر الخبيرة للنواب الأولين السابقين لرؤساء الجمهورية.
من جانبه هنأ رحيمي بزشكيان بفوزه في الانتخابات الرئاسية، وأشار إلى أن وجود عارف، الذي يتمتع بخبرة إدارية طويلة في منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية في الحكومة الثامنة وفي الوزارات والمنظمات المختلفة في البلاد، يمثل بصيص أمل لحل مشاكل البلاد الاقتصادية وقضايا الشعب، وقال مخاطباً الدكتور عارف: “لقد علمتنا درساً في الإنسانية من خلال هذا الفعل الطيب”.
وفي وقت لاحق، زار النائب الأول لرئيس الجمهورية منزل الراحل برويز داودي، النائب الأول لرئيس الجمهورية في الحكومة التاسعة، حيث التقى عائلة الفقيد في جو ودي، وأشار إلى أن الراحل داودي كان إنساناً ومديراً ملتزماً ومخلصاً ومهتماً بالنظام والشعب، واستعرض ذكرياته مع الراحل، خاصة في مجمع تشخيص مصلحة النظام.
وقد أعربت عائلة داودي عن تقديرهم لحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية في منزلهم، ورأوا في هذه الزيارة دليلاً على أن خدمات وجهود مديري الحكومة لا تُنسى بوفاتهم، وهنأوا الحكومة على فوزها، وأعربوا عن أمنياتهم لها بالنجاح في خدمة شعبنا العزيز.
وكان اللقاء مع عائلة الراحل حسن حبيبي هو آخر اللقاءات التي أجراها عارف، حيث تحدث النائب الأول لرئيس الجمهورية مع السيدة رهیده، زوجة الراحل حبيبي، مشيداً بشخصية الراحل الكبيرة، وتحدث عن ذكريات سنوات التعاون الطويلة معه في مختلف الحكومات، وأكد أنه خلال فترة ولايته كنائب أول لرئيس الجمهورية في الحكومة الثامنة، كان دائماً يستفيد من نصائح وآراء الراحل الحكيمة خلال فترة خدمته، وأكد أن تاريخ إيران بعد الثورة سيفتخر دائماً بوجود مديرين أكفاء ومميزين مثل الراحل، وأن شخصيته لن تُنسى أبداً من ذاكرة المسؤولين والشعب.