كتبت شروق السيد
نشرموقع خبر أونلاين الإيراني، بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول 2024، حواراً مع الناشط السياسي الأصولي، عباس أميري فر، جاء في جزء منه:
– سيد أميري فر، يبدو أن طبيعة المتشددين من الأصوليين قد تغيرت مقارنةً بالماضي، فهم يعتبرون أنفسهم فقط على حق والبقية على باطل. برأيك، هل يمكن لقيادات الأصوليين إدارة هذا الطيف؟
– نعم، يمكن للأصوليين إدارة هؤلاء، إضافة إلى أن الناس سيتجاهلونهم أيضاً؛ لأن التشدد لا يجلب عاقبة جيدة، وسيؤدي إلى تراجعهم، كما قيل قديماً، المطر الذي ينهمر بقوة يتوقف سريعاً، يعني أن نهاية التشدد ستكون عزلتهم.
أمثال رسائي وثابتي وغضنفري، على الرغم من أنهم يعتبرون أنفسهم أصوليين، فإنَّ رزقهم يأتي من التشدد.
إن المتشددين يهاجمون حتى قاليباف، الذي يعتبر شخصية فريدة وقد عمل في المناصب مثل بلدية المدينة بشكل مستقل، وقبله جزء كبير من الأصوليين وأيضاً جزء كبير من الإصلاحيين، ومن جهة أخرى، كان قائداً في سن العشرين وترك أثراً في المناصب التي شغلها.
كما حدث مع كامران غضنفري، الذي أصبح نائباً عن طهران بنسبة 3% من الأصوات، والذي حاول مؤخراً عبر بيان أن يشكك في قاليباف، حيث يتساءل: لماذا يتعاون قاليباف مع الحكومة؟
– سيصل المتشددون إلى مرحلة سيتخذون فيها مواقف ضد قائد الثورة. ألم يقل القائد أن يتعاونوا مع بزشكيان لكي تحقق الحكومة أهدافها؟
– الحكومة الرابعة عشرة حكومة جيدة. حقيقةً، وعندما يتحدث بزشكيان، يشعر المرء بالإخلاص والبساطة، ويمكن القول إن بزشكيان له شخصية يمكن أن يقال عنها أحمدي نجاد العاقل.
بمعنى آخر، بزشكيان لا يقدم وعوداً كاذبة ولا يتحدث بأمور تبقى في الهواء. بشكل عام، لكن رزق المتشددين في التشدد، وبعض هؤلاء المتشددين لديهم أحكام قضائية في المحكمة الخاصة، لذا لا أعلم كيف تم تأكيد صلاحيتهم وبأي توصية.
لكن أعتقد أن هؤلاء المتشددين سيُهزمون بأنفسهم، وكذلك الناس لا يحبون هذا التيار، والآن هو وقت العمل وحل مشاكل الناس، وهذا هو رأي القائد. ونأمل أن يصلح المتطرفون أنفسهم قليلاً، وأن يستمعوا إلى كلام القائد، وإذا كانوا يدَّعون أنهم أصوليون، فعليهم أن يلتزموا بذلك ويصلحوا أنفسهم، وإلا فإن الناس سيتخلون عنهم.
– قلت إن بعض المتشددين في البرلمان لديهم إدانات قضائية، هل يمكنك ذكر أسماء هؤلاء الأفراد؟
– مع الأخذ في الاعتبار أن ذكر الأسماء قد يعرض سمعة الأفراد للخطر، لذا فإن اللبيب بالإشارة يفهم، والأصدقاء يعرفون من أعني، وهؤلاء قد تم رفض أهليتهم لعدة دورات، وفجأة في هذه الانتخابات تم تأكيد أهليتهم، وهذا يثير التساؤلات عن هؤلاء الذين تم رفض أهليتهم في السابق بسبب إدانات جنائية أو مدنية، كيف تم تأكيد أهليتهم في هذه الدورة؟ لذا يجب على المسؤولين في مجلس صيانة الدستور أن يوضحوا سبب تأكيد أهلية هؤلاء السادة الذين تم اتخاذ هذا القرار بشأنهم فجأة.
– هل يعني ذلك أن المتشددين موجودون في مؤسسات أخرى بخلاف البرلمان؟
– نعم، والسؤال هنا هو ليس لماذا المتشددون لديهم خلافات مع الإصلاحيين، ولكن لماذا لديهم خلاف مع قاليباف؟ خاصةً أن قاليباف كان في الجبهة وشارك في الحرب وقام بمهام تنفيذية. وفي البداية، حاول المتشددون منع قاليباف من الفوز في انتخابات البرلمان، ثم حاولوا منعه من أن يصبح رئيساً للبرلمان، وأرادوا أن يكون مثل هاشمي ويحتل المرتبة الثلاثين ليسحقوه، لكنهم لم ينجحوا، فبدأوا في إثارة الجدل في البرلمان لمنعه من أن يصبح رئيساً، والآن بعد أن أصبح رئيس البرلمان ويساعد الحكومة بناءً على توصية القائد، يريدون أن يشككوا فيه. ومن المؤكد أن الجهات العليا ستتعامل مع المتشددين، وإذا استمرت هذه التصرفات، فإن القائد سيخاطبهم بالاسم بشكل مباشر. وتعمّد المتشددين إثارة الجدل سيواجَه بالتأكيد، وبشكل طبيعي سيبتعد الناس عنهم، وستُطوى صفحتهم في التاريخ .
– هل يعني ذلك أن المتشددين سيتم استبعادهم، من خلال تجاهل الناس لهم؟
– نعم، الناس في الدورات المقبلة لن يصوتوا لهم، وعندما يقومون بأفعال غير لائقة، فإن البرلمان نفسه سيتعامل معهم، كما حدث في السابق.
والناس سيكونون أفضل حَكَم بالطبع، والمتشددون يمارسون التشدد في حياتهم كلها، فعند مراجعة تاريخهم، نجد أنهم كانوا متشددين حتى في تعاملهم مع زوجاتهم وأبنائهم، وينقلون هذا السلوك إلى المجتمع، وهكذا ستظهر عيوبهم سريعاً.
– عندما يقول قاليباف إن البعض لا يرضون بنجاح هذه الحكومة، هل يقصد هؤلاء المتشددين؟
– نعم، هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم الذين يهاجمون قاليباف الذي ينفذ توجيهات القائد بدقة، ويقوم بتنسيق الاجتماعات بين السلطات الثلاث، ومن جهة أخرى، تصرف بحكمة كبيرة، من خلال إدارة النواب في البرلمان بطريقة أدت إلى عدم سقوط أي وزير، مما أثار حقد المتطرفين الذين انتقدوا قاليباف؛ لأن بعض الوزراء لم يسقطوا، كان رأي القائد هو أن جميع الوزراء يجب أن يحصلوا على الثقة لكي يتمكنوا من العمل؛ وذلك حتى لا يتوقف العمل في البلد بعد مرور ثلاثة أشهر من وفاة رئيسي. لكن للأسف، هؤلاء ينتقدون قاليباف سواء بشكل غير مباشر أو صريح، ويستخدمون عبارة “ذلك الشخص” في محاولة للضغط على القائد لعدم دعم هذه الحكومة، لذا، فإن قاليباف، بسبب استيائه من سلوك المتشددين مثل رسائي وثابتي وغضنفري وآخرين، يسلط الضوء على هذا الأمر، وعلى أي حال، هؤلاء يمكن السيطرة عليهم، وقاليباف أيضاً يسيطر عليهم بإدارته.