كتب: زينب بيه
ذكر موقع “بوليتيكو” نقلا عن مصادر مطلعة، أن هيئة محلفين كبرى في الولايات المتحدة وجهت يوم الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2024، اتهامات ضد عدد من الإيرانيين في ما يتعلق باتهامات مرتبطة باختراق حملة ترامب. ولم تُحدد بعدُ هوية المتهمين أو نوع الاتهامات الموجهة إليه.
ادعاءات القرصنة حول الانتخابات الأمريكية
ادعى ترامب وبعض المسؤولين الأمريكيين أن إيران قد تدخلت في الانتخابات الأمريكية، في حين نفت السلطات الإيرانية بشدةٍ هذا الاتهام، وفقا لما نشرته وكالة “رويترز” البريطانية، بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2024.
وأفاد ممثل إيران لدى الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، ردا على وسائل الإعلام الأمريكية بشأن بيان مكتب التحقيقات الفيدرالي حول تدخل إيران في الانتخابات الأمريكية عبر الاختراق والقرصنة، بأن هذه الادعاءات ليس لها أساس من الصحة، ولا تحمل أي مصداقية أو شرعية، وغير مقبولة بأي حال من الأحوال.
وأضاف التقرير أن ممثل إيران في نيويورك أكد أن الجمهورية الإيرانية لا تتدخل في المنافسات الداخلية والجدل الانتخابي في الولايات المتحدة. وصرح قائلاً: “كما أوضحنا مرارا، أنه ليس لدى إيران أي دافع أو نية للتدخل في الانتخابات الأمريكية، ونعبر عن رفضنا القوي لهذه الاتهامات، وإذا كانت الحكومة الأمريكية تسعى حقا وراء الحقيقة، فعليها تزويدنا بالأدلة الموثوقة، بشكل رسمي وشفاف، للحصول على إجابة دقيقة”.
وذكرت وكالة “إيسنا” الإيرانية في تقرير لها بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2024، أن هذه ليست المرة الأولى التي تُوجه فيها مثل هذه الاتهامات ضد إيران، حيث سبق أن زعمت وكالات الاستخبارات والأمن الأمريكية أن إيران مسؤولة عن تهديد المقرات الانتخابية للحزبين الأمريكيين خلال انتخابات رئاسية سابقة.
اختراقات إيرانية تستهدف حملة ترامب
وكانت وكالة الاستخبارات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ادعيا أن قراصنة إيرانيين أرسلوا رسائل إلكترونية تحتوي على معلومات من حملة ترامب الانتخابية إلى فريق بايدن. وذكرت صحيفة “USA Today” الأمريكية بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول 2024، أن صحفيا أمريكيا تلقى مؤخرا مجموعة من المستندات عبر البريد الإلكتروني من مرسل مجهول يُدعى (روبرت)، تضمنت ملفات ورسائل بريد إلكتروني خاصة بحملة ترامب، وفقا لما نشره موقع “راديو فردا” الإيراني بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2024.
وأكد الصحفي الأمريكي أن تلك المستندات تُظهر أن الهجمات السيبرانية لم تتوقف عن محاولاتها لكشف المعلومات المسروقة من حملة ترامب، وأن أحد هذه المستندات يعود تاريخه إلى 15 سبتمبر/أيلول، مما يشير إلى أن هذه الاختراقات استمرت طوال الأيام العشرة الماضية.
وأضاف تقرير “راديو فردا” أن (روبرت) امتنع عن الكشف عن هويته، لكن يبدو أنه الشخص نفسه الذي زود وسائل الإعلام الأمريكية، مثل “بوليتيكو” و”نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، بالمعلومات المسروقة من حملة ترامب خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، نقلا عن الصحفي الأمريكي.
كما ذكر التقرير أن (روبرت) أرسل إلى هذا الصحفي ملفا مكونا من 271 صفحة يرجع لـ جيه دي فانس، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ونائب دونالد ترامب في الحملة الانتخابية للرئاسة، إضافة إلى ملفات مشابهة، وجميع هذه الملفات كانت تحمل علامة “سري للغاية”.
ووصف مكتب التحقيقات الفيدرالي هذه الاختراقات بأنها “مثال على النهج المتعدد الأوجه الذي تتبعه الحكومة الإيرانية لخلق الفتنة وتقويض الثقة بالعملية الانتخابية” في الولايات المتحدة، وشدد على أنه يواصل التحقيق وجمع المعلومات لتحديد هذه التهديدات السيبرانية وإحباطها.
ترامب يتهم إيران بالتخطيط لاغتياله ويؤكد ضرورة اتخاذ موقف صارم
زعم دونالد ترامب، المرشح المدعوم من الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أن إيران تُخطط لاغتياله، وفقا لموقع “عصر إيران” الإيراني بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2024، نقلا عن وكالة “رويترز” البريطانية، وأفاد ترامب عبر حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي “Truth Social” بوجود تهديدات جدية من إيران ضد حياته، مشيرا إلى أن خطط إيران باءت بالفشل، وصرح: “لكنهم سيحاولون فعل ذلك مرة أخرى”.
وأضاف ترامب مستندا إلى فرضية خاطئة ودون تقديم أي أدلة: “لو كنت الرئيس، لأبلغت الدولة التي تهددنا (إيران) بأنه إذا فعلتم أي شيء لإيذاء هذا الشخص، فإننا سنقوم بتفجير أكبر مدنكم وسندمر بلادكم”، بحسب تقرير موقع “عصر إيران” بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2024.
وزعم ترامب أنه مُهدد هو والولايات المتحدة بشكل مباشر من قِبل إيران، مؤكدا ضرورة وصول رسالة إلى إيران، مفادها أنه إذا خططت لاغتيال أو استهداف الرئيس أو المرشحين الأمريكيين، فسوف تواجه عواقب وخيمة، كما وصف وجود مسعود بزشكيان، رئيس جمهورية إيران، في نيويورك بأنه “غريب”، بدون ذكر المعلومات المتعلقة ببروتوكولات حضور المسؤولين الأجانب في الأمم المتحدة، وفقا لتقرير موقع “إيران إيكونومست” الإيراني بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2024.
ظريف ينفي ادعاءات تورط إيران في محاولة اغتيال ترامب
علق محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الخارجية، في حوارٍ مع منصة GZERO الأمريكية، رداً على ادعاءات واشنطن بشأن تورط إيران في محاولة اغتيال دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، والتهديدات ضد المسؤولين الحاليين، مؤكدا أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، نقلا عن وكالة “إيسنا” بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2024.
وصرح قائلاً: “إن الجمهورية الإيرانية قد نفت هذه الادعاءات بشكل رسمي، وأنا أيضا أرفضها، ولم نرسل أحدا قط لاغتيال الآخرين، وأعتقد أن هذه خدعة من حملة ترامب الانتخابية لتحسين وضعه غير الجيد في المنافسات الانتخابية”.
وأضاف: “ليس من شأني أن أقرر من سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، هذا قرار ومسؤولية الشعب الأمريكي، ونحن لا نفضل أي مرشح في هذه المنافسة”.
وذكر ظريف: “عكس الولايات المتحدة التي عادةً ما تتدخل، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. نحن لا نقوم بذلك، ولا نتدخل في الانتخابات الأمريكية، هذا الأمر متعلق بالشعب الأمريكي واختياره من سيتولي الحكم”.
وأضاف: “نحن أنفسنا ضحايا للاختراق والقرصنة، ولا تزال هذه القضية مستمرة، لذا، فإن الاختراق مشكلة الجميع، ولا تستطيع أي حكومة أن تسيطر على الهجمات السيبرانية التي تنطلق من أراضيها، لأن الاختراق ليس له حدود”.
وقام ظريف بالرد على سؤال، هل ترى أن الاختراق ربما حدث من داخل إيران، لكنه بالتأكيد ليس من الحكومة الإيرانية؟ مؤكدا: “نعم بالضبط”.