ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشرت صحيفة “ستاره صبح“، الاثنين 3 مارس/آذار 2025، تقريرا ذكرت فيه تصريحات حشمت الله فلاحت بيشة، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني؛ لمناقشة دور إيران في معادلة الشرق والغرب.
ذكر حشمت الله أن موسكو تستغل الورقة الإيرانية لمصالحها الخاصة، ولا ترغب في إبرام أي اتفاق، حتى لو كان محدودا، بين إيران وأمريكا؛ حتى لا يتضاءل دورها في استغلال العقوبات المفروضة على طهران.
وأكد في حديثه عن العلاقات التاريخية بين إيران وروسيا، أنه لطالما اعتقد أن إيران يجب أن لا تثق في موسكو عند التعاملات الخارجية.
وأضاف أن هناك أدلة تاريخية قوية تثبت صحة هذا الرأي، وأوضح أن هناك سببين رئيسيين لعدم الثقة بروسيا وهما:
- روسيا مسؤولة عن الوضع الحالي للاتفاق النووي، حيث ضحّت بإحيائه من أجل مصالحها في الحرب الأوكرانية.
- أمريكا تتحدث اليوم عن التفاوض مع إيران، بينما روسيا تستفيد دائما من المتاجرة بالورقة الإيرانية.
وصرح، تعليقا على نهج ترامب في السياسة الخارجية، بأن ما أفشل لقاءه مع زيلينسكي هو تردد الرئيس الأوكراني في إبرام اتفاق مع ترامب، بعدما أدرك أن ترامب لا يسعى للسلام بقدر ما يسعى لاستغلال ثروات أوكرانيا.
وأضاف قائلا: “أعتقد أن ترامب ليس قلقا بشأن المنشآت النووية الإيرانية، بل يسعى إلى فرض صفقة على طهران. ولهذا السبب، لم يلجأ إلى الأوروبيين، بل ناقش ملف إيران مع الروس، لأنه يعلم أن موسكو مستعدة للمساومة على إيران.
وأكد أن إيران أضاعت فرصا دبلوماسية ثمينة كان يمكن أن تحمي مصالحها الوطنية، مشيرا إلى أن التحذيرات من ضرورة استغلال الفرص الدبلوماسية لم تُؤخذ بجدية.
واستطرد قائلا: “حينما أصررنا على ضرورة الحوار المباشر مع فريق جو بايدن خلال فترة حكم الديمقراطيين، كان ذلك لأننا توقعنا أن يصل العالم إلى هذه المرحلة التي تُعرف اليوم بالموجة العالمية للقومية المتطرفة”.
وذكر أنه منذ تولي بايدن السلطة، كان يحذّر من أن إيران يجب ألا تفوّت فرصة تقليل التوترات الدولية. وأضاف: “لقد قلناها صراحةً في وسائل الإعلام: تم التضحية بالاتفاق النووي لصالح حرب أوكرانيا، وعلينا أن نخشى اليوم الذي تصبح فيه إيران ضحية لسلام أوكرانيا”.
وتابع: “مع اقتراب نهاية الحرب في أوكرانيا، أصبح واضحا أن الصراع لم يكن أيديولوجيا بالنسبة لروسيا أو أمريكا، بل مجرد ورقة مساومة. فمنذ البداية، كان من المتوقع أن موسكو وواشنطن قد تتوصلان إلى اتفاق في النهاية، وأن إيران ستكون الورقة الرابحة لروسيا في هذا الاتفاق”.
وبحسب رأيه، فإن الروس ينظرون إلى علاقاتهم الخارجية كأدوات للحفاظ على نفوذهم الإقليمي، وهو ما يفسر استغلالهم المستمر لإيران، وما نشهده اليوم لم يكن مفاجئا، بل كان متوقعا، فالدول باتت تميل إلى الانغلاق القومي، وتسعى للنأي بنفسها عن الأزمات العالمية.
وأضاف أن الحكومات تحاول تجنب الصراعات الخارجية، وإيران بحاجة إلى اتباع النهج ذاته، إذ يجب على إيران أن تخرج من دائرة التوترات العالمية.
وانتقد فلاحت بيشه ما وصفه بالترويج الإعلامي غير المدروس في السياسة الخارجية الإيرانية، محذرا من أن الإشارات الإيجابية التي قدمها بعض المقربين من بزشكيان لترامب كانت خطأ استراتيجيا، لأن الإشارات غير المدروسة قد تضر بالمصالح الوطنية.
وأضاف أن إيران يجب أن تخرج من صدارة الأخبار العالمية، وألا تكون محورا في أجندة القوى العظمى.
وأكد أن ترامب سيعيد فتح ملفات سياسية قديمة، ما سيؤدي إلى استنزاف الطاقة الأمريكية، فالعديد من دول المنطقة تحاول تجنب التصعيد العسكري، والواقع أن الجهة الوحيدة التي تدفع نحو مواجهة أمريكية-إيرانية هي إسرائيل.
وأوضح أنه على العكس، فالدول العربية تشعر بقلق شديد إزاء أي تصعيد عسكري جديد، وتسعى جاهدة للحفاظ على الاستقرار.
وأشار، في ختام حديثه، إلى أن دول المنطقة لا تؤيد فكرة اندلاع حرب شاملة، مؤكدا أن تركيا أيضا تشعر بالقلق من أي تصعيد عسكري في المنطقة.
واختتم بأن عدم الاستقرار الإقليمي يضر بتركيا أكثر من غيرها، حيث إنها تتمتع بموقع استراتيجي كممر تجاري عالمي، وأي شرارة حرب قد تهدد اقتصادها بشكل خطير.