كتبت: لمياء شرف
جهود متجددة من الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، من أجل حل أزمة الملف النووي بعد توقفه عام 2018 بعد فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
صرح بزشكيان خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية برغبة حكومته في الحوار، وشدد خلال مقابلته التلفزيونية مع قناة “الجزيرة” الإخبارية، حيث حل ضيفاً على برنامج “لقاء اليوم”، بأن إيران لا تسعى لحرب مع أي طرف، وإنما تدعم الحوار مع أي طرف يريد الانخراط معها.
وأكد أن دولة إيران التزمت بالاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الغربية.
الجدير بالذكر أن إيران عملت بالاتفاق النووي إلى أن تراجع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الاتفاق، معيدا فرض عقوبات كبيرة على طهران، وعليه تراجعت إيران عن جميع القيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها، وخصبت اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهو ما يقارب المستويات التي تسمح بصنع الأسلحة النووية.
تعتبر وكالة “بلومبيرغ” أن الجهود الرامية من حكومة بزشكيان إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي، خاصة بعد مرور ست سنوات على انسحاب الولايات المتحدة، معقدة بشكل كبير، مشيرة إلى أن السياق الإقليمي والدولي قد تغير بصورة جذرية، مما خلق تحديات جديدة أمام أي محاولات للتفاوض.
وضح الخبير الاستراتيجي الإيراني، سعيد شاوردي، لموقع “الحرة”، أن خطاب الرئاسة الإيرانية لم يتغير، بل يتماشى مع نهج الحكومات الإيرانية المتعاقبة منذ بدء محادثات الملف النووي، قبل أكثر من عقدين.
وأشار شاوردي إلى أن بزشكيان يواصل هذا المسار من خلال إظهار انفتاحه على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسعي لإثبات الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني.
ونفى شاوردي وجود ازدواجية في الخطاب الرسمي المرتبط بالملف النووي، موضحا أن الأمر يتعلق فقط باختلاف رؤى وتقديرات، بين الإيرانيين.
وأوضح أن إحياء الاتفاق لن ينهي العقوبات الأمريكية، حيث ستسعى واشنطن لفرض عقوبات جديدة بذرائع مختلفة كقضايا حقوق الإنسان والمرأة والنفوذ الإقليمي.
وأضاف أن معارضي الاتفاق بالداخل الإيراني يشككون أيضا في إمكانية إحياء الاتفاق النووي، خاصة بعد المساعي الفاشلة، خلال فترة حكم الرئيس السابق رئيسي، “بسبب المطالب الغربية المتقلبة”.
ومن جهة أخرى، يقول إن هناك رؤية مقابلة، يتبناها عادةً الإصلاحيون، وتؤكد ضرورة إحياء الاتفاق، وتقوم على أن الوضع الحالي مناسب لإبرام اتفاق جديد أو إحياء القديم.
كما أكد بزشكيان في لقائه مع قناة الجزيرة، أن بلاده سترد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في طهران، ولكنها ستقرر الإطار الزمني لذلك.
وقد اجتمع كل من الرئيس بزشكيان، ووزير خارجيته عباس عراقجي، ونائبه للشؤون الاستراتيجية جواد ظريف، على التصريحات نفسها بشأن اغتيال “هنية” في طهران، بعد موجة من التصريحات المتضاربة بينهم بشأن الحرب في لبنان ودعم “حزب الله” بالدخول في حرب مع إسرائيل.
وأضاف بزشكيان قائلا: “ما سنقوم به سيكون رد فعل في الزمان والمكان المناسبين، ولن يكون أمرا نعلنه وسوف نقرر مستوى الأحداث”.
وأكد أن إسرائيل في الوقت الحالي حريصة على توسيع الحرب في المنطقة، وهي لن تكون متضررة من ذلك، لأنها مدعومة بمن يرفعون شعارات الحرية وحقوق الإنسان الكاذبة، وفق تعبيره.
وحذر من وقوعهم في فخ اللعب بهم وجرهم إلى الحرب، مؤكداً ضرورة اختيار الزمان والمكان المناسبين. وأشار إلى أن الذين اغتالوا إسماعيل هنية استغلوا تاريخ تنصيب الرئيس الإيراني.
وكانت حركة حماس أعلنت يوم 31 يوليو/تموز 2024، اغتيال رئيس مكتبها السياسي في العاصمة الإيرانية طهران عقب مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني.
وقال معلقا على الهجمات التي شنتها إسرائيل على حزب الله في لبنان عبر تفجيرها مئات من أجهزة النداء الآلي “البيجر”: “إن الغرب التزم الصمت أمام تلك الهجمات”.
وأوضح بزشكيان أن إسرائيل تسعى لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة، خاصة بعد فشلها في تحقيق أهدافها في غزة، وقال إن الهدف الوحيد الذي حققته هو تدمير القطاع بأكمله ومنع وصول الإمدادات الإنسانية.
وانتقد موقف الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأوروبية، مشدداً على ضرورة اتحاد الدول الإسلامية والحديث بصوت واحد.