كتب: محمد بركات
ممسكا بالجاروف في يده، هكذا ظهر مسعود بزشكيان الرئيس الإيراني، خلال فعاليات زيارته التي استمرت يومي الأربعاء 22 والخميس 23 يناير/كانون الثاني 2025، إلى مدينة خوزستان، ظهور سبَّب عاصفة كبيرة من النقد للرئيس الإيراني، تصدرها تياره الإصلاحي، فبين من اعتبر ذلك تصرفا شعبويا لا يجدي نفعا مع الناس، ومن اعتبره رسالة من الرئيس إلى المسئولين والشعب.
نهج بزشكيان للتنمية
فقد تناولت صحيفة سازندكي في عددها ليوم السبت 25 يناير/كانون الثاني 2025 هذا الموضوع، حيث كتبت: “أثارت صورة الرئيس الإيراني خلال زيارته لمحافظة خوزستان الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2025، وهو مرتدي ملابس العمال أثناء مشاركته في بناء مدرسة جدلا واسعا، حيث اعتبره البعض تصرفا شعبويا مشابها لأفعال رؤساء سابقين، الأمر الذي نفاه بزشكيان بنفسه حيث صرح بأن هذه الخطوة ليست دعائية، فهو لن يترشح لولاية ثانية ولا توجد انتخابات قريبة تستدعي مثل هذه التصرفات، مشددا على أن رسالته هي البناء والتنمية المستدامة بعيدا عن السياسات المؤقتة التي تزيد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية”.
ويكمل التقرير: “فخلال زيارته لمحافظة خوزستان، أرسل بزشكيان رسالة واضحة ضد الرياء المؤسسي، فخوزستان، رغم ثرواتها الهائلة من الطاقة، تعاني من الفقر والتدهور البيئي والحرمان، فقد انتقد الرئيس بشدةٍ إغلاق المصانع بشكل مؤقت في أثناء زيارته، لتقليل التلوث، واعتبر ذلك محاولة لإخفاء المشكلات بدلا من مواجهتها بصدق وشفافية، كما شدد الرئيس على أن الشعب لم يعد يثق بالشعارات والوعود الفارغة”.
ويضيف: “إن خطوته الرمزية بارتداء زي العمل والمشاركة في بناء مدرسة، تحمل رسالة صادقة عن التضامن والعمل الحقيقي، فبخلاف بعض المسؤولين الذين يكتفون بقرارات شكلية وشعارات فارغة، فقد أظهر بزشكيان أن المسؤولية الاجتماعية تتطلب النزول إلى الميدان والعمل المباشر، ويمكن أن تكون تجربته رمزا للسير نحو نهج جديد من البناء، متأسيا بالتجربة اليابانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية”.
ويقول التقريرج: “إن معاملة الناس بوفاء والأعداء بحكمة كان الشعار الذي ركز عليه الرئيس في مساعيه للسير نحو البناء، حيث يعتقد بزشكيان أن الطريق لتحقيق التنمية يبدأ برفع العقوبات التي تأكل البلاد كالآفات، الأمر الذي لا يمكن أن يحدث بدون الحوار مع دول العالم، الحوار مع جميع الدول، كما أكد استراتيجيته السابقة بأن التقدم الحقيقي يتطلب الابتعاد عن السياسات المؤقتة كالإنفاق العشوائي الذي يؤدي للتضخم، والتي خلقت أزمات اقتصادية واجتماعية. ومن جهة أخرى فقد أتاح الرئيس للمعارضين فرصة التعبير عن آرائهم علنا، مخالفا سياسات التضييق التي تبناها الرؤساء السابقون، ضاربا بذلك مثالا لنهج جديد يركز على الصدق والعمل الجماعي لبناء مستقبل أفضل”.
ويختتم التقرير بقول: “إن رسالة الرئيس واضحة، فالتنمية الحقيقية تتطلب جهودا جماعية، والشفافية، والتخطيط بعيد المدى، مع الالتزام بمبادئ النزاهة وتجاوز العقوبات، مما يجعل هذا النهج أكثر أهمية في الظروف الحالية لإيران”.
هل يعتمد بزشكيان الخطاب الشعبوي؟
في هذا الإطار كذلك نشرت صحيفة هم ميهن، السبت 25 يناير/كانون الثاني 2025 تقريرا تتناول فيه تاريخ الخطاب الشعبوي وتوصيفه في إيران، وتجيب عن سؤال مفاده: هل يستخدم بزشكيان الخطاب نفسه أم لا؟ حيث تقول: “بدأ الحديث عن موضوع الشعبوية في إيران في فترة الرئيس أحمدي نجاد، فلم يكن الموضوع غريبا قبل تلك الفترة، ولكن ازدياد الوعي ودور وسائل الإعلام والنخب، إضافة إلى الإفراط في الشعبوية من قبل أحمدي نجاد، ساهم في تعزيز هذا النقاش، وفي الأشهر الأخيرة، خاصة بعد تصرفات بزشكيان الأخيرة في خوزستان لإطلاق مشروع بناء مدارس، تم إعادة طرح هذا الموضوع، هل ينتهج بزشكيان الخطاب نفسه؟”.
ويجيب التقرير: “يتضح من مجمل تصرفات رئيس الجمهورية أنه بالفعل شعبوي إلى حد ما، ولتجنيب الانحياز الشخصي يمكن رؤية بعض الصفات التي تظهر هذا الجانب في خطاب بزشكيان، وهي أنه يتحدث بلغة عامية، ويعطي أهمية أقل لمحتوى القوانين مقارنة بالقوانين نفسها، مثال على ذلك مقاومته لقانون الحجاب، كذلك فإنه يسعى لأن يظهر بين الناس ويكون منهم، وأخيرا فإنه لا يولي اهتماما كبيرا للأحزاب والمؤسسات المدنية”.
ويكمل: “إن الحركة الإصلاحية كانت حركة نخبوية، وكان لها لغة نخبوية أقل فهما من قبل العامة، وقد اهتمت بشدة بتطبيق القانون، ولكن في المقابل، يظهر بزشكيان في تعاملاته مع قانون الحجاب والعفة، أنه لم يقع في فخ الإفراط في تطبيق القانون، بل تعامل مع القضية من منظور العدالة، مع ذلك، فقد كان هناك بعض التصريحات الشعبوية التي يمكن نقدها، مثل قوله إن النزاعات ناشئة عن تصرفات نفسية، وهو ما يقلق بعض الباحثين حول تهديد الشعبوية للتعددية والمنافسة”.
ويضيف التقرير: “كذلك يجب الحذر من سلوك الرئيس الشعبوي، إذ إن تصرفاته قد لا تُستقبل جيدا من الشعب، وذلك لأسباب ثلاثة، أولها أن الناس قد ضاقت ذرعا بمثل هذه التصرفات، وثانيا أنه يجب أن تُتبَع هذه التصرفات بتحقيق إنجازات ملموسة لتحظى بقبول الشعب، وأخيرا يجب مراعاة الحد في هذه التصرفات، فلا يجب الإفراط في استخدامها في المناسبات العامة”.
ويخلص التقرير إلى أن “تصرفات بزشكيان تتناسب مع أهداف التنمية من الناحيتين العاطفية والحسية، ويمكن أن تؤدي، إذا تم استغلال هذه القدرات الذاتية والشخصية بشكل صحيح، إلى تغييرات إيجابية وهامة في البلاد. ولكن أولا، يجب التركيز على جوانب عدم اهتمامه بتشكيل الأحزاب والمؤسسات المدنية، وفي الوقت ذاته يجب أن يُنوه ببعض قراراته، مثل اجتماعه مع الأحزاب وتعيين مستشار لشؤون الأحزاب والمؤسسات المدنية، وهو أمر تحقق لأول مرة، كذلك، فيجب تعزيز ذهنه بشأن مسألتين التعددية والمنافسة، حتى لا يقع في فخ الفهم الشعبوي غير العميق للوحدة الذي قد يؤدي إلى مشكلات في السياسات واتخاذ القرارات الخاطئة. وأخيرا، ينبغي مساعدته هو وحكومته على توجيه روح العدالة والحقوق إلى الإصلاحات الهيكلية والقانونية في المجالات التي يعاني فيها القانون من الضعف، وتعزيز مبدأ سيادة القانون بشكل عام”.
مغالطة الإصلاحيين
هذا وقد ألقت صحيفة جوان في عددها السبت 25 يناير/كانون الثاني 2025، الضوء على جانب آخر من القصة، حيث قالت إن الاتجاه الإصلاحي يعاني أزمة في ممارسة الشعبوية بين الإطار النظري والعملي، حيث قالت “أثارت لقطة حمل مسعود بزشكيان فأسا لوضع حجر الأساس في بناء مدرسة جديدة في خوزستان استياء شديدا لدى الإصلاحيين، حيث قالوا إن تلك التصرفات الشعبوية لا يجب أن تصدر عن الرئيس، وأنها تعيد للأذهان تصرفات بعض الرؤساء السابقين التي لم تجد نفعا، وأن هذه الأيام قد ولّت وأن الناس لم يعودوا يتحملون مثل هذه الأمور. ولكن، هل حقا مشكلة الإصلاحيين تكمن في الشعبوية؟”.
يكمل التقرير: “عندما يصرح الإصلاحيون بأن الناس لم يعودوا يفضلون هذه التصرفات، فإن هذا يعني أن هذه التصرفات ليست شعبوية، ربما لا تكون نخبوية إصلاحية، ولكن عندما لا يفضلها الناس ومع ذلك يقوم بزشكيان بها، فإن هذا لا يكون شعبويا، هذا يعني أنهم حتى لا يهتمون بالتعريفات العلمية للكلمة التي يستخدمونها. ومع ذلك، فبينما ينتقد الإصلاحيون الشعبوية العملية، فهم أنفسهم رواد الشعبوية النظرية والأدلة على ذلك كثيرة”.
وفي عرضه لأدلة تضارب الإصلاحيين، ذكر التقرير: “فردّ فعلهم تجاه عودة ترامب تدرج من الصمت إلى الاعتدال إلى الموافقة، ثم الأمل وفي النهاية إلى تبرئة ترامب، بتصريحات ألقاها ظريف عليه في دافوس حين قال إنه تم فرض الخروج الاتفاق النووي على ترامب ومع ذلك، فقد كان هذا الفريق نفسه منذ ثماني سنوات وخلال فترة ترامب الأولى يعتقد أنه مجنون خطر يهدد الديمقراطية والليبرالية ويدمر أمريكا والعالم. هذا التغيير الذي أظهره الإصلاحيون عند وصولهم إلى السلطة يعد ضد النخبوية وهو في الواقع شعبوية، لأننا يمكننا اعتبار كليهما محاولات لإظهار دعم حقوق واهتمامات الناس وتفضيلاتهم. كل هذا يعني أن الشعبوية جيدة إذا ظهرت كنظرية ورؤية وتحليل، ولكن إذا أخذ شخص معول في يده، فهذا ليس جيدا”.
ويشير التقرير: “في الواقع، لا يُعتبر مسعود بزشكيان شعبويا على الإطلاق. فهو باستمرار يقف ضد الناس ويقول إن الإيرانيين يستهلكون أربعة أضعاف ما تستهلكه أوروبا من الطاقة، ويطلب منهم أن يقتصدوا. ويزيل الدولارات التي تقل عن سعر السوق. كما يدافع دائما عن وجود الخبراء والنخبة في الحكومة، على الرغم من أن بعض محاولاته قد تواجه معارضة من العامة، كذلك فإن الشعبويين ضد التعددية، بينما يختلف بزشكيان عنهم، يدعي الشعبويون أنهم يمثلون الناس بشكل حصري، ولكن مسعود لا يفعل ذلك، بل على العكس”.
ويخلص التقرير إلى أنه “إذا كان الأمر كذلك والإصلاحيون أنفسهم عالقون في الشعبوية النظرية، فلماذا شنوا هذا الهجوم الكبير على تصرف مسعود؟ ولماذا في الحكومة يحاولون إحداث أسلوب جديد في اللقاءات الشعبية بحيث لا يكون الوجود بين الناس أمرا ضروريا؟ هل هو فقط لأنهم لا يريدون أن يكونوا مثل هؤلاء الرؤساء؟ لو كنا نواجه سياسيين صادقين وأصيلين في الساحة العالمية، لكان بإمكاننا إعطاء إجابة واضحة، ولكن ربما الإصلاحيون أنفسهم لا يعرفون ما يعارضونه، ومن خلال التقليد السريع من بعضهم البعض، يملؤون حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بالنقد ضد مسعود واتهامه بالشعبوية”.
الإصلاحيون يتخلون عن بزشكيان
وعلى ذلك النهج، فقد حللت صحيفة فرهيختكان في عددها السبت 25 يناير/كانون الثاني 2025، أسباب هجوم التيار الإصلاحي على بزشكيان، حيث قالت: “في اليوم الثاني من سفره إلى خوزستان، وخلال زيارته مشروع بناء مدرسة في منطقة الأهواز، ارتدى الرئيس ملابس عمالية، وفي خطوة رمزية، وضع أول لبنة من مدرسة في مدينة برديس الأهواز. وقد أثار هذا التصرف من الرئيس العديد من ردود الفعل، حيث انتقده البعض، ولكن الشيء الغريب ها هنا هو أن الكثير من المنتقدين كانوا من صفوف الإصلاحيين، الذين من المفترض أن يكونوا داعمين للرئيس في الأوقات التي يقوم فيها بخطوات إيجابية. ومع ذلك، اعتبر بعض الإصلاحيين هذا التصرف استمرارا لفكر محمود أحمدي نجاد، ولذلك انتقدوه”.
ويكمل التقرير: “ما تم تداوله في الإعلام عن تصريحات وأفعال الرئيس خلال هذه الزيارة لم يكن صورة غير واقعية عن الرئيس، ولم يظهر أي دليل على محاولة خداع الرأي العام أو عرض إعلامي، فقد أظهر بزشكيان شخصيته الحقيقية كما هي، والأهم من ذلك أن هذه الخطوة لم تكن مجرد عرض إعلامي، بل كانت تحمل رسالة، والرسالة لم تكن موجهة فقط للشعب، بل كانت بالأساس للمسؤولين. والشاهد على ذلك هو الخطاب الذي ألقاه بعد زيارته هذه المدارس أمام النخب والمثقفين”.
ويضيف: “هذا وقد اعتبر بعض الإصلاحيين خطوة الرئيس في الأهواز استمرارا لسلوك رؤساء الجمهورية الأصوليين مثل أحمدي نجاد إبراهيم رئيسي، معتبرين ذلك عرضا للشعبوية التي يرون أنها لا تتناسب مع مكانة وشرف رئاسة الجمهورية، ففي فكر الإصلاحيين، كانت العدالة مفهوما غريبا، حيث أهملوه في الحكومة الإصلاحية ولم يسعوا لتحقيقه، بينما انتصر محمود أحمدي نجاد في المنافسة معهم بسبب ركوبه على هذا الضعف”.
ويشرح التقرير: “إن بزشكيان لا يمكن مقارنته بأي من الشخصيات الإصلاحية التقليدية، وهذا يعرفه الإصلاحيون جيدا، فبعد فوزه في الانتخابات، كتبت إحدى الصحف الإصلاحية أنه تعريف جديد للإصلاحيين، فهو ليس خاتميا، ولا موسويا، ولا كروبيا، بل هو يبدأ عملية فكرية جديدة في خطاب الإصلاح، وبهذا الفهم، يمكن اعتبار تحركه خلال زيارته للمدرسة في الأهواز جزءا من إتمام هذا التغيير، فالرئيس يقع ضمن إطار فكر الإصلاح لكنه يحمل خصائص مميزة له، وقد فاز بتصويت الناس بناءً على هذه الخصائص، ولكن بعد وصوله إلى الرئاسة، سعى بعض الإصلاحيين لتقديم صورة عن مسعود وفقا لما يعتقدون أنه الأفضل”.
ويكمل: “هذا السعي لإعادة تقديم الصورة كان يهدف فقط إلى تسوية الطريق لهم للعودة إلى السلطة، وهذا يظهر أن ما يهم بعض الإصلاحيين ليس الرئيس نفسه، بل المكاسب التي يمكنهم الحصول عليها من خلاله. الصورة التي تم نشرها من الرئيس وهو يحمل الفأس في الأهواز تخرق هذه الصورة التي كان يريدها البعض عن الرئيس”.
ويختتم: “إن أزمات الحكومة تتصاعد، ومع تصاعدها، بدأ بعض الإصلاحيين الذين كانوا يتهربون من دفع الثمن لدعم الحكومة، يظهرون ميلا أكبر للتباعد عن الحكومة واستخدام كل فرصة لانتقادها، بعض الانتقادات التي تم طرحها بعد زيارة الرئيس لمنطقة برديس بين بعض الإصلاحيين، تقع في هذا السياق، ونظرا لأن بعض الإصلاحيين يرون أن حمل الفأس سمة من سمات سلوك رؤساء الجمهورية الأصوليين، فقد أصبح لديهم الآن الفرصة لانتقاد الحكومة والتظاهر بأنهم منتقدون، وفي وسط الأزمات التي قد تواجه الحكومة وعدم الرضا الاجتماعي، فإنهم يتراجعون”.
مؤيدون ومعارضون
لم تكن تلك العاصفة التي أثارتها صورة بزشكيان لتهدأ حتى يظهر مؤيدون ومعارضون، فمن جهة انتقد حسين نقاشي، الناشط السياسي وعضو حزب اتحاد ملت، الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2025 تصرف بزشكيان، قائلا: “لا يمكننا الصراخ عندما يرتفع سعر الذهب والدولار في عهد أحمدي نجاد ورئيسي، ثم نسكت عندما نصل إلى روحاني ومسعود بزشكيان أو نقول إنهم لا يتركوننا! لا يمكننا القول إن أحمدي نجاد كان مُضللا وشعبويا عندما ارتدى زي عامل النظافة، ثم نقول إن مسعود بزشكيان يصبح شخصا شعبويا ومتواضعا عندما يحمل الفأس! هل هذا ممكن؟”.
وفي منشور عبر تليغرام، كتب محمد جواد روح، رئيس تحرير صحيفة هم میهن الإصلاحية: “شخصيا، أنا ضد هذا التصرف من بزشكيان وأي رئيس جمهورية أو مسؤول حكومي آخر. في اليوم التالي من تأكيد صلاحية ترشحه، سألته سؤالا جديا عن سلوكه وكلامه وشعاراته حول العدالة التي يرفعها، حيث قلت: ما الفرق بينك وبين محمود أحمدي نجاد؟ يومها، غضب مسعود من سؤالي وقال إن تفكيره وسلوكه لا علاقة له بأحمدي نجاد. بشأن شعار العدالة، وقرأ بعض العبارات من نهج البلاغة، واعتبر أن إحقاق الحق والمساواة في الفرص بين المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب والجنسيات هو ما يعنيه، وكان ذلك بالطبع كلاما صحيحا. ومع ذلك، فإن تصرفه اليوم يذكر أكثر من أي شيء آخر نفس تفكير أحمدي نجاد؛ حتى وإن قلنا إن مسعود هو هكذا في الحقيقة بينما كان أحمدي نجاد فقط يؤدي عرضا، فلا فرق أيضا”.
أما مصطفى داننده، الكاتب الصحفي، فقد کتب فی 23 يناير/كانون الثاني 2025: “إذا كنت تريد أن تحمل الفأس، فافعل. إذا كنت تريد أن تجلس خلف المكتب، فاجلس. إذا كنت تريد أن تقوم بجولات إقليمية، فافعل. فقط حل مشاكل الناس الذين لا تبقى لهم حياة ولا مال. موائدهم فارغة وعرق الخجل على جباههم. العرق الذي كان يجب أن يتصبب على وجوه المسؤولين من الآباء والأمهات، وليس على جباههم”.
كما كتب محمد بارسي، الصحفي والناشط، على حسابه عبر منصة إكس 23 يناير/كانون الثاني 2025، قائلا: “بن سلمان اليوم تحدث مع ترامب عن رغبة السعودية في توسيع استثمارات 600 مليار دولار مع أمريكا، بينما مسعود بزشكيان يحمل الفأس بزي عمالي في خوزستان، التي هي ثالث أكبر محافظة من حيث نسبة البطالة رغم كثرة الموارد الطبيعية فيها! إلى متى سنظل نشاهد هذه العروض الشعبوية؟”.
في المقابل، دافعت بعض الشخصيات الإعلامية والمستخدمين الإصلاحيين عن هذا التصرف من مسعود بزشكيان بشكل مباشر وغير مباشر، حيث نشر على أصغر شفيعيان، مدير ومحرر “إنصاف نیوز”، صورة لمسعود بزشكيان أثناء رحلته، وقال: “حكومة مسعود بزشكيان ستقوم بحل مشكلة نقص الفصول الدراسية في المدارس. اليوم، اضطُرّ مديروها إلى أن یتسخوا بفضل مسعود، فبعضهم لم يمسك الفأس في حياتهم”.
وفي السياق نفسه، كتب عبد الرضا رئیسی، الناشط السياسي الإصلاحي، قائلا: “رأيت بعض الأصدقاء الذين كتبوا أن هذه الحركة شعبوية! الحركة الشعبوية تكون مذمومة عندما تكون مصحوبة بالخداع والديماغوجية ومصطنعة وكاذبة وشعارات فارغة، لكن هذه الحركة الرمزية والصادقة دليل على عزيمة وإرادة رئيس الجمهورية من أجل حركة بناء المدارس، وإذا كانت حسب كلام البعض شعبوية، فهي محقة وصحيحة”.