لمياء شرف
تصاعد مؤخراً الصراع الداخلي في إيران بين الرئيس الإيراني بزشكيان والأصوليين، خاصة بعد التصريحات المتضاربة بين بزشكيان ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
صرح بزشكيان، الاثنين 23 سبتمبر/أيلول، حسب وكالة “بلومبيرغ”، بأن إيران مستعدة لخفض التوتر مع إسرائيل طالما رأت نفس مستوى الالتزام من الجانب الآخر، فيما نفى عراقجي هذا التصريح، قائلا: “بزشكيان لم يدل بمثل هذا التصريح قط”.
وأكد عراقجي، وفق التلفزيون الإيراني، أن بزشكيان أدان بشدة خلال لقائه رؤساء وسائل إعلام أمريكية، الجرائم الإسرائيلية في غزة والعدوان على لبنان، ودعا إلى وقفها.

ولفت إلى أن الرئيس الإيراني قال: “إن اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، بطهران لن يمر دون رد، وإن هذا الرد سيتم تنفيذه في الوقت المناسب”.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تبقى مكتوفة اليدين تجاه عدوان الكيان الصهيوني على لبنان وستدعم لبنان دعما شاملا.
وعلى النقيض، حسب ما نقلته “بلومبيرغ”، فقد صرح الرئيس الإيراني بزشكيان للصحفيين، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلا: “نحن على استعداد لوضع جميع أسلحتنا جانبا طالما كانت إسرائيل مستعدة لفعل الشيء نفسه، ونحن لا نسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة”، مؤكدا أنه في حال اندلاع حرب في المنطقة، فلن تخدم إيران مصلحة أي طرف.
في مقابلة حصرية مع مذيع CNN فريد زكريا، قال الرئيس الإيرني مسعود بزشكيان، إن الضربات الإسرائيلية المكثفة على حزب الله في لبنان أزمة إنسانية تخاطر بإشعال الصراع في المنطقة، مؤكدا أن الخطر قائم من أن تمتد نار الأحداث التي تجري في لبنان إلى المنطقة برمتها.
وأكد خلال المقابلة حسب CNN، أن حزب الله يواجه دولة مسلحة بشكل جيد جدا، ولديه إمكانية الوصول إلى أنظمة أسلحة تفوق بكثير أي شيء آخر، محذرا من السماح بوصول لبنان كغزة على أيدي إسرائيل”.
أشار إلى أن حزب الله لا يستطيع أن يقف بمفرده أمام دولة تدافع عنها وتدعمها وتغذيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، محذرا من أن الأحداث قد تتحول إلى صراع إقليمي.
انتقادات داخلية
وفي سياق متصل يواجه بزشكيان انتقادات داخلية بسبب تصريحاته وتصرفاته التي تشير إلى علامات الاستفهام، آخرها حسب التقارير الإعلامية، اصطحاب بزشكيان 40 مرافقا له خلال رحلته إلى نيويورك. كما طالته انتقادات بالفساد واستخدام السلطة بسبب اصطحابه صهره في زيارته الأخيرة للعراق، وبعدها قام بتعيين صهره مساعدا تنفيذيا لمكتب رئيس الجمهورية.
انتقد النائب علي رضا سليمي مشاركة أفراد عائلة بزشكيان في الرحلات الحكومية الرسمية، قائلا: “لقد أصبح اتجاه المسؤولين لإحضار أفراد الأسرة إلى الاجتماعات والرحلات الرسمية أكثر تكرارا”.
الأخوة مع أمريكا
اشتد الهجوم الداخلي على بزشكيان من الأصوليين والمحافظين المتشددين، خاصة بعد محاولته لعب دور الدبلوماسي في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ذكر في تصريحات سابقة له خلال مؤتمر صحفي في طهران: “نحن لا نعادي الولايات المتحدة، عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا”، مضيفا: “نحن إخوة للأمريكيين أيضا”.
بهذه التصريحات التي وصف بها أخوتهم للأمريكان، تجاهل بزشكيان العدوان الإقليمي طويل الأمد للنظام، والعقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وتهرب بزشكيان من الإجابة عن الأسباب الحقيقية لوضع طهران المنبوذ دوليا، واقتصر حديثه عن الأخوة مع الشعب الأمريكي؛ في محاولة مستترة للمطالبة برفع العقوبات من جانب واحد، من دون معالجة القضايا الأساسية التي أدت إلى عزلة النظام.
واجهت هذه التصريحات ردود فعل عنيفة من داخل النظام حسب موقع إيلاف، وانتقد أمير حسين ثابتي، عضو مؤثر في البرلمان، تعليقات بزشكيان بشأن تعزيز العلاقة الأخوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، واصفا إياها بأنها غير واقعية، معلقا: “لقد تراجعنا وفرضوا مزيدا من العقوبات. هذا حب من طرف واحد. متى سنتوقف عن تكرار هذا المسار الخاطئ؟”.
انتقدت “رجا نيوز” أداء بزشكيان ووصفته بأنه ضعيف ومثير للخلاف، كما ذكرت أن المؤتمر الصحفي الأول كان أضعف بكثير مما كان متوقعا لرئيس دولة، وربما كان التأخير لمدة شهرين في عقد هذا الحدث أكثر منطقية.
واتهمت الفريق الإعلامي لبزشكيان بتنظيم جلسة أسئلة وأجوبة مزورة، مشيرة إلى أن اختيار الصحفيين تم ترتيبه مسبقا.