كتبت- رضوى أحمد
نشرت وكالة أنباء جمهورية إيران الإخبارية إيرنا يوم الأربعاء 28 أغسطس/آب 2024، تصريح لـلواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، في حفل تكريم وتقديم نائب رئيس الأركان العامة قال فيه: “نحن في حالة أزمة في المنطقة بعد طوفان الأقصى، والاحتلال الصهيوني يشعر بالخطر والتهديد في بقائه، وهذا الأمر جعل الأميركيين يترددون أيضاً في دعمه، ولذا يستمر الاحتلال في اتخاذ أي إجراء إجرامي لمواصلة حياته المشينة”.
وأكّد باقري على الرد الإيراني على جرائم النظام الصهيوني، وذكر أن قوة أمريكا بالتأكيد لا يمكن مقارنتها بما كانت عليه قبل خمس سنوات لأنها تتراجع الآن وتكافح من أجل استعادة قوتها.
مضيفًا: “اليوم، المسؤولية الملقاة على عاتقنا حساسة للغاية، لذا لا ينبغي لنا أن نهملها للحظة، وعلينا الاستعداد للرد بسرعة على التهديدات وتعزيز البنية التحتية وتطوير العلوم والتكنولوجيا وتحسين جودة المنتجات”.
والآن تظهر محاولات أخرى لثني إيران عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في 31 يوليو/تموز الماضي، في الاتصالات الهاتفية بـ عباس عراقجي وزير الخارجية الجديد لتهنئته على توليه المنصب.
فمثلاً في اتصال وزيرة خارجية اليابان كاميكاوا أعربت عن قلقها إزاء الوضع الخطير في المنطقة بعد استهداف الشهيد إسماعيل هنية في طهران وشدّدت على ضرورة تهدئة الوضع ودعت الأطراف المتنازعة إلى ضبط النفس، وأجابها عراقجي بأن: “الأعمال الاستفزازية للنظام الصهيوني، بما في ذلك اغتيال الشهيد هنية في طهران و نهج نتنياهو الشخصي لتوسيع الحرب هو السبب الرئيسي للتصعيد في المنطقة”.
وأكّد عراقجي أن إيران على عكس النظام الصهيوني، لا تريد توسيع التوتر والصراع في المنطقة.
وكذلك كاسبر فيلدكامب وزير خارجية هولندا، ليلة الأربعاء 28 أغسطس/آب 2024، في مكالمة هاتفية مع عراقجي، أثناء تهنئته على تعيينه وزيرًا للخارجية أشار إلى قلق بلاده إزاء تزايد الأزمة في منطقة غرب آسيا، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس ومنع انتشار التوتر. وأضاف: هولندا تأمل أن تتوقف دائرة العنف في المنطقة وأن يتم إرسال المساعدات الإنسانية، وتنتهي معاناة الشعب الفلسطيني.
وأجابه عراقجي، فيما يتعلق بالتطورات في غرب آسيا، مع التأكيد على ضرورة وقف الحرب الفوري ضد شعب غزة: إن إيران تريد تهدئة التصعيد في منطقة غرب آسيا، في حين أن النظام الصهيوني يستمر في القتل والعنف وزيادة التوتر في المنطقة.
أيضًا بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عمان، وهو الوسيط الدائم بين إيران والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، في اتصال هاتفي مع عراقجي لتهنئته على منصبه، وفي هذه المحادثة، أكّد البوسعيدي على اهتمام سلطان عمان بالعلاقات بين البلدين، واستعداده للعمل بشكل وثيق مع نظيره الإيراني لمتابعة الاتفاقيات بين قادة البلدين. وفي إشارة إلى التحديات المتزايدة في منطقة غرب آسيا.
رد عراقجي: “لحسن الحظ أن العلاقات بين طهران ومسقط تتوسع في كل الأبعاد، واستمرار المشاورات والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك القضايا الإقليمية، سيساعد على حل المشاكل القائمة”.
النقطة الخفية في هذه المكالمة الهاتفية هي بلا شك القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وإيران وأمريكا، وهناك احتمال أن يكون الجانب العماني قد حمل أيضًا رسالة لإيران.
رسالة تزيل ظل الحرب من المنطقة
نقلت وكالة أنباء سياست روز تقرير وكالة أنباء فارس يوم الأربعاء 28 أغسطس/آب، والذي جاء فيها تأكيد العديد من القادة العسكريين والمسؤولين الإيرانيين في الأيام القليلة الماضية على حتمية الانتقام.
وبطبيعة الحال، لم يتم تحديد زمان ومكان هذا الانتقام، وهذه القضية وضعت إسرائيل في وضع معقد وغير متوازن في مختلف المجالات السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية والاجتماعية.
وقد أكّد القائد نائيني، المتحدث الجديد باسم الحرس الثوري، أن زمان ومكان الرد الإيراني يعتمدان على حسابات إيران. وبحسب خبراء أمنيين، فإن إعلان هذا الموقف، بالإضافة إلى إظهار الثقة العالية في مواجهة التوترات الأجنبية المعقدة، يعني بدوره إذلال أجهزة الحوسبة العبرية الغربية، لأن هذه الأجهزة، على الرغم من الدعم الكثيف المحيط بها، غير قادرة على تحديد الوقت.
ويشير تركيز القادة والمسؤولين في إيران إلى أنه على الرغم من عدم الإعلان عن وقت ومكان الرد بناءً على استراتيجية إيران، إلا أنه سيكون مؤكدًا. وعلى هذا الأساس حاولت دول مختلفة خلال الأيام التي تلت استشهاد قاسم سليماني ثني إيران عن وعد الرد من خلال دعوات وزيارات ورسائل مفتوحة وخفية. ويعتقد العديد من الخبراء أن انتقام إيران هو تكتيك مفاجئ. وتكتيك المفاجأة، كما يقول الخبراء، يعني أن العدو يجب أن ينتظر القصاص لشهيد سليماني، في أي لحظة وبطرق مختلفة، وهذه المفاجأة جعلت العدو أكثر حيرة وارتباكًا وقلقًا.
وجدير بالذكر أن خلال هذا الأسبوع جاء رئيس الأركان المشتركة الأمريكية تشارلز كيو براون إلى الشرق الأوسط في رحلة استغرقت ثلاثة أيام وسافر إلى الأراضي المحتلة بعد ساعات بالضبط من الهجوم اللبناني بطائرة بدون طيار وصاروخ من حزب الله على إسرائيل، وهجوم هذا النظام على لبنان صباح الأحد 25 أغسطس/آب.
وفي حديثه مع وكالة رويترز الذي نشر يوم الثلاثاء 27 أغسطس/ آب ، قال بعد تبادل إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل: الآن انخفض خطر نشوب حرب واسعة النطاق على المدى القصير، لكن إيران تخلق خطرًا كبيرًا، وكيفية رد إيران سيحدد كيفية رد إسرائيل، وهذا ما سيحدد إذا كان سيحدث صراع أكبر أم لا.
وأضاف: إن هجوم حزب الله كان أحد التهديدين ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، كما هددت إيران بأنه ردًا على اغتيال سليماني سيكون لها رد قوي وهجوم على إسرائيل.
قال براون: إن الخطر يكمن أيضًا في حلفاء الميليشيات الإيرانية في أماكن مثل العراق وسوريا والأردن التي هاجمت القوات الأمريكية، والحوثيين اليمنيين، الذين استهدفوا السفن في البحر الأحمر وحتى أطلقوا طائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأشار إلى قرار الولايات المتحدة بالاحتفاظ بحاملتي طائرات في الشرق الأوسط وإرسال سرب آخر من مقاتلات إف-22 إلى المنطقة وقال: سنحاول أن نقوم بما هو أفضل مما فعلناه في أبريل.
وأضاف براون أنه مهما كانت الخطة الإيرانية، فإن الأمر متروك للقادة الإيرانيين لاتخاذ القرار. وقال: إنهم يريدون اتخاذ إجراءات تحمل رسالة، لكنهم في رأيي لا يريدون القيام بأي شيء يخلق صراعًا أوسع.