كتبت- لمياء شرف
مخاوف وتكهنات باندلاع حرب إقليمية في المنطقة العربية بعد مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بغارة إسرائيلية على بيروت.
هدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله الخامنئي، في رسالته بعد مقتل “نصر الله” حسب وكالة تسنيم، بأن الضربات التي ستوجهها جبهة المقاومة إلى النظام الصهيوني ستكون أكثر وضوحا، ووصف الكيان الإسرائيلي بأنه “متهالك”، معتبرا أن الطبيعة الشريرة للكيان الصهيوني لم تنتصر في هذه الحادثة.
وفي طهران، أكدت لجنة الأمن والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني ضرورة الرد بحزم، وجعل الكيان الصهيوني يندم على جرائمه، كما نقلت رويترز عن مصادر مطلعة، أن إيران على اتصال دائم بحزب الله وحلفائها الإقليميين الآخرين، لتحديد الخطوة التالية.
خلال الأيام القليلة الماضية، عبرت حكومة الرئيس الأمريكي بايدن عن تخوفها من دخول المنطقة العربية في حرب شاملة، وقال بايدن نفسه ذلك في كلمته في أثناء اجتماع الأمم المتحدة في دورتها السنوية الـ79: “إن الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد ولا يزال الحل ممكاً”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” حسب وكالة رويترز، إن الوزير لويد أوستن أبلغ نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الولايات المتحدة عازمة على منع إيران والجماعات التي تدعمها من استغلال الوضع في لبنان أو توسيع رقعة الصراع.
ونقلا عن CNN، أكد مسؤول استخباراتي سابق في المنطقة، جوناثان بانيكوف، أنه من شبه المؤكد أن حزب الله سوف يرد، مضيفا أنه من الصعب أن نتصور أن إيران لن تلعب دورا في ذلك.
وتابع بانيكوف: “من المرجح أن يكون الرد كبيرا بما يكفي بحيث ترتفع احتمالات أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق”، مشيرا إلى أن هناك دلالات على أن إيران قد بدأت بالفعل تشعر بالقلق إزاء حجم الضرر الذي ألحقته إسرائيل بحزب الله.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن إيران ستتدخل في الصراع إذا رأت أنها على وشك خسارة أقوى ذراع عسكرية لديها “حزب الله”.
وفي السياق ذاته، حذر الجيش الإسرائيلي من أن إسرائيل تترقب أياما صعبة بعد اغتيالها “نصر الله”، وتم فرض قيود على التجمعات؛ تحسبا لأي تصعيد.
ونقلا عن موقع “الجزيرة”، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري: “إن بلاده أمام أيام صعبة مليئة بالتحديات”، مضيفا أن إسرائيل في حالة تأهب للدفاع والهجوم.
والجدير بالذكر، أن اغتيال “حسن نصر الله” يعتبر أقوى ضربة يتلقاها حزب الله في الأسابيع الماضية، حيث فُجرت فيه آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤه، كما كثفت خلالها إسرائيل قصفها وغاراتها الجوية على لبنان، مما أودى بحياة عدد من كبار القادة في الجماعة.