كتبت: شروق السيد
أثار التحقيق الذي نشرته الصحيفة الإيرانية “سازندگي”، اليوم الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول 2024، ضجة في إيران، وتناقلته عنها معظم الصحف الإيرانية، حيث كشف عن قضية بيع سري لثلاثين لوحة أثرية إيرانية في دبي، وبحسب التقرير، فقد خرجت هذه اللوحات من متحف الإمام علي في طهران وبيعت بشكل سري في دبي، وأثار التحقيق تساؤلات حول كيفية خروج هذه الأعمال الفنية النادرة من البلاد دون متابعة قانونية واضحة، حيث بيعت 14 لوحة بالفعل بينما لا تزال 16 أخرى مجهولة المصير، وأعربت الصحيفة عن المخاوف المتزايدة من استنزاف التراث الثقافي الإيراني.
وأفادت “سازندگي” بأن موقع World Art Dubai أشار إلى أن 14 من بين 30 عملاً فنياً ثميناً لفنانين إيرانيين، تم إخراجها من متحف الإمام علي في إيران، وبيعت في الإمارات بمدينة دبي، ولا توجد أي معلومات حول الـ16 عملاً المتبقية.
ووفقاً لتحقيق صحيفة “سازندگي”، تم نقل خمس لوحات من أعمال “عنایت الله نظریي نوري”، وأربع لوحات من أعمال “علیي أکبر صادقي”، ولوحتين من أعمال كل من “هانیبال الخاص”، و”رضا هدایت” و”رضوان صادق زاده”، ولوحة واحدة من أعمال كل من “آیدین آغداشلو”، و”محمود جوادیپور”، و”حسین محجوبی”، و”صادق تبریزس”، و”أحمد خلیلیي فرد”، و”خسرو خسروي”، و”آنه محمد تاتاري”، و”حبیب توحيدي”، و”مهدي حسيني”، و”أحمد وكیلي”، و”علي ذاكرى”، و”طاهر شيخ الحكما”، و”علي شیرازي”، و”نعمت لاله اي” و”بابك خدابنده” جميعها كانت بمتحف الإمام علي ووصلت إلى دبي.
وبحسب الصحيفة، فقد أعلن ناصر أماني، عضو مجلس مدينة طهران، قبل بضعة أيام، أن قيمة أحد هذه الأعمال الفنية تبلغ 300 مليار ريال.
وأضافت الصحيفة في أثناء تحقيقها في هذا الموضوع: “لدينا خبران، أحدهما جيد والآخر سيئ، الخبر السيئ هو أن 30 لوحة قيمة تم نقلها من متحف الإمام علي (التابع لبلدية طهران) إلى الإمارات العربية المتحدة، أما الخبر الجيد فهو أن نصف هذه اللوحات ربما لم يتم بيعها بعد، وربما يمكن إيجاد طريقة للعثور عليها وإعادتها إلى إيران، فوفقاً لموقع World Art Dubai، للأسف، تم بيع 14 عملاً فنياً نفيساً لفنانين إيرانيين، لكن لا تزال هناك 16 لوحة أخرى لم تبع بعد، ولكن أين هي؟ وفي يد من؟ بالطبع قد تكون اللوحات الـ16 الأخرى قد بيعت أيضاً، لكن نظراً إلى أن بيعها لم يتم تسجيله على الموقع بعد، فإن هذا الأمر يمنحنا بصيص أمل بأننا قد نتمكن من تتبعها”.
وعلقت الصحيفة قائلة: “إضافة إلى التدهور المستمر في نوعية الحياة بمدينتنا وتفاقم تلوث الهواء والدخان والقمامة، أصبح علينا الآن القلق على الأعمال الفنية لفنانينا أيضاً، الأعمال التي تنتقل من هذا الهواء الملوث إلى أجزاء أكثر متعة من العالم!”.
كيف خرجت هذه اللوحات من المتحف في طهران؟
متحف الإمام علي تابع لبلدية طهران ومنظمة الثقافة والفنون البلدية، وهو واحد من المتاحف المرموقة في العاصمة، والذي يضم الآن 30 مكانا فارغا في خزانته، هذه الأعمال الثلاثون التي اختفت فجأة، وقد مضى نحو 6 أشهر على غيابها، ففي بداية هذا العام، وحسب المعلومات التي وردتنا، قام أحد مديري البلدية (اسمه مسجل ومحفوظ في مكتب صحيفة سازندكي) بتوقيع إذن بخروج 30 عملاً فنياً بارزاً، لكنه على ما يبدو أنه غير مهتم بمتابعة عودتهم.
وعندما تحدث ناصر أماني، عضو مجلس مدينة طهران، عن هذه الحادثة في آخر اجتماع للمجلس، وأعلن أن هذه الأعمال قد خرجت من المتحف ولم تتم إعادتها بعد، وأن قيمة واحدة منها تقدر بـ300 مليار ريال، لم يتوقع أحد أن تكون بعض اللوحات- التي تم العثور على أثر لها- قد بيعت قبل بضعة أشهر.
وتناول أماني هذا الموضوع يوم الأحد في الجلسة رقم 269 لمجلس مدينة طهران، ووفقا للبند الـ8 من المادة الـ80 لقانون صلاحيات ومسؤوليات المجالس والبلدية، الذي ينص على أن من واجب مجلس المدينة الإشراف على إدارة وحفظ ممتلكات البلدية، وطالب بمتابعة هذا الموضوع في المجلس وتقديم توضيحات من قبل البلدية.
وأضاف أن أعمالاً فنية قد خرجت من المتحف، وأن أحدها تقدر قيمته المادية بـ300 مليار ريال إيراني.
وأضافت الصحيفة: “ربما ناصر أماني وكثير من عشاق الفن، الذين صُدموا من هذا الخبر، وحتى العديد من وسائل الإعلام التي تناولت أحداث وشؤون بلدية طهران والمشاكل المتعلقة بعمدة طهران، لم يتذكروا أن جزءا من أعمال هذا المتحف كان قد عُرض في التقارير المصورة لأحدث دورة سنوية لمعرض «World Art Dubai» في أوائل شهر أبريل/نيسان من هذا العام.