كتب: محمد بركات
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان لها، أن رافايل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، سيسافر إلى إيران مساء الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني، في رحلة ستستمر يومين، وذلك بناء على دعوة رسمية من إيران، حيث سيناقش الجوانب الفنية المتعلقة بالبيان المشترك المتفق عليه مع إيران في مارس/آذار 2023، وذلك وفقا لتقرير وكالة بارونز الفرنسية بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقا للتقرير، فقد أشار البيان إلى أن لقاءات غروسي في طهران ستبنى على محادثاته السابقة مع عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، والتي أقيمت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي.
من جانبه صرح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، خلال لقاء صحفي مع عدد من وكالات الأنباء، الاثنين 11 نوفمبر/تشرين الثاني، وردا على سؤال حول زيارة غروسي، لطهران، قائلا: “لدينا تواصل مستمر مع الوكالة، وهذه اللقاءات لا تساهم فقط في تعزيز فهم الطرفين لملاحظات واهتمامات كل منهما، بل تساعد أيضا في تحسين التفاعل والتعاون بينهما”، وذلك وفقا لتقرير موقع اقتصاد آنلاين الصادر في 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقا للتقرير، فقد أوضح بقائي أن “زيارة غروسي لطهران تتم في إطار محدد، قائلا: نحن نتابع الوضع الإقليمي والتطورات الدولية، وكعضو ملتزم بتعهداته أمام الوكالة، فنحن نأخذ هذه التعهدات على محمل الجد، وكنا دائما نعلن أن الوكالة والشخص المدير العام يُتوقع منهم أن يعملوا بشكل مستقل واحترافي بعيدا عن الضغوط السياسية والادعاءات من أي طرف كان، سواء في المنطقة أو خارجها، وأن هذا النهج من قبل الوكالة سيكون كافٍ للوصول لاتفاق مُرض لجميع الأطراف”، مضيفا: “سيجري السيد غروسي خلال زيارته، لقاءات مع رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، ومحمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إضافة إلى وزير الخارجية وعدد من الشخصيات”.
وجدير بالذكر أن غروسي كان قد أبدى استعداده للقاء الرئيس الإيراني، حيث صرح خلال كلمته في اليوم الأول من المؤتمر العام الثامن والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، قائلا: “أعبّر عن احترامي لإمكانية التعاون مع الرئيس الجديد لإيران، وأتطلع إلى لقاء الحكومة الجديدة كجزء من الجهود الضرورية لتقديم ضمانات موثوقة للمجتمع الدولي بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي”، ليأتي بعدها في 29 أغسطس/آب، وفي أول تقرير يصدر عن الوكالة خلال حكم بزشكيان، ويقول إن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب قد زاد خلال الأشهر الأخيرة، وإن إيران لم تحسن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك خلال اجتماع لأعضاء مجلس المحافظين الخاص بالوكالة، وفقا لتقرير موقع عصر إيران الإخباري بتاريخ سبتمبر/أيلول.
الملفات المطروحة على جدول الزيارة:
على الرغم من أنه لم تصدر أية بيانات رسمية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو السلطات في إيران حول جدول الأعمال الدقيق لتلك الزيارة، فإن الخبراء يقولون إن القضايا موضع النقاش بين الوكالة وإيران ليست بجديدة، فقد كانت إيران تتفاوض بشأنها مع الوكالة منذ سنوات دون تحقيق نجاح، فمن بين هذه القضايا مسألة الأنشطة النووية في مواقع تورقوز آباد، ورامین، ومریوان، حيث كانت هناك أنشطة منذ فترة طويلة، وطلبت الوكالة من إيران عدة مرات، تقديم معلومات حول تلك الأنشطة، لكن إيران لم تقم بذلك بعد، وذلك وفقا لتقرير موقع دبلوماسي إيراني الصادر بتاريخ نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقا للتقرير، فهناك قضايا مهمة أخرى تتعلق بكاميرات المراقبة التابعة للوكالة، حيث لم تسمح إيران بتشغيل بعضها، أما تلك التي سمحت بها، فقد احتفظت بأفلامها وقالت إنها ستعرضها على الوكالة عند الحاجة. وإضافة إلى ذلك، تسعى الوكالة للحصول على مزيد من المعلومات حول الأنشطة المتعلقة بتصنيع أجهزة الطرد المركزي، ورغم محاولاتها المتكررة، لم يُسمح لها بالدخول إلى مواقع هذه الأجهزة. وأخيرا، هناك مسألة كمية اليورانيوم الطبيعي المعروف بـ”الكعكة الصفراء” التي تحتفظ بها إيران، والتي ترغب الوكالة في الحصول على معلومات كاملة بشأنها.
آخر جولة من المفاوضات بين طهران والوكالة:
تجدر الإشارة إلى أن آخر جولة من المفاوضات المباشرة جمعت بين الوكالة ومسؤولي إيران تعود إلى أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي في فيينا، فوفقا لتقرير مركز الدبلوماسية العامة والإعلام التابع لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فقد التقى محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران، رافايل غروسي في فيينا، وذلك على هامش فعاليات اليوم الأول لانعقاد الدورة الثامنة والستين للمؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حينها أوضح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تفاصيل لقائه مع المدير العام للوكالة قائلا: “قمنا بمراجعة الوضع القائم بيننا، وأبلغناه أننا نتابع تطوير الصناعة النووية الإيرانية بجدية، ضمن إطار معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبدعم منها”، وذلك وفقا لتقرير صحيفة انتخاب الصادر بتاريخ 17 سبتمبر/أيلول.
وأضاف إسلامي: “في هذا الاجتماع، تم اقتراح أن تستفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الفرص والإمكانات التي وفرتها إيران لتصبح مركزا إقليميا، وقد لقي هذا الاقتراح ترحيبا وتشجيعا من المدير العام للوكالة”، مضيفا: “كذلك، تم الاتفاق على مواصلة العمل في المجالات النووية ضمن إطار الاتفاق النووي من خلال تنظيم البرامج وتكثيف الزيارات والحوار البنّاء لتحقيق مصالح إيران وتسوية القضايا المتبقية”.
وأشار إسلامي، الذي قيّم الاجتماع بكونه إيجابيا، إلى أن “مسار المحادثات مع المدير العام للوكالة كان جيدا، وأعتقد أن هذا اللقاء يمثل خطوة إلى الأمام، وأهم رسالة لهذا الاجتماع هي أن العالم يدرك أن التواصل بين إيران والوكالة سيستمر بشكل ثابت، وأنه لن يتأثر بأي عمليات ضغط نفسي أو حملات تشويه، وسنواصل هذا المسار بما يحقق مصالح إيران”.
وعقب هذا الاجتماع، نشر رافائيل غروسي أيضا رسالة على منصة إكس، قال فيها: “اتفقنا مع محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على أهمية الحفاظ على التواصل”.