ترجمة: شروق السيد
في ظل تقلبات اقتصادية وسياسية، واجهت شركات الوساطة في إيران انخفاضا حادا في إيراداتها، حيث خسرت 40% من عوائدها خلال النصف الأول من 2024. يكشف هذا التقرير أسرار هذه الخسائر وتوزيع الإيرادات بين الشركات الكبرى والصغرى.
وفقا لتقرير نشرته الصحيفة الإيرانية “فرهيختكان” 13 يناير/كانون الثاني 2025، واجه سوق رأس المال الإيراني تحديات عديدة خلال عامي 2023 و 2024، بعد فترة ركود طويلة بدأت مع التصحيح الذي حدث في أغسطس/آب 2020، حيث شهدت بورصة طهران في مارس/آذار 2023 انتعاشا واتجاها صعوديا، إلا أن هذا الزخم توقف في منتصف مايو/أيار 2023 مع ارتفاع بعض الأسهم في السوق.
وبعد تجاوز العديد من التحديات خلال هذه الفترة، ونظرا إلى محدودية نطاق التقلبات التي ساعدت في الحد من السلوكيات العاطفية، سجل السوق في يوليو/تموز 2024، أدنى قيمة للمعاملات الصغيرة منذ بداية عام 2023.
وأضافت الصحيفة: إحدى النتائج المترتبة على هذا الانخفاض في حجم المعاملات وقلة الإقبال على البورصة خلال النصف الأول من عام 2024 كانت الانخفاض الكبير في إيرادات شركات تداول الأوراق المالية.
وتابعت: وقد أظهرت مراجعات صحيفة فرهيختكان أن إيرادات 105 شركات وساطة من رسوم معاملات البورصة في النصف الأول من عام 2024 انخفضت بنسبة 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث انخفضت من 86.7 تريليون ريال إيراني إلى 52.4 تريليون ريال.
ويتناول التقرير الحالي، إضافة إلى مراجعة إيرادات شركات الوساطة من رسوم المعاملات، إيرادات استثمارات شركات الوساطة وكذلك تحليل تيارات ملكية هذه الشركات.
شركات الوساطة
أظهرت مراجعة صحيفة “فرهيختكان” للقوائم المالية لشركات الوساطة في البورصة أن إجمالي إيرادات 105 شركات وساطة من رسوم المعاملات خلال النصف الأول من عام 2024 بلغت نحو خمسة وخمسين تريليون وأربعمائة مليار ريال إيراني.
وفي المقابل، بلغ إجمالي الإيرادات الناتجة عن رسوم هذه الشركات في النصف الأول من عام 2023 نحو 86 تريليون و700 مليار ريال إيراني.
بمعنى آخر، انخفضت إيرادات شركات الوساطة في البورصة في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023 بنسبة تقارب 40%. هذا الانخفاض وصل في بعض الشركات إلى 55% إلى 60%.
وأضافت الصحيفة: وفقا للقوائم المالية لشركات الوساطة، يعود السبب الرئيسي لانخفاض الإيرادات من الرسوم إلى تراجع حجم المعاملات في سوق رأس المال خلال النصف الأول من عام 2024 مقارنة بعام 2023.
ومع ذلك، شهدت الأشهر الأخيرة تحسنا ملحوظا في وضع سوق رأس المال بالبلاد، مما سيؤدي تدريجيا إلى زيادة إيرادات الرسوم لشركات الوساطة.
شركات وساطة
وتابعت الصحيفة: “توزيع الإيرادات بين شركات الوساطة في البورصة يثير الاهتمام، فخلال النصف الأول من هذا العام، كانت حصة آخر 50 شركة وساطة في الجدول من إجمالي إيرادات شركات الوساطة في البورصة نحو 10% فقط، بينما استحوذت أول 12 شركة في الجدول على نحو 50% من إجمالي الإيرادات.
وتشير مراجعة القوائم المالية لشركات الوساطة إلى أن شركة مفيد حققت أعلى إيرادات من الرسوم خلال النصف الأول من عام 2024، حيث بلغت إيراداتها نحو 14 تريليون و110 مليارات ريال إيراني.
تأتي بعدها شركات “آجاه، وفارابي، ومبين سرمايه” بإيرادات رسوم بلغت 250 وتريليون و870 مليار ريال وتريليون و100 مليار ريال على التوالي.
وأردفت الصحيفة: “تُظهر الإحصائيات أن شركة مفيد قد استحوذت على النسبة الأكبر من الإيرادات الناجمة عن الرسوم مقارنةً بالشركات الأخرى، حيث بلغت حصتها نحو 27% من إجمالي إيرادات شركات الوساطة”.
أما الشركات الأخرى، فكانت حصتها أقل بكثيرٍ مقارنة بشركة مفيد، وتوزعت الحصص كالتالي:
آجاه: نحو 5%.
فارابي: نحو 3.5%.
مبين سرمايه: نحو 2.1%.
بنك ملي إيران: نحو 2%.
أما بالنسبة لشركة آجاه التي تحتل المرتبة الثانية بعد شركة مفيد، فقد شهدت إيراداتها من الرسوم انخفاضًا بنحو 80% مقارنة بـ”مفيد”، مما جعل حصتها أقل بكثير.
بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2023، بلغت إيرادات شركة مفيد خلال ذلك الوقت نحو 2.500 مليار تومان، ما يعني انخفاضا بنسبة 44%، وهذا يوضح أن شركة مفيد كانت تمتلك حصةً أكبر من إجمالي إيرادات الرسوم في عام 2023.
وأضافت: “وفقا للمراجعات، بلغت حصة شركة الوساطة (مفيد) من الإيرادات الناتجة عن الرسوم العام الماضي نحو 30%. كما أن إيرادات شركتي آجاه ومبينسرمايه، وهما من بين الشركات التي حققت أعلى الإيرادات من الرسوم، شهدت انخفاضا بنسبة 58% إلى 59% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”.
يشير ذلك إلى أن التطورات الاقتصادية والسياسية في البلاد كان لها تأثير واضح على حجم التداول في سوق رأس المال الإيراني، مما أدى إلى انخفاض كبير في حجم المعاملات.
ومع ذلك، بدأت أحداث إيجابية تحدث في سوق البورصة منذ خريف هذا العام، مما يُنبئ بتحسن محتمل.
في المجمل، خلال النصف الأول من هذا عام 2024، استحوذت شركات الوساطة التالية على 50% من الإيرادات الناتجة عن رسوم معاملات البورصة:
مفيد، آجاه، فارابي، مبينسرمايه، بنك ملي، حافظ، نهايتنجر، صبا تأمين، فيروزه آسيا، بنك ملت، بنك مسكن، والاستثمار الوطني الإيراني.
50 شركة وساطة
وتابعت: “في مقابل الحصة البالغة 50% التي تستحوذ عليها أول 10 شركات وساطة، تظهر المراجعات أن 50 شركة وساطة الأخيرة حصلت على 10% فقط من إجمالي الإيرادات الناتجة عن الرسوم في سوق الوساطة في البورصة”.
وفقا لهذه الإحصائيات، كانت إيرادات الرسوم لـ29 شركة وساطة خلال النصف الأول من عام 2024 جميعها أقل من 100 مليار ريال، وبلغ إجمالي إيراداتها نحو 1210 مليارات ريال فقط.
وذكرت الصحيفة: “تشير المراجعات إلى أنه من بين 105 شركات وساطة، كانت أقل الإيرادات الناتجة عن الرسوم تخص شركات إیدهآل کوشا، وأمید سهم، وجهان سهم.
وأشارت إلى أنه وفقا للإحصائيات، فقد بلغت الإيرادات الناتجة عن الرسوم لشركة إیدهآل کوشا خلال النصف الأول من عام 2024 فقط، 170 مليونا و700 ألف ريال، وجاءت بعدها شركتا أمید سهم وجهان سهم بإيرادات بلغت على التوالي 714 مليار ريال و15 مليار ريال.
يُذكر أن 5 شركات وساطة (هي أمین سهم، وتوسعه معاملات خردمند، وپیشكامان به برور، وبارس ایده بنیان، وكنجینه سبهر بارت) لم تنشر بيانات إيراداتها الناتجة عن الرسوم في عام 2003.
من الواضح أن إيرادات 17.5 مليون تومان (يعادل 175 مليون ريال) التي حققتها إحدى شركات الوساطة لا تكفي حتى لتغطية راتب موظف واحد لمدة شهر واحد.
أرباح شركات الوساطة
وبينت الصحيفة: “وفقا لأحدث القوائم المالية المنشورة من شركات الوساطة في نظام (كودال)، بلغ إجمالي أرباح الاستثمارات لـ105 شركات وساطة خلال النصف الأول من هذا العام نحو 21.79 تريليون ريال، في حين كانت أرباح الاستثمارات لهذه الشركات في عام 2023 تبلغ 24.38 تريليون ريال.
ويشير هذا إلى انخفاضٍ قدره 2.59 تريليون ريال. مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، أي إن إجمالي أرباح الاستثمارات قد انخفض بنسبة 10% على مدار العام.
تشير المراجعات إلى أن الأرباح الرئيسية لهذه الشركات كانت من نصيب 5 شركات وساطة هي: آكاه، ومفيد، وفارابي، وسهم آذين، ونهايت نجر.
رسوم شركات الوساطة
وأضافت الصحيفة: “في هذا السياق، تمتلك شركات الوساطة التابعة للبنوك قصة مختلفة، وفقا للمراجعات، تشكل إيرادات رسوم شركات الوساطة التابعة للبنوك 14.5% من إجمالي إيرادات شركات الوساطة في الأشهر الستة الماضية”.
بشكل عام، يمتلك 13 بنكا إيرانيا شركات وساطة في سوق رأس المال الإيراني، وبلغ إجمالي إيراداتها من الرسوم في هذه الفترة نحو 7.61 تريليون ريال.
من بين 13 شركة وساطة للبنوك التي تم تحليلها في هذا التقرير، سجلت شركة وساطة بنك ملي إيران أعلى إيرادات من الرسوم، حيث بلغت 1.05 تريليون ريال، وهو ما يعادل 2% فقط من إجمالي إيرادات شركات الوساطة.
بعد ذلك، جاء بنك ملت وبنك مسكن بإيرادات رسوم بلغت 0.78 تريليون ريال، و0.77 تريليون ريال على التوالي، وفي هذه المقارنة، جاء بنك باسارجاد وبنك سامان في المراتب التالية بإيرادات بلغت 0.7 تريليون ريال، و0.66 تريليون ريال من الرسوم.
من الجدير بالذكر أن بنك كشاورزي هو البنك الذي سجل أقل إيرادات من الرسوم، حيث بلغت إيراداته من الرسوم في النصف الأول من عام 0.25 2023 تريليون ريال فقط.
المنافسة بين شركات التأمين والبنوك
وأشارت الصحيفة إلى أنه في بعض البنوك تمتلك شركات التأمين وصناديق التقاعد أيضا حصصا كبيرة في ملكية شركات الوساطة جنبا إلى جنب مع الأفراد. تعد هذه الشركات والمؤسسات من أبرز المساهمين من قطاع التأمين والصناديق في شركات الوساطة.
وأضافت: “بعض شركات الوساطة في البورصة يمتلكها شخصيات عامة وجهات اعتبارية، على سبيل المثال، 100% من أسهم شركة وساطة أوراق بهادار رضوي تتبع الشركات التابعة لآستان قدس رضوي، كما أن الشركات التابعة للبلديات وصناديق التقاعد والبنوك الحكومية هي أيضا من الأشخاص الاعتباريين وشبه الحكوميين الذين يمتلكون شركات وساطة”.
على سبيل المثال، يمتلك شركة صناعات النحاس الإيرانية أسهمًا في شركة وساطة أرگ هومن، بينما تمتلك مجموعة صبا تأمين التابعة للمنظمة التأمين الاجتماعي أسهمًا في شركة وساطة صباتأمین.
شركات الوساطة العائلية
واختتمت الصحيفة تقريرها، بالإشارة إلى أن الجزء الآخر من شركات الوساطة متعلق بالأشخاص الطبيعيين، بعض هذه الشركات يمتلكها عائلات بشكل عائلي، وفي بعض الأحيان لا توجد لديها حركة مالية كبيرة، أظهرت المراجعات أنه في 18 شركة وساطة، يمتلك المساهمون بشكل عائلي جميع أو جزءا كبيرا من أسهم هذه الشركات.