كتبت: لمياء شرف
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الحديث عن احتمالات ضرب إسرائيل منشأة نووية في إيران، حذرت طهران بشكل واضح ومباشر، الدول الخليجية من السماح باستخدام مجالها الجوي أو قواعد عسكرية في أراضيها لتنفيذ هجمات إسرائيلية على الأراضي الإيرانية.
قال مسؤول إيراني كبير، الثلاثاء 8 أكتوبر/تشرين الأول، إن طهران أبلغت دول الخليج أنه لن يكون مقبولا أن تسمح باستخدام مجالها الجوي أو قواعد عسكرية ضد إيران.
جاءت التصريحات حسب وكالة رويترز، في الوقت الذي توجه فيه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى السعودية ودول أخرى في الخليج؛ لإجراء محادثات.
الجدير بالذكر أن كلا من الدول الخليجية قطر والكويت والبحرين والإمارات والسعودية بها قواعد ومنشآت عسكرية وأمريكية يمكن لإسرائيل وأمريكا استعمالها في شن الهجوم على إيران.
وتأتي التصريحات أيضا عقب محادثات بين إيران ودول الخليج العربية الأسبوع الماضي، على هامش مؤتمر بشأن آسيا في قطر، والذي سعت دول الخليج خلاله إلى أن تؤكد لإيران حيادها في أي صراع بين طهران وإسرائيل.
وقال المسؤول الإيراني الكبير: “إيران أوضحت أن أي تحرك لأي من دول الخليج الفارسي ضد طهران، سواء باستخدام المجال الجوي أو قواعد عسكرية، ستعده طهران فعلا صادرا عن المجموعة بأكملها، وسترد طهران وفقا لذلك”.
وشدد في رسالته على ضرورة الوحدة الإقليمية في مواجهة إسرائيل، وعلى أهمية تحقيق الاستقرار، موضحا أن أي مساعدة لإسرائيل، مثل السماح باستخدام المجال الجوي لأي دولة في المنطقة من أجل تحركات ضد إيران، “غير مقبولة”.
وقال المسؤول الإيراني إن طهران لم تبحث مع دول الخليج المنتجة للنفط مسألة زيادة الإنتاج إذا تعطل الإنتاج الإيراني خلال أي تصعيد.
وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي الأسبوع الماضي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل قد تستهدف منشآت لإنتاج النفط داخل إيران في ردها.
وقال بايدن إنه لو كان في مكان إسرائيل لفكر في بدائل أخرى بخلاف ضرب حقول نفط إيرانية. ومن شأن أي هجوم من هذا النوع أن يرفع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية.
ولدى دول أوبك بقيادة السعودية ما يكفي من الطاقة الإنتاجية الإضافية لتعويض أي نقص في الإمدادات من إيران إذا تسبب رد إسرائيلي في تعطيل بعض منشآتها.
وأغلب الطاقة الإنتاجية الفائضة تلك في دول منطقة الخليج العربية. ولم تهدد إيران بمهاجمة منشآت نفط في الخليج لكنها حذرت من قبل من مغبة تدخل “أنصار إسرائيل” بشكل مباشر، قائلة: “إن ذلك سيعرض مصالحهم في المنطقة للاستهداف”.
وشهدت العلاقات بين طهران والرياض بعض التقارب السياسي في السنوات القليلة الماضية، مما خفف التوتر في المنطقة، لكن العلاقات بين البلدين لا تزال صعبة.
وتتحسب السعودية لفكرة ضربة إيرانية لـمنشآتها النفطية منذ هجوم وقع في 2019 على مصفاة كبيرة في بقيق، مما أوقف لفترة وجيزةٍ أكثر من خمسة بالمئة من الإمدادات النفطية. ونفت إيران ضلوعها في ذلك الهجوم.
وقال دبلوماسي غربي في الخليج، إن إيران أوضحت خلال اجتماعها مع دول الخليج في الدوحة يوم الخميس، على هامش المؤتمر، أنها تدعو إلى الوحدة الإقليمية في مواجهة أي هجوم إسرائيلي، وكذلك أنها تعد حياد دول الخليج أقل ما يمكن فعله.
وذكر الدبلوماسي أن إيران أوضحت أنها ستراقب عن كثب، كيفية استجابة كل دولة من دول الخليج في حالة شن إسرائيل هجوما، وأيضا كيفية استخدام القواعد الأمريكية الموجودة في تلك الدول.
الموقف الخليجي
وفي سياق متصل، نشرت الغارديان البريطانية الأسبوع الماضي، مقالا تحليليا أعده محرر الشؤون الدبلوماسية، باتريك وينتور، الذي يتناول فيه موقف قادة دول الخليج من الصراع المتزايد بين إسرائيل وإيران، بعنوان “قادة الخليج يدعمون فلسطين، لكن كثيرا منهم لا يمانع رؤية إسرائيل تتحدى إيران”.
طرح الكاتب تساؤلات عن كيفية رد فعل دول الخليج إذا ما مضت إسرائيل قدما في خطتها لاستخدام نجاحها العسكري الأخير ليس فقط لإضعاف إيران، بل إعادة ترتيب الشرق الأوسط.
وأشار في مقالته عن تزامن الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول الخليج في الدوحة مع الزيارة التي يجريها الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لقطر لإجراء محادثات مع الشيخ تميم.
وأضاف أن هذا التحالف السني المكون من ستة ملوك خليجيين، على الرغم من أنه ليس على علاقة طيبة بإيران أو وكلائها الشيعة، فإنهم يعارضون مزيدا من التصعيد الإسرائيلي في غزة.
وأشار إلى إصرار دول الخليج على أن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وأنه هو السبيل الوحيد للاستقرار الإقليمي، كما جاء على لسان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في صحيفة “فايننشيال تايمز”.
يرى الكاتب أنه على الرغم من الدعم الشعبي في دول الخليج للقضية الفلسطينية، فمن غير المرجح أن يغيروا استراتيجيتهم الجماعية التي استمرت لمدة عام والتي تتمثل في عدم تقديم أي شيء للفلسطينيين بخلاف المساعدات الإنسانية والدعم السياسي، حسب الكاتب.