ترجمة: يسرا شمندي
تتسارع الأحداث السياسية في سوريا؛ مما يترك تأثيرات واضحة على العلاقات بين إيران ودمشق. وفي ظل التغيرات الكبيرة داخل سوريا، تسعى إيران لإعادة تقييم سياستها في المنطقة بناءً على مصالحها الأمنية والوطنية.
وحول مستقبل العلاقات بين طهران ودمشق، نشرت وكالة أنباء خبر أونلاين 4 يناير/كانون الثاني 2025، تقريراً ذكرت فيه أن إيران لم تُبدِ ترحيبًا كبيرًا بالحكومة الجديدة في سوريا. وحاليًا، سفارة إيران في دمشق مغلقة، ولكن هناك أحاديث عن احتمال إعادة فتحها.
وأشارت إلى أنه في واحدة من أولى ردود الفعل، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لصحيفة “النهار” اللبنانية بأن دعم إيران للحكومة السورية لم يكن مفاجئًا وأنه جاء بناءً على طلب من الحكومة السورية لمنع سيطرة الإرهاب والتطرف، بحسب وصفه.
وأضاف عراقجي أنه كانت هناك اتصالات مباشرة بين إيران والمعارضة السورية، مؤكدًا أهمية الحفاظ على سيادة سوريا الوطنية، مضيفاً أن من المبكر تحديد مصير سوريا، حيث إن العديد من العوامل المؤثرة قد تتغير في المستقبل، مما يتطلب الصبر والدقة في تقييم الوضع.
تصريحات المسؤولين السوريين عن إيران.
كما أوضحت الصحيفة أن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع “الجولاني” أكد في مقابلة له أن الحكومة السورية الجديدة لا تستطيع قطع علاقاتها مع الدول الكبرى، بما في ذلك إيران. وقبل توليه السلطة في سوريا، كان يصف إيران بأنها عدوه وكان يتبنى لهجة قاسية ضد طهران. لكنه أشار في نفس المقابلة إلى أن إيران، باعتبارها دولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة، لها دور حاسم في تطورات الوضع في سوريا. ومع ذلك، حملت تصريحاته بعض التلميحات والتهكم.
وذكرت الصحيفة أنه شدد قائلاً: “إن علاقات دمشق وطهران يجب أن تكون مبنية على المبادئ الدبلوماسية والاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”. وأوضح لشبكة العربية أنه “يعتقد أن دور إيران في المنطقة يجب أن يكون إيجابيًا وقابلًا للفهم”. وأضاف أن “المرحلة الحالية تتطلب من إيران إعادة النظر في سياساتها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية السوري الحالي أسعد الشيباني، كتب في تغريدة له على شبكة “إكس” قائلًا: “يجب على إيران أن تحترم إرادة الشعب السوري وكذلك سيادته ووحدته”.
وفي إطار تصريحاته العدائية ضد إيران، أشار الشيباني إلى تنسيق بين الجولاني وقادة تنظيم الدولة والقاعدة، محذرًا من أن إيران تتحمل مسؤولية توسيع الفوضى في سوريا، وأنها ستواجه عواقب التصريحات الأخيرة التي صدرت عنها.
تطور العلاقات بين إيران وسوريا
أفادت الصحيفة في التقرير بأن محب علي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، علّق بشأن مستقبل العلاقات بين إيران وسوريا قائلاً: “يجب أن نكون على دراية بأن سوريا الجديدة قد تم إنشاؤها أو ستنشأ قريبًا، ولكن الطريقة التي سيتم بها ذلك لا تزال غير واضحة. فنحن لا نعرف ما ستكون عليه سوريا التي سنواجهها في المستقبل، لكن من المؤكد أنها ستكون مختلفة عن سوريا السابقة. ومن غير الممكن أن يحكم سوريا حكومة أقلية علوية في الظروف الحالية، سواء من الناحية الداخلية أو الإقليمية والدولية، وهذا الأمر غير مقبول. لذلك، يجب تعديل السياسات لتتناسب مع الواقع الجديد.”
وأضاف: يجب أن نعي أن سوريا الجديدة قد بدأت، وأن السلطة ستكون بيد السنة، مما يعكس تقاربًا متوقعًا مع الدول العربية. وأوضح أن العلاقات السورية مع تركيا ستصبح محورية واستراتيجية.
وتابع: سوريا كانت آخر دولة شبه اشتراكية في الشرق الأوسط منذ الحرب الباردة، ومن المستبعد أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق. كما كان الحال مع حكومات مشابهة في العراق وليبيا والجزائر. وفي أفضل الأحوال، قد تصبح سوريا دولة تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع الشرق والغرب.
وأشار إلى أنه من غير المرجح أن تبقى لروسيا اليد العليا في سوريا، حيث قد تربطها علاقات جيدة مع الحكومة السورية، ولكن نفوذها سيكون محدودًا، مضيفا أن هناك ضرورة لإجراء مراجعة جادة للسياسة الإيرانية في الشرق الأوسط بناءً على المصالح الوطنية والأمن القومي، داعيًا إلى عدم الاستعجال في استعادة العلاقات مع سوريا، بل ينبغي الانتظار لرؤية التوجهات السورية ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن استئناف العلاقات.